* الظهران - حسين بالحارث: عقدت أرامكو السعودية صباح الأربعاء الماضي في فندق الظهران الدولي اجتماعاً مع مقاولي الانشاءات والتصاميم السعوديين المعتمدين لديها.. وجاء هذا الاجتماع في اطار حرص واهتمام الشركة في الحوار والتواصل مع مقاوليها لاستكشاف المستقبل وتشكيله معاً والذي ينطلق من إستراتيجيتها في تقديم الدعم للاقتصاد المحلي، والذي يؤكده الدور الذي لعبته على مدى تاريخها في تطوير شركات المقاولات المحلية.. وقد اطلع المقاولون المشاركون في هذا الاجتماع على خطط الشركة العامة لمشروعاتها المستقبلية وعلى حجم ونطاق العمل اللذين تخطط لهما الشركة في السنوات القادمة، خاصة ما يتعلق بالمشروعات الضخمة التي ستضطرهم الى تشكيل تحالفات عمل من اجل المنافسة المتوقعة من شركات أخرى. وأوضح نائب الرئيس لإدارة المشاريع، الأستاذ علي عايض العجمي، للمشاركين في الاجتماع تحديات اعمال الانشاء التي ستواجهها ارامكو السعودية والمقاولون في السنوات القادمة نظراً للتوسع في موارد المملكة ذاتها.. وقال علي العجمي: لدينا فرصة فريدة من نوعها في السنوات القليلة القادمة، حيث ستكون المشروعات غير مسبوقة من حيث حجمها في المملكة ومنطقة الخليج. وخاطب الحاضرين قائلاً: إننا نستطيع العمل معاً لجعل صناعة الانشاء في المملكة العربية السعودية من بين افضل الصناعات في العالم، مع الاخذ في الاعتبار توفير أيد عاملة وطنية مؤهلة تستطيع المنافسة بفعالية في تنفيذ المشاريع الضخمة.. وفي الحقيقة فإن لدينا فرصة ذهبية لتطوير مواهبنا وأيدينا العاملة وقدراتنا الوطنية. أما النائب الأعلى للرئيس للهندسة وخدمات الأعمال، الاستاذ سالم سعيد آل عائض، فقد حثَّ في مداخلة له، المشاركين على النظر الى مدى اطول، وقال لا نحتاج الى اعادة التفكير باعداد انفسنا لنتمكن من تنفيذ ما تم عرضه والمطالبة به فحسب، بل يجب تخطي ذلك إلى سؤال عن كيف يمكننا استغلال هذه الفرصة لتصبح شركاتنا الوطنية شركات قادرة على تأدية اعمال انشائية ضخمة هنا في المملكة العربية السعودية وفي دول الخليج، بل وفي معظم دول العالم. إن ذلك، دون شك، يتطلب الكثير من العمل، واعتقد بأن قطاع مقاولات الإنشاء يحتاج إلى اعادة هيكلة، لنتجاوز المعطيات على المدى القصير وننظر إلى ما سنكون عليه بعد عشرين سنة من الآن، وبيَّن سالم آل عائض كيف أن نطاق العمل القادم قد يستخدم لتوسيع قطاع الصناعة من خلال الاندماج لايجاد شركات كبيرة ومؤهلة يمكنها إنجاز العقود الكبيرة محلياً، في حين يمكن استخدام قدرتها المتزايدة لاحقاً في المشاريع الضخمة في المنطقة. وأضاف قائلاً: في عقد السبعينيات من القرن الماضي عندما كانت تواجهنا احجام عمل مشابهة، كانت الشركات تأتي من الخارج وتنجز اعمالها ثم تغادر، وما نراه هو استغلال هذه الفرصة لتأسيس ثلاث أو أربع أو خمس شركات سعودية تصبح ذات نطاق دولي في المستقبل. وكان موضوعا التدريب والسعودة من المسائل الرئيسة التي تمت مناقشتها في الاجتماع، مع دعوة الكثيرين إلى إيجاد عملية اتصال أوثق بالنظام التعليمي للتأكد من أن المهارات المطلوبة هي المهارات التي يتم تعلمها.. كما نوقشت مجموعة من الاجراءات لمساندة الكليات والجامعات والمعاهد التجارية. وقد تمَّ تكريم العديد من المقاولين في نهاية الاجتماع بتسليمهم جوائز للتميز والسلامة في تنفيذ المشاريع. تجدر الاشارة إلى أن ارامكو تحرص دائما على عقد مثل هذه الاجتماعات مع مقاوليها المعتمدين من اجل منح المسؤولين التنفيذيين في هذه الشركات الفرصة للتواصل مع ارامكو السعودية بصورة مفتوحة ومناقشة المسائل ذات العلاقة بالأعمال المستقبلية والتغييرات التي يواجهونها معا، كما تقوم الشركة كذلك في نطاق اهتمامها ودعمها للمقاولين المحليين، في مثل هذه الاجتماعات بعرض خططها الخاصة بمشروعاتها المستقبلية وبرامج تنفيذها، وذلك في إطار المحافظة على علاقة عمل تتسم بالشفافية والمنفعة المتبادلة مع المقاولين.
|