* الرياض - فهد الشملاني - م. خالد السليمان احتفى صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) في حفل أقيم مساء أمس الأول بمركز سابك بالرياض بالشخصيات السعودية الثلاثة التي أحرزت جائزة (الشخصية التنفيذية في منطقة الشرق الأوسط لعام 2005م) وهم: معالي الدكتور خالد بن صالح السلطان مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الأستاذ عبد الله سالم باحمدان رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي التجاري، والمهندس محمد حمد الماضي نائب رئيس مجلس إدارة شركة سابك والرئيس التنفيذي. وقد بدئ الحفل بآيات من القرآن الكريم ثم ألقى صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود كلمة رحب فيها بالحضور وقال: عندما نحتفي هذا اليوم بكوكبة من أبناء الوطن فإننا نحتفي بعطاءات هذا الوطن الذي قدم الكثير، وكانت خطط التنمية تركز على الإنسان كمحور مهم وقد جنينا - ولله الحمد - ثمار هذه السياسة الحكيمة، ولعله من حسن الطالع أن يتصادف هذا التكريم لثلاثة رجال من ثلاثة قطاعات مهمة جداً القطاع التعليمي والقطاع المصرفي والقطاع الصناعي مع محاور مهمة في التنمية التي تشهدها المملكة.. وها نحن اليوم نجني الرؤى الحكيمة للدولة خلال العقود الثلاثة الماضية حتى أصبحت المملكة في مصاف كبرى الدول. فمعالي الأخ د. خالد السلطان عاش في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن كطالب وانتقل إلى قطاع التعليم، وها هو يعود مديراً لهذه الجامعة ولو تحدثت عن الأخ خالد لطال الوقت فله مشاركات كبيرة سواء كانت على مستوى الأبحاث أو الدراسات أو التعليم العالي، وأيضاً له مشاركات في الصناعات سواء مع شركة سابك أو مع الصناعات في القطاع الخاص في الجبيل وينبع، ونحن نقدر كثيراً له نجاحاته وجهوده ومازلنا ننتظر المزيد منه ومن زملائه. واضاف سموه في كلمته أما الأخ عبد الله باحمدان فهو أيضاً رجل من رواد القطاع المصرفي وما شهده البنك الأهلي في السنوات الأخيرة من تطور والفوز بعدة جوائز على مستوى الشرق الأوسط وعلى المستوى العالمي ما هو إلا شاهد على النجاحات والقدرة التي يمتلكها هذا الرجل، كما أن له جهودا كبيرة بالقطاع المصرفي وكذلك له جهود في مجال التعاون مع القطاع الصناعي والتعليمي وعدة قطاعات. وأضاف سموه وأنا أركز على قطاع البنوك السعودية في دعم القطاعات الصناعية وأهميتها في المرحلة القادمة. وبين سموه أن المملكة أصبح لديها قطاع خاص على أعلى المستويات وقدرات الشباب السعودي قادرة على ان تدير كثيرا من المصانع ولكن ينقصهم التسهيلات البنكية.. وسياسة الدولة نجحت في ذلك وأوجدت قطاعا مصرفيا على أعلى مستوى كما أوجدت قطاعا خاصا ودعمته وهيأت له سبل النجاح، فدور القطاعات المصرفية دور مهم جداً وينتظر منه المزيد، والنجاحات التي حققها البنوك توجب عليهم أن يتحول هذا النجاح إلى دعم جميع القطاعات وبالذات القطاع الصناعي. وزاد سموه في كلمته عندما أتحدث عن الأخ محمد الماضي فشهادتي فيه مجروحة، ولكنه يعد من رعيل سابك الأول الذين ساهموا في بناء سابك. وسابك أصبحت من كبرى الشركات العالمية ومازلنا نطمح أن تحقق مواقع متقدمة وهي تحتل اليوم المرتبة العاشرة، وخلال الخطة القادمة نستطيع أن تصل إلى المرتبة الخامسة وذلك بجهود الأخ محمد وزملائه