* خاص - الجزيرة: تقع مدينة الحائط في المنطقة الجنوبية الغربية على بعد 250 كم من مدينة حائل، وفي الشمال الغربي من منطقة المدينة المنورة، ويغيب عن الكثيرين أنها من المواقع ذات التاريخ المهم في سياق التاريخين الإسلامي والعربي، فمدينة الحائط يجاورها العديد من حصون يهود التي كانت هدفا لغزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمدينة نفسها هي وادي فدك التاريخي الواقع في الحرة وهي منطقة صخرية وعرة المسالك، تشكل الصخور البركانية غالبية تربتها، وتتميز بطبيعة جغرافية خاصة شديدة القسوة؛ حيث تتشكل مظاهر السطح فيها من بيئة صخور بركانية، ومناخ شديد الحرارة، ومصادر المياه السطحية الغزيرة في مواسم المطر، مع ندرة المياه الجوفية. وبقيت منطقة الحائط معزولة نسبيا في إطار التحولات الحضرية التي شهدتها منطقة حائل أسوة بباقي مناطق المملكة، نتيجة الظروف سالفة الذكر، فمدينة الحائط التي يسكنها ما يفوق 20000 نسمة، ويتبعها عدد كبير من القرى، والهجر، وتجمعات بدو في باديتها الممتدة عبر مساحة ضخمة بين منطقة حائل ومنطقة المدينة المنورة تعتبر مدينة نائية، ويعيش معظم أهلها في مستوى اقتصادي بسيط، لذا كان اختيار مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز للإسكان الخيري لهذه المدينة غاية في التوفيق نظرا لحاجة المنطقة بشكل عام، والمدينة بوجه خاص للتنمية الشاملة، ولعل أهمها التنمية العمرانية، وتوفير الإسكان الصحي الملائم، وللعديد من المشاريع الخيرية. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فمنذ أن بدأ العمل على إجراء المنافسة على المشروع، وبعدما تمت الترسية على المقاول شركة فهد بن عبدالكريم المعجل وإخوانه التضامنية أخذت المصاعب الخاصة بالتنفيذ تترى كما لو أن التاريخ والجغرافيا يتحركان لإعاقة خروج هذا المشروع الحيوي إلى النور حتى تم تجاوز الأمر الواقع، وتحول المشروع إلى حقيقة واقعة في الزمان والمكان بجهود مخلصة من القائمين على تخطيط العمل في إدارة الأشغال العسكرية، ومن المنفذين في شركة فهد بن عبدالكريم المعجل، مما يؤكد أن العزيمة والصدق كفيلان بمواجهة الصعاب؛ لذا كان لنا هذا اللقاء مع أحد الرجال الذين بذلوا كل الجهد المخلص لتجاوز العقبات، وتحويل الحلم إلى واقع، وإنجاز المشروع ليصبح حقيقة.. المهندس أحمد بن عبدالكريم المعجل.. المدير المسؤول عن هذا المشروع، ومدير عام شركة فهد بن عبدالكريم المعجل وإخوانه التضامنية، والذي قاد مسيرة العمل في المشروع منذ كان تخطيطا على ورق حتى أصبح اليوم - وبفضل الله - مدينة سكنية تزهو على كل ما جاورها من مبان. * مهندس أحمد.. بادئ ذي بدء كيف ترون مشكلة الإسكان في المملكة؟ بناء على دراسة أعدتها إحدى اللجان المتخصصة في الدولة يصل حجم الطلب على المساكن في المملكة بنهاية عام 2020م إلى حوالي 4 ملايين وحدة سكنية، لذا يجب تحديد عدد الوحدات السكنية المطلوب توفيرها كل عام، مع اعتبار أن هذا العدد يتزايد بشكل تدريجي وليس دفعة واحدة، ولا شك في أن تحديد حجم عدد المساكن المطلوب توفيرها سنويا يساعد كثيرا في معالجة هذه المشكلة، ودون الدخول في تفاصيل معقدة فإن الفئات السكانية التي تواجه صعوبة في الحصول على مساكن هي متوسط الدخل، ومحدود الدخل، ثم الفئة السكانية التي تعيش تحت خط