* الجزائر - محمود أبو بكر: حذّر الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة من خطر (التغريب بلا عصرنة) الذي تواجهه بلاده حيث اعتبر أن المجتمع الجزائري الذي يعيش (حالة انسداد أفق البنية الثقافية والتفاعل الإيجابي قد يكون مقبلا لنفس مصير الهنود الحمر) حسب وصفه -، وركز بوتفليقة الذي كان يخاطب المؤتمرون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العاشر للجمعية الدولية للبحث في البنية الثقافية المنعقدة بالجزائر، على الحوار بين الغرب والشرق، وانتقد ما آل إليه واقع التبادل الثقافي بين ضفتي المتوسط مرجعاً ذلك إلى فضاء (شيغن) الذي قال عنه (إنه جعل المتوسط الغربي خطاً حدودياً لا يمكن تخطيه). ورفض بو تفليقة الربط بين عامل التنمية والاستقرار بتردي الوضع الثقافي، فبالرغم من تأكيده أن المؤشرين (التنمية والاستقرار) عاملان يكبحان الهيمنة أكد أن (عدم التكافؤ التنموي والنزاعات تشكل ثوابت للكينونة البشرية التي لا تمنع من وجود بنية ثقافية حسنة). وعبّر بوتفليقة عن تخوفه من الانقطاع الذي تشهده همزات الوصل بين ضفتي المتوسط وأن ذلك قد يشكل (مصيراً بائساً للبشرية) لأنه يساهم في اتساع فجوة التفاعل الثقافي الإيجابي، ملمحاً أن الضفة الشمالية للمتوسط أضحت لا تنتج شخصيات تاريخية سخية للبنية الثقافية في حين لا تجد ماتبقت من أصوات في المغرب العربي إلى أذن صاغية في ظل انعدام نقاش جاد بين الضفتين. على صعيد آخر أشار مشاركون في ندوة دولية نظمت يوم الجمعة الماضي بالرباط لدراسة العلاقات المغاربية الأوروبية إلى أن الرباط والجزائر هما محور بناء نسق مغاربي منسجم سياسياً واقتصادياً، وأن البلدين مطالبان بإعادة إبراز مرجعيتهما الثقافية واللسانية والدينية المشتركة في سبيل بناء علاقة مميزة وضمان أكبر للاستقرار والتنمية الإقليمية في المنطقة المغاربية.
|