* جدة - علي العُمري : لا شك أن فكرة سمو سيدي ولي العهد تأتي دعماً من حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين لهذا البرنامج لاستقطاب أكبر عدد من خريجي الثانوية العامة إلى أن يحصلوا على تدريبات مهنية ونحن أولى وأكثر الناس حاجة إليها سواء في القطاعات العسكرية أو القطاعات الخاصة. وبهذه الكلمات بدأ صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله كلمته في حفل تخريج الدفعة الأولى من معهد التدريب العسكري في جدة، وأضاف سموه: نحمد الله أننا رأينا أعداد الخريجين بما يقارب 850 متخرجا ونحن اليوم سعداء بهذا العدد في قطاع الحرس الوطني وهناك 1800 على مستوى المملكة بالنسبة لوزارة الدفاع ووزارة الخارجية والحرس الوطني وهو عدد جيد جداً بهذه العقلية الجيدة التي بدأت ترغب في العمل المهني لأنه أشرف وأفضل عملية لطلبة الثانوية العامة الذين سيجدون في هذا التخصص المهني العمل الجيد لخدمة دينهم ثم مليكهم ووطنهم وخدمة شعبهم الذي هو في حاجة إلى هذه الأعمال وأتمنى أن أرى مستقبلاً أعداداً أكبر في الدورات المقبلة. ونحن من خلال إنشاء المعاهد العسكرية لا نسعى إلى جعل المعاهد الأهلية تحت مظلة عسكرية وإنما الغرض استقطاب أكبر عدد في الوقت الحالي لأن المعاهد ليست لديها الأعداد الكافية في الوقت الحاضر، ولكننا الآن بعد أمر مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد بتخصيص 6 مليارات ريال لإنشاء هذه المعاهد؛ وفي أثناء إنشاء هذه المعاهد فإن القطاعات العسكرية تقوم بواجباتها لتغطية هذا العدد الكبير من الطلبة حتى أننا لا ننتظر المعاهد ولكننا نبدأ في إنتاج هذه الكوادر للقيام بهذه الأعمال. وحول دور المعهد في توظيف الشباب بعد تخرجهم في القطاع الخاص قال: لا شك أن على المعهد الكثير من المسؤوليات فهو يقوم بالاتصال بالكثير من رجال الأعمال والقطاع الخاص حتى أن هناك متابعة من قبل إدارة المعاهد على هؤلاء الطلبة وهناك دورات أخرى تأهيلية يعودون لأخذها في المعاهد وهذه معدة مسبقاً في الدراسة، وكما أعلن فإن القطاع العسكري سوف يتولى توظيف 25% والقطاع الخاص 50% وللسوق المحلي 25% ولهذا سوف نتمكن من التغطية بأكبر عدد من الشباب، وأحب أن أوجه للشباب السعودي إلى أن ينظروا إلى أنهم في عمل مهني وهو الذي يجب أن يكون له التعامل الخاص وإبعاد نظرة أن السعودي لا يعمل به ونحن في استعداد لأن نعمل بأيدينا فأرجو ألا نستعيب العمل وإنما نستعيب البطالة وأتمنى أن يتقدم الشباب لأن الدولة فاتحة أياديها وهذا شرف لنا جميعاً. وعن إنشاء المعاهد العسكرية قال: حاليا سوف نكتفي بالموجود وهي موزعة على المحافظات لتسهل الأمر على الطالب لأن يكون قريبا من أهله. وقال سموه في سؤال عن مشاركة قوات الحرس في مواجهة الإرهاب: إن جميعنا في مواجهة الإرهاب فهو ليس موجها لجهة معينة بل هو موجه لجميع أفراد المملكة العربية السعودية بجميع فئاتهم فيجب علينا مواجهته حتى لو كانوا أقاربنا، ليس لسلامة الوطن فقط وإنما لسلامتهم فقط؛ لأننا في حرب ويجب الوقوف معا يداً واحدة لننشئ المعاهد العسكرية. جاء ذلك في تصريح ل (الجزيرة) من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية بعد رعاية سموه حفل تخريج الدفعة الأولى من معهد التدريب العسكري المهني في جدة. كان ذلك يوم أمس الأول في مقر الحرس الوطني في بحرة. هذا وقد حضر الحفل صاحب السمو الأمير الدكتور خالد بن فيصل آل سعود وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي بالنيابة ومعالي الدكتور علي الغفيص وعدد من كبار ضباط ومسؤولي الحرس الوطني. وقد بدأ الحفل بالسلام الملكي وآي من الذكر الحكيم ثم كلمة لقائد المعهد العميد عبد الله بن محمد بن مرزوق شكر فيها سموه على هذا التشريف ونوه بالإعداد المسبق للطلبة والدور الريادي لهم ثم كلمة الخريجين التي ألقاها الطالب محمد القرني ثم ألقى الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم النوفل مدير عام التدريب العسكري المهني كلمة نوه خلالها بأن القطاعات المشاركة في البرنامج تمكنت بتوفيق الله تعالى ثم بالدعم السخي الذي حظي