الفقر، وهذه الفئة هي الأحق بأولوية تأمين المساكن، وتقتصر معالجة أوضاع هذه الفئة على أسلوبين الأول غير مباشر من خلال معالجة المشكلة الاقتصادية لهذه الفئة، وإعادة تأهيلها للخروج من دائرة الفقر، مع ملاحظة أن عدم توفر المساكن من أهم أسباب دخول هذه الفئة منطقة الفقر، والأسلوب الثاني مباشر بإنشاء صندوق للإسكان الخيري لتوفير المسكن المناسب لهذه الفئة، وتنسيق جهود المؤسسات الخيرية التي تنشئ مشاريع الإسكان الخيري، وذلك لضمان توزيع هذه المشاريع على جميع أنحاء المملكة توزيعا شاملا عادلا مع الأخذ في الاعتبار المناطق التي يرتفع فيها عدد السكان ممن يعيشون تحت خط الفقر، وتأتي جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - وجمعية سموه للإسكان الخيري في هذا الإطار. * وكيف هي مشكلة الإسكان في منطقة حائل مقارنة بباقي مناطق المملكة؟ لا تختلف حائل كثيرا عن باقي مناطق المملكة من حيث حجم المشكلة أو نوعها، ربما تختلف فقط من حيث التوزيع نتيجة الاختلاف الجغرافي وطبيعة النشاط الاقتصادي داخل المنطقة من مكان لآخر. * عرفنا بمشروع الإسكان الخيري بالحائط؟ التنمية العمرانية من أولويات منطقة حائل التنموية بلا شك. ويأتي مشروع إسكان الأمير سلطان الخيري بالحائط في منطقة حائل في هذا الإطار، وهو المشروع الذي تبرع به سموه من خلال مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية في إطار نشاط سموه الكريم، ودعمه المتواصل وأعماله الإنسانية الجليلة في جميع مناطق المملكة، والمشروع تبرع سخي يجسد مدى اهتمام سموه حفظه الله بأبناء هذا الوطن، ورعايتهم، والوقوف إلى جانب المحتاجين منهم، وتوفير سبل العيش الكريم لهم، وليس تبرع سمو النائب الثاني - حفظه الله - بتكلفة مشروع إسكان الأمير سلطان الخيري في الحائط بمستغرب على سموه فهو السباق دائما في أعمال الخير سرا وعلانية. * هل لديك فكرة عن سبب اختيار مدينة الحائط لمشروع الإسكان الخيري؟ اختيرت الحائط لتنفيذ المشروع في إطار سياسات الاستراتيجية الوطنية للإسكان، وقد استفادت هذه السياسات من التجارب الناجحة في هذا المجال سواء العالمية، أو في بعض الدول المجاورة مثل فرنسا التي أنشأت الكثير من المدن الصغيرة التي تسمى بالمدن العنقودية Polycentric system حول العاصمة باريس للاستفادة من المزايا التي تقدمها باريس، وبمقتضى ذلك تم إنشاء خمس مدن جديدة في إقليم المدينة، وتمثل المدن العنقودية المقامة حول مدينة القاهرة الكبرى خلال الثمانينيات نموذجا مشابها لمدينة باريس، مثل مدن العاشر من رمضان، والسادس من أكتوبر، والعبور، ومدينة 15 مايو. * وما هي التفاصيل الفنية لمشروع الإسكان الخيري بالحائط؟ أحب في البداية أن أؤكد أن هذا المشروع أضفى لمسة عمرانية جمالية راقية، وساهم في لفت الانتباه لمدينة الحائط، وأدى إلى اعتماد مشاريع أخرى للمدينة مثل مجمع المحاكم الشرعية، ومدارس للبنين والبنات، ومستشفى إضافة إلى المشاريع القائمة منذ فترة، بحيث أصبحت الحائط بعد هذا المشروع من أكبر المدن وأحدثها في منطقة حائل، وقد أقيم المشروع على أرض تبلغ مساحتها أكثر من 240000 متر مربع، ويتكون من مائة فيلا سكنية مبنية من ثلاثة نماذج حسب القدرة الاستيعابية لكل وحدة، فالنموذج (أ) هو النموذج الكبير عدد وحداته 28 فيلا، مساحة الفيلا