بسبب الانتخابات الرئاسية
الانشقاقات والخلافات تُهدّد أحزاب المعارضة

* القاهرة - مكتب الجزيرة - علي البلهاسي:
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في مصر والتي يحين موعدها في أكتوبر المقبل تصاعدت أزمة أحزاب المعارضة حول اختيار مرشحين من قبلها لخوض الانتخابات أمام مرشح الحزب الوطني الرئيس مبارك والذي لم يحدد بعد موقفه الشخصي من هذا الترشيح حيث تباينت مواقف أحزاب المعارضة ما بين مؤيد لفكرة تقديم مرشح للرئاسة وما بين معارض للفكرة احتجاجاً على ضوابط الترشيح المقترحة وتشكيكاً في إمكانية إجراء انتخابات نزيهة تكون المنافسة فيها حرة بين المرشحين وما بين هذا وذاك جاءت مواقف أحزاب أخرى مفاجأة بتأييدها ترشيح الرئيس مبارك لفترة ولاية خامسة وهي أحزاب الجيل والأمة والتكافل الذين أكدوا أنهم لن يرشحوا أحداً ضد الرئيس مبارك لمكانته وثقله السياسي وما قدمه لمصر من تضحيات وإنجازات.
وفيما حسم حزب الغد الوافد الجديد على المعارضة موقفه مبكراً بإعلان ترشيح رئيسه أيمن نور لانتخابات الرئاسة جاءت مواقف الأحزاب الرئيسية في المعارضة وهي الوفد والتجمع والناصري والأحرار متباينة من عملية الترشيح فقد حسم حزب التجمع موقفه مؤخراً بإعلان ترشيح زعيمه خالد محيي الدين لانتخابات الرئاسة وقرر الحزب البدء فوراً في الدعاية الانتخابية لمحيي الدين بتنظيم مؤتمر جماهيري لدعمه يوم 12 مايو القادم أما في حزب الوفد فبالرغم من وجود اتجاه قوي داخل الحزب يرى ضرورة خوض معركة الرئاسة وإعلان رئيس الحزب نعمان جمعه قبل ذلك استعداده للترشيح إلا أن الحزب لم يعلن موقفه رسمياً بعد وتُجرى محاولات لإقناع جمعة بالترشيح بدعوى أن ترشيحه سيعطي الحزب مساحة أكبر لطرح برنامجه بما يخدم مرشحيه في انتخابات البرلمان القادمة التي سيخوضها أعضاء من الهيئة العليا للحزب.
على جانب آخر لم يحدد الحزب الناصري موقفه بعد من الترشيح ولازال المكتب السياسي للحزب يستكمل مناقشاته حول هذا الموضوع وسط خلاف حاد بين الأعضاء فبينما ترى الغالبية عدم مشاركة الحزب في انتخابات الرئاسة المقبلة ومقاطعتها بحجة أنها ستكون بلا ضمانات ولا فرص متساوية وبإشراف قضائي منقوص، يرى آخرون ضرورة المشاركة في الانتخابات لقياس قوة الحزب في الشارع السياسي أما حزب الأحرار فأعلن عدم خوضه انتخابات الرئاسة المقبلة إذا ما أعلن الرئيس مبارك ترشيح نفسه وفي حالة عدم ترشيح مبارك سيقوم الحزب باختيار أحد قياداته للترشيح وأعلن الحزب الدستوري رسيماً ترشيح رئيسه ممدوح قناوي لخوض انتخابات الرئاسة.
وفي الإطار نفسه تواترت الأنباء في الفترة الأخيرة حول وجود انقسامات وخلافات حادة داخل أحزاب المعارضة بسبب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة والمناخ السياسي الذي خلفته مبادرة الرئيس مبارك بتعديل الدستور حيث يرى المراقبون أن هذا المناخ أفرز جيلاً جديداً في أحزاب المعارضة يطالب بتفعيل دور الأحزاب وإقالة الجيل القديم بدعوى أنه دمر الأحزاب وأفقدها دورها في الحياة السياسية وظهر هذا في الصراع بين الجيلين واضحاً في حزب التجمع حيث أصر الجيل القديم على عدم ترشيح ممثل للحزب في انتخابات الرئاسة بدعوى عدم وجود ضمانات حقيقية لنزاهتها في حين أصر الجيل الجديد على ترشيح ممثل للحزب كنوع من إثبات الذات ورشح الجيل الجديد خالد محيي الدين زعيم الحزب لخوض انتخابات الرئاسة بدلاً من رئيس الحزب الدكتور رفعت السعيد كما تعيش الهيئة البرلمانية للحزب صراعاً بين البدري فرغلي وأبو العز الحريري حول أحقية كل منهما في رئاسة الهيئة بعد قرار خالد محيي الدين باعتزال العمل السياسي وعدم خوض انتخابات مجلس الشعب القادمة.
أما حزب الوفد فشهد ظهور جيل يطالب بضرورة الوقوف ضد سياسات رئيسه نعمان جمعة التعسفية بطرد وإقالة أعضاء الحزب والصحفيين في جريدة الوفد حتى لا يخسر الحزب قياداته المؤثرة مما يؤثر على مكانته كأحد أبرز أقطاب المعارضة في ظل تراجع مكانته بالبرلمان بعد فقدانه لقب زعيم المعارضة في الدورة الحالية ويرى الجيل الجديد أن فقدان الحزب لعدد من قياداته كان سبباً في خسارته لعدد كبير من المقاعد في انتخابات البرلمان السابقة وهو ما يخشى من تكراره في الانتخابات القادمة، أما فيما يتعلق بانتخابات الرئاسة ففي الوقت الذي يتخوف فيه رئيس الحزب نعمان جمعة من الترشيح خوفاً من عدم قدرته على التمثيل المشرف في الانتخابات بما يضعف من موقفه داخل الحزب ظهر اتجاه آخر يطالب بضرورة المشاركة في انتخابات الرئاسة لإثبات أن حزب الوفد أكبر حزب معارض في مصر وله شعبية تجعله ينافس بقوة وهدّد بعض الأعضاء بالاستقالة في حالة عدم ترشيح الحزب لممثل له.