العاملين معه وأيضاً على سابك واجبات نحو القطاع الخاص الذي يعمل في مجال الصناعات البتر وكيماوية.. وعندما نتحدث عن الصناعات البتر وكيماوية وعن القطاع الخاص فإننا نعتز بذلك لأنه هناك صناعات تماثل وتنافس شركة سابك وتتكامل معها، وهذا دليل واضح على نجاح الخطط التنموية التي بدأتها الدولة بإنشاء المثلث الذهبي - كما احب أن اسميه - وهو إنشاء الهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة سابك وإنشاء مشروع تجميع الغاز.. هذه الرؤى الحكيمة عندما انطلقت على يد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ورعاها بنفسه فإننا اليوم نجني ثمارها. وقد حققت الكثير للقطاع الخاص غير سابك ورحب سموه بكلمته بالقطاع الخاص سواء بالهيئة الملكية للجبيل وينبع أو بشركة سابك منافساً شريفاً ومتكاملاً مع تلك الصناعات.. واضاف سموه قبل أن أنهي كلمتي فإن لي همسه إلى الاخوان في هذه القطاعات وهي أن كل النجاحات التي تحققت تملي علينا واجبات نحو المجتمع ونحو الجيل الذين سيتسلم القيادة بعدنا، يجب أن ننقل هذه النجاحات الى من يعملون معنا وان نبني جيلاً قادراً على هذا النجاح، فالنجاح يحملنا مسؤولية أكبر نحو الوطن وأبنائه وهؤلاء الرواد الثلاثة يماثلهم الكثير في قطاعات الدولة من الوزراء والمسؤولين، مضيفاً أن علينا واجبا خاصا نحو القطاع الخاص والصناعات الثانوية ودعم الصناعات بشكل عام خاصة أننا مقبلون على مرحلة قادمة بدخول المملكة منظمة التجارة العالمية وهو ما يفرض علينا التكامل وبناء قطاع خاص قادر على المنافسة. والهمسة الثانية هو أن هناك قطاعات أخرى بالمملكة يجب أن نفعل مساهماتنا ودعمنا لها. ثم ألقى مدير عام داتا ماتكس - المنظمة للجائزة - علي الكمالي كلمة رحب فيها بالحضور وأكد فيها انه تقدم لنيل الجائزة 7 آلاف شخصية على مستوى الشرق الأوسط، والجوائز مخصصة لسبعة شخصيات فازت المملكة بثلاثة منها. وامتدح الكمالي دور المملكة الاقتصادي في المملكة معتبراً انه يتمل حوالي 70% من اقتصاد منطقة الخليج. وأوضح أن الدول المجاورة للمملكة حينما تخطط بنيتها التحتية وتجارتها فإنها تضع أعينها عليها بحكم متانة قوة اقتصادها. ثم ألقى معالي مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن كلمة شكر فيها سمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان وشركة سابك على مبادرتهم ودعوتهم الكريمة بإقامة هذا الحفل وتكريم الحاصلين على جائزة الشخصية التنفيذية الأبرز للعام 2005م. وتهنئة صادقة من القلب لزميلي سعادة المهندس محمد الماضي وسعادة الأستاذ عبد الله باحمدان، وأبارك لهما ولشركة سابك وللبنك الأهلي هذا الإنجاز، كما لا يفوتني في هذا المقام الطيب أن أشيد بمؤسسة داتا ماتكس على فكرة إنشاء هذه الجائزة وتوقيتها. وفي الواقع فإن هذه اللفتة الكريمة ليست جديدة أو مستغربة على كيان عملاق مثل شركة (سابك) ودورها الرائد في تعزيز مساهمة القطاع الصناعي في مسيرة الاقتصاد الوطني وبانطلاقها الجاد والفاعل نحو تعزيز مكانتها كإحدى كبريات شركات البتروكيماويات في العالم. وبالطبع فإننا نفخر في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن تكون سابك هي أحد شركائنا الإستراتيجيين حيث تمثل مع جامعة الملك فهد ركيزتين مهمتين من ركائز التنمية في بلدنا الغالي وعلاقاتهما