الواحدة 280 مترا مربعا كل منها من دورين وتتسع لخمسة عشر شخصا، أما النموذج (ب) فنموذج متوسط المساحة يبلغ عدد وحداته 54 فيلا كل واحدة من دور ونصف تبلغ مساحتها 200 متر مربع وتتسع لاثني عشر فردا، أما النموذج (ج) الصغير فلا يتجاوز عدد وحداته 18 فيلا من دور واحد تبلغ مساحة الفيلا الواحدة 140 مترا مربعا وتتسع لخمسة أفراد فقط، وجميع هذه الفلل مقامة على أرض مساحتها 350 مترا مربعا وجميعها من دورين، ويسمح نموذج (ب، ج) بإضافة غرف وأدوار إذا رغبوا في التوسع مستقبلا، ويبلغ إجمالي مساحات الوحدات السكنية أكثر من 20000 متر مربع، ويتوسط المشروع مسجد كبير أقيم على مساحة أكثر من ألف متر مربع، وتم فرشه، وتأثيثه، وتجهيزه بجميع التجهيزات الحديثة، ليتسع لأكثر من ستمائة مصلّ، وتم تزويد المشروع لاحقا بمدرسة للبنين تبلغ مساحتها أكثر من 7000 متر مربع وتسع 450 طالبا مكونة من دورين وعشرين فصلا دراسيا، ومزودة بالمعامل، والملاعب، وكافة الخدمات، ومؤثثة تأثيثا كاملا، ومدرسة للبنات تبلغ مساحتها 6000 متر مربع وتسع 350 طالبة، ومكونة من 16 فصلا دراسيا، وتم تزويدها أيضا بالمعامل، والمطابخ، والأثاث المدرسي المتكامل، وحرصا على الخصوصية الاجتماعية والأعراف والتقاليد، تم الفصل بين المدرستين بمسافة كافية، تتيح للطلبة والطالبات إنسيابية الحركة داخل كل مشروع مع القرب من الوحدات السكنية لإلغاء الحاجة لوسائل النقل، كما تم الانتهاء من تنفيذ مبنى مركز صحي ضمن المشروع تبلغ مساحته أكثر من 2000 متر مربع وتم تأثيثه بعيادات الأمراض الباطنية، وللعظام، وعيادة للأسنان، وأخرى لأمراض النساء الولادة، وعيادة للأطفال، وصيدلية، وغرف للخدمات الإدارية، وقاعات انتظار، وروعي في التصميم احتمالات التوسع المستقبلي، وقد اختير موقع المستوصف في وسط المشروع بجانب المسجد، وجرى تزويده بالمواقف التي تسهل الانتظار والحركة من وإلى المستوصف. وكانت البيئة الطبيعية من العناصر المهمة التي أوليناها عنايتنا في هذا المشروع، فتبلغ مساحات الحدائق أكثر من 45000 متر مربع موزعة على ست حدائق في أرجاء المشروع، إضافة إلى الشوارع الفسيحة، والميادين، ومواقف السيارات وكلها منارة، ومسفلتة، ومزودة بأرصفة المشاة، وتبلغ مساحات الشوارع في المشروع أكثر من أربعين ألف متر مربع. الجدير بالذكر أن شركتنا نفذت كافة الأعمال الإنشائية خاصة الشوارع بميول انسيابية ملائمة على الرغم من التفاوت في مناسيب الموقع والطبيعة الصخرية شديدة القسوة لأرض المشروع، والمشاكل الهندسية العديدة والمعقدة التي واجهتنا، ووفقنا الله لحلها. * هل قمتم بتصميم المشروع؟ حرصا من الشركة على أن يكون المشروع عملا هندسيا حضاريا متكاملا فقد تعاملنا مع ثلاثة مكاتب استشارية هندسية لعمل التصاميم الإنشائية، والكهربائية للمشروع، وتخطيط الموقع، ومخططات ورش التشغيل، وتم اعتماد كل ذلك قبل بدء العمل من إدارة الإنشاء في الإدارة العامة للأشغال العسكرية بالرياض، وقد استغرقت هذه العمليات وقتا لا يمكن الاستهانة به، تجاوز ما خططنا له في هذا الخصوص، وأحب هنا أن أشيد بالدور الإيجابي الفعال لمدير الإدارة العامة للأشغال العسكرية شخصيا، ومدير إدارة الإنشاء، ومدير المشروع بالأشغال العسكرية لتذليل كافة العقبات بصفة عامة وخصوصا في هذه المرحلة. * ما هي المصاعب التي واجهتكم عند تنفيذ مشروع الإسكان الخيري بالحائط؟ أود التأكيد قبل الحديث عن المصاعب أن شركتنا كانت حريصة كل الحرص على العمل مع سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان، وكنا جميعا ممتلئين حماسة للتشرف بالتقرب منه، ومشاركته في خدمة أبناء وطننا ومنطقتنا، لذلك حرصنا حين تقدمنا بعطائنا للمشروع على أن تكون قيمة العطاء هي التكلفة الفعلية المتوقعة دون حسابات الربح والخسارة، وكان اتفاقنا نحن الإخوة في الشركة وحتى العاملين معنا أن الربح الحقيقي هو العمل تحت مظلة سمو الأمير سلطان، والتشرف باسم ومقام سموه، وحسابات العروض المقدمة تثبت صدق ذلك، فعطاؤها كان أقل من أقرب المنافسين بنسبة 30% حتى أن الإخوة الأفاضل في الإدارة العامة للأشغال العسكرية حين دعوا المقاولين لتخفيض الأسعار في الممارسة، ترددوا كثيرا - سلمهم الله - في دعوتنا لتخفيض عرضنا، تقديرا منهم لموقف الشركة التي قدمت حسما قدره 25% من قيمة المشروع لأنهم يعرفون جيدا كخبراء التكلفة الفعلية للعمل، أما عن المصاعب فيمكن تحديدها أولا في طبيعة البيئة الصخرية القاسية التي يصعب بشدة التعامل الهندسي معها، والتكاليف المادية الكبيرة التي تنشأ عن التعامل مع هذه البيئة ومظاهرها الطبوغرافية المتفاوتة المناسيب بشكل كبير فالأرض الصخرية تتكون من كتل ضخمة يصعب تكسيرها أو نقلها من موقعها، ورغم ذلك أصر مهندسو الشركة على تعديل الموقع لتحقيق مستوى ارتفاع متناسب بين مختلف الوحدات السكنية رغم أن التعليمات الفنية للمشروع كانت تسمح بتفاوت في المنسوب يصل إلى المتر؛ إلا أن الحرص على كمال الأداء وخصوصية كل وحدة بناء، وانسيابية الشوارع دفع الشركة إلى تعديل الموقع بنسب ومواصفات عالمية تفوق المتفق عليه في مواصفات المشروع، الصعوبة الثانية كانت في عدم وجود مصادر للخامات والتجهيز في الحائط فلا يوجد تجارة لمواد البناء هناك، أو كسارات، أو مصانع للطابوق، وتكلفة النقل هي المشكلة الثالثة، فأنت مطالب بنقل الخامات، وقوى العمل لمسافة 250 كيلو مترا وتكلفة النقل هذه لا يمكن تجاهلها، يضاف إلى ذلك أن الخامات الرئيسية مثل الأسمنت وحديد التسليح ارتفعت أسعارها ارتفاعا مفاجئا وجنونيا فجأة بعد أن رسا العطاء علينا، فيكفي أن تعلم أن سعر طن حديد التسليح ارتفع من 1200 ريال إلى 2100 ريال، وسعر طن الأسمنت ارتفع هو الآخر ارتفاعا كبيرا وهذه الأمور يعرفها حتى رجل الشارع غير المتخصص وللأسف ساهمت كل هذه المشاكل في زيادة تكلفة التشغيل الفعلية عند التنفيذ زيادة كبيرة. * وكيف تغلبتم على هذه المصاعب؟ كان لا بد من إيجاد حلول غير تقليدية حتى نتمكن من القيام بعملنا، وقد استفدنا كثيرا من نصائح الإخوة في الأشغال العسكرية، فقمنا بعمل مدينة سكنية متكاملة لقوى العمل لسببين الأول عدم التسبب في مشاكل أو إزعاج لسكان الحائط لو تم تسكين قوى العمل في المدينة، ومن جهة ثانية لتسهيل تواجد العمال في موقع واحد قريب من موقع العمل لتحقيق سرعة في الإنجاز والاستفادة من الأوقات التي يمكن أن تستهلكها عملية الانتقال، ثم وفرنا الخامات بكميات كبيرة وخزناها في موقع العمل رغم ما يمثله ذلك من عبء اقتصادي، بعد ذلك أنشأنا مصنعا للخرسانة الجاهزة، والطابوق الذي يحتاجه المشروع، ووفرنا المعدات الميكانيكية من بلدوزرات، وشياول، وحفارات، وقلابات، وخلاطات ثابتة ومتحركة، وأسطول من سيارات النقل، ثم كان لا بد من إنشاء ورشة لصيانة هذه المعدات والمحافظات على كفاءتها التشغيلية، وتستطيع أن تعرف حجم المعاناة حين تعلم أن بدايات المشروع اتسمت بنقص في السيولة النقدية مما حمل الشركة أعباء كبيرة لتوفير هذه الاحتياجات. * وما هو دور الإدارة العامة للأشغال العسكرية في مواجهة هذه العقبات؟ لم تقصر أبدا الإدارة العامة للأشغال العسكرية في تذليل جميع الصعوبات التي واجهتنا سواء بالنصيحة أو بأي طريقة أخرى رغم كثرة المشاريع لديهم، والأعباء التي يتحملونها فقد أعطوا مشروع الحائط اهتماما وأولوية في تدقيق الوثائق واعتماد المواد والمخططات، واستثنوا المشروع من الأساليب الروتينية في الاعتماد، وبذلوا الكثير من وقتهم سواء في أوقات الدوام الرسمية أو حتى خارجها، فكانوا يقومون بتفقد المصانع والمؤسسات التجارية التي نرغب في التعامل معها خارج أوقات عملهم الرسمي لتقدير صلاحية اعتمادها للمشروع، وزاروا المشروع في مختلف المراحل، وشاركوا بالتوجيه وحل المشاكل التي تعترض التنفيذ بدءا بالمدير العام للأشغال العسكرية بنفسه، ومدير إدارة الإنشاء، ومدير المشروع لديهم، والعديد من المهندسين والخبراء المسؤولين، وللأمانة فإن خبرة إدارة الإنشاء ساهمت بشدة في الحد من الخسائر، وكانت سببا رئيسيا في دفع المشروع للأمام فهم يمتلكون خبرة كبيرة، وكفاءات كان لها دور كبير في تحويل الحلم إلى حقيقة دون الإخلال بالمواصفات الفنية، وتأمين جودة التنفيذ، وسلامة الأعمال ومتانتها، ولا يمكن أن ننسى أو نتناسى الدور الفعال لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل الذي شرفنا بمتابعته لنا طوال فترة العمل، ولم يتوان في تقديم النصح والإرشاد، وحتى التشجيع لتجاوز صعوبات العمل وتحقيق هذا الإنجاز فلسموه وافر الشكر. *هل تتوقع تعويضا عن التكاليف الإضافية التي تحملتموها؟ إن شرف العمل تحت مظلة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان هو أكبر تعويض عن أية تكاليف أو خسائر تعرضنا لها. *كلمة أخيرة تود إضافتها؟ أحب أن أكرر التأكيد على أن المصاعب مهما بلغت، وتكاليف العمل مهما كانت في أي مكان وتحت أية ظروف لا توازي شرف العمل مع سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام يحفظه الله، وهذه كلمة حق لابد أن تقال وما مشروع الحائط إلا حبة في عنقود المشاريع التنموية، وامتداد لأعمال الخير والعطاء التي يقدمها سموه الكريم لكل مكان في مناطق المملكة، فسموه رجل الخير والعطاء، وتنضج اليوم إحدى ثمار هذا الرجل الذي هو مؤسسة خير في ذاته، ومشروع الإسكان الخيري بالحائط الذي يفتتحه هذه الأيام سموه الكريم يحفظه الله لبلادنا الغالية، إنما يقدمه كهدية من سموه الكريم لأسر ستفرح بها كثيرا، وستبقى أعمال سموه في ذاكرة الأجيال رمزا لمشاريع الخير والعطاء، ويكفينا شرفا أن يقترن اسم شركتنا المتواضعة بسيرة سموه العطرة، وأن الوسيلة التي تقوم بتنفيذ هذه العطاءات في مجال الإسكان الخيري وهي جمعية سلطان بن عبدالعزيز للإسكان الخيري لعبت وتلعب دورا كبيرا، وشديد الأهمية في مجالات الخير والتنمية الوطنية، وقد سعدنا كثيرا بالتعامل معهم، وكان لتعاونهم كبير الأثر في تسهيل كثير من الصعوبات.
|