مئات المنازل النقالة لإيواء مستوطني غزة
شكوك إسرائيلية في الانتشار العسكري المصري عقب الانسحاب

  * القدس المحتلة - (أ.ف.ب):
حذرت لجنة الاستخبارات التابعة للكنيست في رسالة موجهة إلى المجلس الحكومي الأمني الإسرائيلي المصغر من احتمال انتشار قوات مصرية مسلحة على طول ممر فيلادلفيا بين مصر وقطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي المرتقب من هذه المنطقة.
وتنص خطة أعدتها حكومة ارييل شارون على ان تسمح إسرائيل بنشر نحو 750 عنصراً من حرس الحدود المصري مجهزين بأسلحة خفيفة وتكون مهمتهم منع تهريب السلاح إلى قطاع غزة.
وفي الرسالة التي وجهت ليلاً إلى المجلس الحكومي الامني المصغر ونشرتها صحيفة هآرتس أمس الأربعاء يزعم غالبية اعضاء اللجنة البرلمانية انه من الواضح استناداً إلى الوثائق المتوافرة ان مصر تعتبر نشر 750 من جنودها مع آليات مصفحة في قطاع فيلادلفيا فرصة لبدء عودة عسكرية إلى شرق سيناء.
ويمتد ممر (فيلادلفيا) على طول ثلاثة عشر كيلومترا على الشريط الحدودي بين جانبي رفح في الأراضي الفلسطينية ومصر جنوب قطاع غزة.
وأكدت اللجنة ان مصر طالبت بامكانية نشر قوات اخرى اضافة إلى جنودها الـ750 في هذا القطاع فيما ترغب إسرائيل أن يكون هذا التدبير بصورة مؤقتة فقط.
وترفض إسرائيل اي تغيير في اتفاقية السلام الموقعة في 1979 مع مصر والتي تفرض قيوداً مشددة على الوجود العسكري في سيناء بين الدولتين.
ومن المرتقب أن تجري اللجنة البرلمانية لشؤون الخارجية والدفاع مناقشة مخصصة لاحتمال انتشار قوات مصرية على طول ممر فيلادلفيا.
وفي معرض رده على سؤال وجهته إليه إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس في هذا الصدد، عبر وزير المالية بنيامين نتانياهو عن رفضه القاطع لانتشار قوات مصرية في هذا القطاع.
وقال نتانياهو بالرغم من عودة الحرارة إلى علاقاتنا مع مصر اعتقد ان هذه القوات قد تستخدم عند الاقتضاء كرأس جسر، ونلاحظ منذ سنوات جهداً كبيراً جداً لاعادة تسلح في مصر، على حد زعمه، وأضاف فإذا أردنا حل مشكلة التهريب هكذا فإننا قد نخلق لانفسنا مشكلة استراتيجية.
ومن جانب آخر أفادت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية أمس الأربعاء ان إسرائيل ستبني في غضون ثلاثة أشهر مدينة تضم مئات المنازل النقالة لاستيعاب جزء من حوالي ثمانية آلاف مستوطن سيتم إجلاؤهم من قطاع غزة.
وقالت الصحيفة ان 300 إلى 600 من هذه المنازل المؤقتة التي تبلغ مساحة كل منها 94 متراً مربعاً، ستقام قبل آب - أغسطس بين مدينتي اشدود وعسقلان بجنوب تل أبيب.
وأضافت ان وزارة الدفاع كلفت الاشراف على إقامة هذه المدينة المرتقبة لإيواء المستوطنين الذين لم يوقعوا اتفاقاً مع السلطات للحصول على تعويضات والذين لم يجدوا حلاً آخر للاقامة.
وأكدت الصحيفة ان وزارة الدفاع سبق أن أشرفت بنجاح على إقامة مدينة مؤقتة في تركيا استوعبت آلاف المشردين أثر الزلزالين المدمرين اللذين ضربا شمال غرب تركيا في آب - أغسطس وتشرين الثاني - نوفمبر 2000م.
وحسب المصدر نفسه فإن مدير عام هذه الوزارة الجنرال عاموس يارون سيطلق في الاسابيع المقبلة استدراج عروض لكي تبدأ الشركات بدون تأخر في وضع البنى التحتية لهذه المدينة لا سيما شبكات الطرقات والمياه والكهرباء.
ولم يكن بوسع الناطق باسم وزارة الدفاع في تل أبيب رداً على أسئلة وكالة فرانس برس التعليق مباشرة على هذه المعلومات.