به البرنامج من قبل قيادتنا الرشيدة من افتتاح أربعة معاهد للتدريب العسكري المهني في كل من الرياض وجدة والخرج والقصيم، ثم تجهيزها بتقنيات تدريب حديثة بلغت تكلفتها خلال العام الأول للبرنامج ما يزيد على مائة مليون ريال كما بلغ عدد المتدربين المقبولين في البرنامج 6774 متدرباً موزعين على معاهد التدريب الأربعة ليتاح للخريجين مواصلة التدريب في إحدى كليات التقنية المنتشرة في أنحاء المملكة. بعد ذلك ألقى أحد الطلبة قصيدة شعرية أمام سموه وبدأ بعدها العرض العسكري ثم تفضل سموه بعدها بإلقاء كلمة على أبنائه الخريجين من طلبة المعهد جاء فيها: يسرني في هذا اليوم المبارك أن أكون بينكم ومعكم ونحن نحتفل سنوياً بتخريج الدفعة الأولى من طلبة برنامج التدريب العسكري المهني بالحرس الوطني هذا البرنامج الذي انطلق بتوجيه أبوي كريم من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني - حفظه الله - بإيجاد برامج تدريبية متكاملة لحملة الثانوية العامة وتأهيلهم عسكرياً ومهنيا بالتعاون بين القطاعات العسكرية المختلفة والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني عبر برنامج يشمل مختلف التخصصات المهنية والعملية التي تلبي احتياجات العمل في كافة القطاعات العسكرية وتساهم أيضا في تزويد المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص بكفاءات سعودية مدربة وعلى درجة عالية من التأهيل في شتى المجالات. لقد شهدنا في الأيام القليلة الماضية تخريج أولى دفعات هذا المشروع من وزارة الدفاع والطيران ووزارة الداخلية، وها نحن اليوم نحتفل في الحرس الوطني بتخريج الدفعة الأولى من هذا البرنامج متطلعين إلى تكامل القطاعين العام والخاص في استقطاب خريجي هذا البرنامج لهذا العام والأعوام المقبلة كون هذا البرنامج موجهاً لدعم القطاع الخاص كما أنه راعى الاحتياجات الأساسية لسوق العمل في المملكة، وهذا يمثل التكامل بين مؤسسات الدولة وبين القطاع الخاص من خلال الاعتماد على الكفاءات السعودية المدربة والمهيأة لتحمل المسؤوليات؛ وهو ما يعزز الاقتصاد الوطني ويساهم في الحد من تدفق المليارات التي تحول إلى خارج الوطن من خلال العمالة الأجنبية في المملكة. ولقد حرصت حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على الاهتمام بالمواطن وتوفير فرص العمل وتأمين وتهيئة كل سبل الحياة الكريمة لأبنائنا شباب هذا الوطن الذين يشكلون اللبنة الأساسية لنسيج المجتمع السعودي المتماسك عقيدةً وقيادةً وشعباً؛ لهذا صدرت التوجيهات الكريمة باعتماد مبلغ ستة مليارات ريال لدعم برامج ومشروعات التعليم الفني والتدريب المهني في كافة مناطق المملكة عبر إنشاء المزيد من كليات التقنية ومعاهد التدريب وإيجاد وتطوير برامج تأهيلية على أعلى المستويات وفي مختلف التخصصات الفنية والمهنية والإدارية وفق احتياجات القطاع العسكري ومتطلبات سوق العمل بالقطاع الخاص. وإنني أشكر كل من بادر من شركات ومؤسسات القطاع الخاص لاستقطاب خريجي البرنامج كما أتمنى أن يجد أبناؤنا الخريجون في هذه الدورة والدورات القادمة المكان المناسب لقدراتهم وتأهيلهم، وأن تتاح لهم فرص العمل، وسيكونون - بإذن الله - عند حسن الظن وعلى قدر المسؤولية. وأضاف: أجدها فرصة سانحة لأتقدم لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد ولسمو سيدي النائب الثاني - حفظهم الله - بأسمى آيات التقدير والولاء والعرفان لدعمهم الكبير والمتواصل لأبناء هذا الوطن في جميع المجالات. كما أشكر جميع زملائي القائمين على البرنامج في اللجنة التوجيهية واللجان المتخصصة وعلى رأسهم معالي الأخ الدكتور علي بن ناصر الغفيص ولجميع الزملاء في كل معاهد التدريب العسكري المهني من عسكريين ومدنيين على جهودهم الموفقة. ختاماً.. أبارك لأبنائي الخريجين نجاحهم وإكمالهم هذه الدورة مرحباً بهم بيننا زملاء مؤهلين وقادرين على أداء واجباتهم في خدمة الدين ثم المليك والوطن.. كما أسأل الله جلت قدرته أن يديم على هذا الوطن نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وعلى طريق الخير والمحبة نلتقي دائماً وأبداً بإذن الله.
|