* القاهرة - مكتب الجزيرة - عتمان انور: القمة السعودية الجزائرية تمثل احدى الركائز الهامة في الدبلوماسية السعودية التي تعتد بترسيخ العلاقات الثنائية وصولاً الى اعلى مراحل التعاون وذلك في اطار العلاقات العربية الشاملة لإحراز التقدم المنشود وتأتي زيارة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الى الجزائر لتجسد النموذج الرائع للتعاون كما ينبغي ان يكون، فالعلاقات السعودية الجزائرية وكذا العلاقات مع دول المغرب العربي تضرب بجذورها في عمق التاريخ ويتطلع البلدان نحو المزيد لما فيه التعاون والمصالح المشتركة فالمملكة العربية السعودية من اوائل الدول التي اولت دول المغرب العربي اهتماما خاصا ولها ثقلها السياسي والاقتصادي في المنطقة ولها الحجم الاكبر في المشروعات الاستثمارية. والعلاقات السعودية الجزائرية تشهد تطورا باستمرار وقد شهدت الجزائر القمة العربية مؤخرا وقد حرصت المملكة على انجاح القمة العربية التي عقدت هناك ورغم عدم حضور ولي المعهد إلا ان المملكة كان لها حضورها الفاعل من خلال وزير الخارجية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وقد دعم سمو ولي العهد القمة العربية واكد على نجاحها وكما أثنى ودعم ما تشهده الجزائر من تقدم كبير بعد ان استعادت عافيتها وخرجت من مأزق الحرب الأهلية التي نشبت على مدى سنوات سابقة حيث توقف القتال ونجح الرئيس الجزائري بوتفليقة ان يعتمد لغة الحوار مع الجميع وحقق التوافق الاجتماعي وأعاد الجزائر الى مكانتها المميزة واستطاعت ان تضيف الى القمة العربية ولم تكن المملكة بعيدة عن كل هذه الخطوات التي أعادت للجزائر عافيتها. تواصل المسيرة
يرى المراقبون ان زيارة سمو ولي العهد الى الجزائر تأتي في إطار دعم التعاون القائم والتشاور بين البلدين لأن البلدين تربطهما علاقات اكبر من اي توترات قد تحدث او تشوب هذه العلاقة فتتسم دائما بالصفاء والاخوة والتعاون النزيه وتواصل العمل لما فيه خير الشعبين وكما لدى الجزائر استعداد قوي لدعم التضامن العربي خاصة بعد نجاح القمة فإن لدى المملكة ايضا إصرار على دعم هذا التضامن العربي والإسلامي ومن هنا يأتي التماثل في وجهات النظر مع ما ينادي به دائما خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي العهد الأمين كما تتوافق الرؤى حول نبذ ظاهرة العنف والإرهاب والتي عانى منها الجزائر طويلا ودخلت بسببها حربا اهلية طويلة حولت الجزائر الى حمام دم حتى استطاعت الخروج من هذا النفق المظلم.. هذا الى جانب توافق الرؤى حيال الكثير من القضايا التي تشغل بال المنطقة العربية كاحتلال العراق وما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان والسودان وغيرها وكل هذه قضايا تحملها المملكة على عاتقها وبحثها سمو ولي العهد في كل زياراته وجولاته لذا تأتي الزيارة الى الجزائر مليئة بالمعاني والدلالات وتأتي لتضيف لبنة أخرى في علاقات البلدين كما تنطلق زيارة ولي العهد الى الجزائر من أرضية الحرص على التضامن العربي والإسلامي وهو احد مرتكزات السياسة السعودية الى جانب موقف المملكة الثابت حيال الحق الفلسطيني ومن اجل ان يستعيد الشعب الفلسطيني كافة حقوقه كاملة بما في ذلك حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة. رؤية شاملة ويؤكد المراقبون ان زيارة ولي العهد الى الجزائر تنسجم مع دور المملكة العربية السعودية في تقوية الموقف العربي بشموله ومع دورها البارز في دعم الجهود العربية وتطوير التعاون العربي وجهود المصالحة الشاملة وهذا ليس غريبا على المملكة وحكومة خادم الحرمين الشريفين والتي أخذت على عاتقها مسؤوليات عربية وإسلامية عديدة ولهذه الأسباب السامية والحكيمة يمكن فهم دلالات زيارة ولي العهد السعودي الى الجزائر وقيامه بجولة عربية بعد جولته العالمية. والحقيقة ان ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله له دوره وجهوده الدائبة خلال السنوات الماضية لرأب الصدع في الجسد العربي من محيطه الى خليجه ويدعو لتجاوز الخلافات والحساسيات في العلاقات العربية-العربية وينظر المراقبون لهذه الزيارة كواحد من التحركات السعودية التكاملية العربية لبلورة الموقف العربي من القضايا الحساسة والمعقدة التي فرضت نفسها على المنطقة في الفترة الأخيرة كما يرى المراقبون ان زيارة ولي العهد للجزائر في إطار جولته العربية تؤكد مدى وعي القيادة السعودية بضرورة التوحد والتجمع خلف موقف عربي موحد فالجزائر رئيسة القمة العربية وهي التي استضافتها مؤخرا كما تأتي الجولة في توقيتها تماما من حيث المتغيرات المتلاحقة على الساحة السياسية العربية ومن واقع ان المملكة العربية السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز تعتبر صاحبة السبق في الدعم والمساندة الكاملة للقضية الفلسطينية فينظر الى الزيارة باعتبارها توسعا في دائرة المساندة لخدمة القضية العربية والحق العربي العادل والمشروع وهو موقف سعودي راسخ، فلا شك ان زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز الى الجزائر تعكس أهمية هذه القضايا لدى المملكة وحرصها الدائم على التقارب العربي-العربي وتوحيد الرؤى ووجهات النظر للتعامل مع التحديات المفروضة على العالم العربي من منطلق قوة كما تعكس الزيارة من جهة ثانية عمق ومتانة العلاقات القوية والتاريخية بين المملكة والجزائر وهذه العلاقة تعد من ضمن الركائز الأساسية لدعم العمل العربي المشترك.
|