ممتدة لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن، أساسها أن الجامعة وسابك يجمعهما قواسم وثقافة مشتركة منها الاهتمام الكبير بالبحث العلمي التطبيقي، ووضوح الرؤية، وثقافة التعلم والنمو المستمر والاهتمام الخاص بتطوير الموارد البشرية والقيادات، والنظر للرأسمال البشري على أنه الأساس في التنمية ومتانة العمل المؤسسي والانفتاح على العالم، وقد تم تفعيل هذه العلاقة الإستراتيجية بشكل كبير لصالح المؤسسين. ولعل حصول ثلاثة من السعوديين على جوائز هذا العام لهو مؤشر من مؤشرات عديدة على حرص حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - جميعاً على النظر للإنسان على أنه الركيزة الأساس في التنمية، ولذا فإن التعليم والتدريب كان ولا يزال من أهم محاور خطط التنمية الخمسية المتتابعة في المملكة. ومن أكبر الدلائل على ذلك الإنفاق الكبير على التعليم في المملكة الذي تجاوز الستين مليار ريال في ميزانية هذا العام، وهو ما يعادل ربع ميزانية الدولة وما يقارب من 7% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي أرقام قياسية بالمعايير العالمية، وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية تم ابتعاث عشرات الآلاف من السعوديين ذكورا وإناثاً للتعليم والتدريب في أشهر الجامعات ومؤسسات التدريب في الدول المتقدمة. وكانت ولا تزال الفرص مفتوحة لكافة المؤهلين لاكتساب الخبرات العالمية، وقد آتت هذه السياسة أكلها فلدينا في المملكة سواء في القطاع الحكومي أو الخاص قيادات - ولله الحمد - مؤهلة تأهيلاً عالياً وواعية بالمسؤولية الوطنية، وقد أسهم هؤلاء بالفعل في رفع مستوى الأداء في مؤسساتهم، وأتمنى أن يستطيع هذا الجيل من نقل هذه الخبرات والنجاحات إلى الجيل القادم، وأنادي من هنا إلى الاستمرار في جهود الدولة الموفقة الرامية إلى الاستثمار في مؤسسات التعليم والتدريب، وأدعو إلى اهتمام خاص بالابتعاث لضمان استمرار نقل الخبرات من الدول المتقدمة، ولعل في البيان المشترك الذي صدر بعد زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز للولايات المتحدة الأمريكية إشارة واضحة الى هذا الموضوع المهم يدل على وعي قيادتنا الرشيدة بجعل هذا الجانب محوراً مفصلياً في العلاقة مع الدول المتقدمة. وفيما يتعلق بالجائزة، فلن أتحدث عنها بقدر ما أتحدث عن موضوعها وهو الشخصيات التنفيذية، واعتقد وربما يشترك معي الكثيرون في هذا أن من أبرز التحديات التي تواجه القطاعين الحكومي والخاص في المملكة، بل في العالم هو اختيار وتأهيل وتطوير جيل من التنفيذيين القادرين على النهوض بمستوى مؤسساتهم ورفع أدائها ونقلها نوعاً وكماً، حيث يرى الكثير من الباحثين والممارسين في علوم الإدارة أن هذا الموضوع بقدر ما هو مهم فإنه عمل شاق ومكلف. فالتنفيذيون بقدر حاجتهم إلى الكثير من التأهيل العلمي والنفسي والاجتماعي فإنهم يحتاجون ايضاً إلى الممارسة والدراية في بيئة العمل، كما يزيد في كفاءتهم السمات الشخصية والذكاء العاطفي، بالإضافة إلى هذا، فإن هناك ضرورة لوجود منظومة قيم يتحرك من خلالها التنفيذي وتشكل مرجعية أخلاقية له في قراراته وتوجهاته. فالتنفيذي الناجح هو قيادي في مؤسسته ولعلي لا أبالغ إذا قلت انه يستطيع أن يسهم بشكل كبير في تغيير ثقافة هذه المؤسسة وقيمها