يعتمد أفراد الفئة الضالة في إضفاء الصفة الشرعية على أعمالهم التدميرية على فتاوى سريّة من بعض المنتسبين للعلم الشرعي ممن يفتقدون للحكمة والواقعية التي تتطلب الأخذ بمبدأ القدرة حيث إنها مناط التكليف بالأحكام الشرعية كما ذكر ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- كما أن تلك الفتاوى السريّة غير قابلة للانتقاد من المختصين بالعلوم الشرعية لكونها غير معلنة، ولكن من الجدير بالذكر أن الفتاوى المعلنة الصادرة من هيئة كبار العلماء في تجريم أفعال الفئة الضالة تنقض ضمناً هذه الفتاوى السريّة بقول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال السلف، والفتاوى المعلنة لو كانت خاطئة فهي عرضة للانتقاد من المختصين في أرجاء العالم وليس في المملكة فقط. علماً أن جميع الفتاوى السريّة التي يعتمد عليها أفراد الفئة الضالة ومنظروها يستند أصحابها على أقوال بعض السلف في قضايا لها وجه شبه فيما يستدلون به عليها لكنها لا تنطبق حقيقة على الواقع اليوم خصوصاً ما يتعلق منها بقضية الولاء والبراء ومظاهرة المشركين ولنا في هذا الموقف الذي نعايشه دليل من أهل الاختصاص قديما وحديثاً أعني بذلك موقف هيئة كبار العلماء الذين أفنوا أعمارهم في طلب العلم الشرعي ونحسبهم والله حسيبهم على درجة عالية من العلم والورع والحكمة فيجب أن يسعنا كمقلدين ما وسع هؤلاء العلماء الأفاضل بدءاً بالشيخين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله وامتداداً بالعلماء المعاصرين الموجودين بين أظهرنا الذين اقتفوا منهج الشيخين الراحلين رحمهما الله وهو منهج السلف من قبلهما. ولا شك أن الذمة تبرأ بهذا لأن القضايا التي نختلف فيها مع الفئة الضالة قضايا اجتهادية تحتاج إلى اجتهاد ممن هو أهل للاجتهاد بضوابطه المعتبرة عند أهل العلم وهي ضوابط تتوفر في علمائنا وقد أفتوا في هذه القضايا الاجتهادية بما يدينون الله به، كما أن على طلبة العلم الذين يفتون بعض الشباب بفتاوى سريّة تحريضية تتسبب في خروجهم على ولاة الأمر واحراق أكباد أمهاتهم وذويهم عليهم أن يتقوا الله ومما يدل على ان هذه الفتاوى السريّة يدفعها الهوى عدم الفتيا بها لأبنائهم وذويهم.
|