وأدائها، بل ونقلها إلى مستويات عليا في الأداء والتخطيط والإنتاج وفي أخلاقيات وعادات العمل، ولكن هذا كله يتطلب جهداً كبيراً والتزاما واضحاً منه وأن تكون أهداف المؤسسة مقدمة على أهدافه الشخصية، وبطبيعة الحال، فإنه لا يمكن فصل أداء التنفيذي وتوجهاته عن بيئة العمل، فالعلاقة بينهما تبادلية بطبيعتها، والمؤسسات تتفاوت بقابليتها للتغيير والنمو والتعليم، ولذا فإن جزءا من نجاح التنفيذي وتميزه لابد أن يحسب لطبيعة المؤسسة، حيث ان درجة النجاح تتفاوت بحسب هذه الإمكانات. ونحن في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ندرك أهمية هذا الموضوع وأبعاده الوطنية والاقتصادية والاجتماعية وأثره الواضح في دفع عملية التنمية قدماً، ولذا نرى أن دور الجامعة يجب أن يكون ريادياً في هذا المجال. فعلى الرغم من أنه على سبيل المثال لا الحصر 25 من 40 من كبار التنفيذيين في شركة أرامكو السعودية، ونصف قياديي شركة سابك، وعدد كبير من قياديي الشركة السعودية للكهرباء، ومعظم قياديي تقنية المعلومات في المملكة بالإضافة إلى عدد كبير من كبار مسؤولي الدولة هم من خريجي الجامعة أو أساتذتها السابقين، فإن الجامعة ترى أن هذا السجل الحافل من إمداد المجتمع بهذه القيادات على الرغم من ضخامته، يحتاج إلى تعزيز وذلك بالمساهمة في تأهيل وإعادة تأهيل التنفيذيين السعوديين وذلك من خلال ثلاثة مسارات. المسار الأول تأسيس برنامج (ماجستير المديرين التنفيذيين) الذي يطور القدرات الإدارية والقيادية للتنفيذيين ويمكنهم من قيادة مؤسساتهم بمهنية عالية وبطريقة علمية تواجه تبعات المنافسة العالمية. والمسار الثاني هو تأسيس برامج متخصصة قصيرة للمديرين التنفيذيين في القطاعات الإنتاجية والخدمية وذلك بالتعاون مع جامعات عالمية شهيرة. أما المسار الثالث: فهو دعوة خبراء عالميين لإلقاء محاضرات متخصصة لتثقيف وتوعية المديرين التنفيذيين وستكون باكورة هذا العمل محاضرة للخبير العالمي توم بيترز في الأسبوع بعد القادم - إن شاء الله - وستتلوها محاضرات وورش عمل أخرى لخبراء على نفس المستوى.. كل هذه المساهمات ستعزز - إن شاء الله - قدرات الجامعة في تلبية الحاجة المستمرة لتطوير التنفيذيين في المملكة والمنطقة وستكون محصلة هذه الجهود - إن شاء الله - هو إنشاء مدرسة لتطوير وتعليم التنفيذيين في الجامعة. وفي الختام أود - بعد حمد الله وشكره - أن أدعو الله لوالدي بالرحمة والغفران وأن أشكر من كان له فضل - بعد الله - في مسيرتي العلمية والعملية وهم كثر ولا يتسع المجال لتعدادهم، فأدعو الله أن يجزيهم خير الجزاء. كما أتقدم بالعرفان والامتنان لوطننا الغالي وقيادته الرشيدة على ما يولونه من اهتمام خاص بالمواطن السعودي وتأهيله وتدريبه، مرة أخرى أشكر لكم يا سمو الأمير ولسابك هذه المبادرة وأشكر جميع الحضور مشاركتنا هذه الأمسية المباركة، وأدعو الله أن يحفظ لبلادنا أمنها وعزها واستقرارها في ظل قيادتنا الرشيدة - حفظها الله -. تلا ذلك كلمة الأستاذ عبد الله بن سالم باحمدان رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي التجاري الحاصل على الشخصية التنفيذية للقطاع المصرفي قال فيها: إنني أول مرة أزور هذا المبنى الجميل الذي قد يكون غريبا فعلاً، وذلك للعلاقة الطيبة والعملية بين البنك الأهلي التجاري وبين شركة سابك والعلاقة الشخصية التي بيني وبين كثير من إداريي ومنسوبي الشركة. وأضاف باحمدان بقوله: بدخولي إلى هذا المبنى المعلم أعود بالذاكرة إلى المبنى القديم لشركة سابك خلف فندق اليمامة في ذلك الوقت وأول زيارة لي والقول لباحمدان للمسؤول الأول في ذلك المبنى في غرفة صغيرة بين جدارين، الجدار الذي خلف ظهره فيه المكتب والكرسي بمساحة بالكاد تسمح لذلك المسؤول بالتحرك فيها والجدار المقابل كان عبارة عن مساحة تشغلها كنبة صغيرة وكرسي ملاصق لطرف الكنبة. وأضاف رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي التجاري أن حصوله على الجائزة يعتبر اعترافاً بما حققه القطاع المصرفي والاقتصادي في المملكة من إنجازات على مختلف الأصعدة. وقال باحمدان ان هذا يؤكد أن المملكة بقيادتها الحكيمة تنطلق نحو مزيد من التنمية الشاملة بسياسات واضحة وخطى متوازنة ومدروسة. وعن شعوره بعد حصوله على الجائزة قال أشعر بالفخر والاعتزاز كلما كرمت شخصية من بلدي لإنجاز حققته، وانه ساورني نفس الشعور عندما حصلت على جائزة الشخصية التنفيذية في منطقة الشرق الأوسط للقطاع المصرفي ومثل هذا التكريم تكريم للإنجازات التي حققها ويحققها أبناء هذا البلد الكريم. وشكر باحمدان شركة سابك على استضافتهم لهذه المناسبة وما يميز هذه المناسبة أن حوالي 50% ممن حصلوا على هذه الجائزة هم من السعوديين وهذا يؤكد الاعتراف والتقدير للمستوى الذي وصل اليه السعوديون في مجال سد وردم الفجوة التي بينها وبين الدول المتقدمة التي نرجو أن تكون قريباً. وأضاف في كلمته بقوله: بالنسبة للمؤسسات التي ينتمي إليها الحائزون لهذه الجائزة بالتأكيد هذه تعكس الأداء الذي قامت به، فسابك هي عملاقة الصناعة على المستوى العالمي وهذا شيء لا ينكر، ليس فقط من ناحية الحجم بل والنوعية أيضا في المنتجات وفي الإنسان.جامعة البترول والمعادن هي بلا منازع ولا تردد هي من أفضل الجامعات الموجودة لدينا، وهي ند لكثير من الجامعات العالمية واليوم أي مؤسسة ناجحة ترغب في استقطاب أحسن الكفاءات تتوجه إلى جامعة البترول والمعادن حتى قبل التخرج تتابع طلبتها وتحاول أن تكسبهم وهي مطمئنة ومتأكدة من الحصول على النوعية الجيدة.واختتم كلمته بقوله: ان البنك الأهلي التجاري الأكثر حظاً اليوم، فالحائزون على الجائزة اثنان منهم من مجلس إدارة البنك الأهلي التجاري. ثم ألقى المهندس محمد حمد الماضي كلمة ثمن فيها مبادرة صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان وشكر سموه على ما تضمنته كلمته من ثناء. وتحدث الماضي عن الجائزة قائلاً: أما جائزة الشخصية التنفيذية لعام 2000م عن القطاع الصناعي بمنطقة الشرق الأوسط الممنوحة لي، فهي تكريم وتحفيز وتكليف. أولاً.. هي تكريم اعتز به شخصياً، لكني أعتبره تكريماً ليس لي فقط، ولكنه تكريم وشهادة تقدير لعدة جهات وأشخاص يرجع لهم الفضل - بعد توفيق الله سبحانه وتعالى - في حصولي على هذه الجائزة باعتباري المسؤول التنفيذي لشركة (سابك) ولذلك اسمحوا لي أن أهدي هذه الجائزة في المقام الأول لحكومتنا الرشيدة برئاسة مولاي خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله جميعاً - فقد كان لحكومتنا الحكيمة النظرة الثاقبة عندما قررت قبل ثلاثين عاماً إنشاء شركة (سابك) لتنويع مصادر الدخل الوطني، والمساهمة في إنشاء قاعدة متينة للصناعات في المملكة.. وتتواصل رعايتها الكريمة من خلال الدعم والمساندة والتشجيع المستمر لسابك. كما أهدي الجائزة لأصحاب المعالي رؤساء المجالس السابقين والرؤساء التنفيذيين الذين حملوا المسؤولية قبلي، ولجميع العاملين السابقين الذين خدموا (سابك) وتضافرت جهودهم في وضع اللبنات الأولى لهذا الصرح العملاق، وبذلوا جميعاً الجهد والعرق لجعل المستحيل ممكناً، والممكن واقعاً مشرفاً، وارتفع البناء عالياً بفضل جهودهم جميعاً، ولا يفوتني في هذا المجال الإشادة بالدور الفعال لمجالس إدارة (سابك) السابقة وما تحقق بفضل ذلك من إنجازات ونجاحات. كذلك أهدي هذه الجائزة إلى مجلس الإدارة الحالي لسابك، وإلى رئيسه صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود، لما يقدمونه للشركة من توجيهات سديدة تساعدها على تحقيق أهدافها الوطنية، والوصول إلى الريادة العالمية. أيضاً لا يفوتني أن أهدي الجائزة لجميع الأخوة الزملاء العاملين في (سابك) تقديراً لجهودهم التي مكنت الشركة - بتوفيق الله وحمده - من تحقيق نجاحات غير مسبوقة جعلتها مصدر اعتزاز الوطن.. ولعل أكبر شهادة لسابك هي إشادة خادم الحرمين الشريفين بها في افتتاح الدورة الأخيرة لمجلس الشورى. ثانياً: إنني اعتبر هذه الجائزة هي تحفيز للقيادات التنفيذية في مختلف قطاعات الأعمال، وتشجيع التميز والإبداع والتنافس الشريف لتحقيق الإنجازات والنجاحات مما يعود بالنفع أولاً وأخيراً على جهود التنمية الشاملة في وطننا العربي، وفي هذا المجال اسمحوا لي أن أناشد كافة الجمعيات والهيئات المهنية أن تواصل جهودها لتقدير القيادات الإدارية العربية في مختلف القطاعات، بل إن عليها النظر في توسيع نطاق تلك الجوائز بحيث لا تقتصر على الرؤساء التنفيذيين فقط. إن الإدارة الفعالة وحسن استثمارها للموارد البشرية المتاحة هي بلا شك المقدمة الأساسية لتحقيق الأهداف والانطلاق نحو النجاحات، وهي تأتي في المقدمة من حيث الأهمية قبل كافة عناصر الإنتاج المادية الأخرى كرأس المال والآلات والمعدات، ويحضرني في هذا المجال ما قاله أحد الرؤساء التنفيذيين السابقين لشركة بركتور أند جامبل في عام 1947م. خذوا منا أموالنا ومبانينا وآلاتنا وبضاعتنا ولكن اتركوا لنا فقط إدارتنا ومواردنا البشرية، ونعدكم أننا خلال اقل من عشر سنوات سنستعيد كل ما أخذتموه. إن التحدي الإداري هو بلا شك من أهم التحديات التي نواجهها، بل هو من أهم المتطلبات التي تدفع مسيرة التنمية في وطننا وفي المنطقة العربية بأسرها، وعلى القادة الإداريين كل في موقعه، تقع مسؤولية العمل الجاد والمدروس لإعداد القيادات الإدارية التنفيذية التي تحتاجها أوطاننا. ولا يفوتني هنا أن أذكر بكل الاعتزاز جهود (سابك) لتنمية وتطوير القيادات الإدارية التنفيذية وإعداد قيادات واعدة للمستقبل، ونسأل الله تعالى أن تثمر جهودنا قريباً - بإذن الله - إنشاء مركز (سابك) لتطوير القيادات، التي نعتبرها إنجازاً جديداً يضاف لإنجازات الشركة ويثري عطاءاتها. وقبل أن أختم كلمتي أقدم الشكر الجزيل لمجموعة (داتا ماتكس) ومديرها العام الأخ الأستاذ علي بن محمد الكمالي، مرحباً بالغ الترحيب بحضوره الكريم. وفي نهاية الحفل قدم صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود دروعا تذكارية للفائزين.
|