ازدادت مؤخراً الأخبار التي تنشرها الصحف المحلية مفيدة الكشف عن مزيد من مصانع الخمور، وهذه الأخبار ترد من جميع قرى ومدن المملكة، وبعضها يكتب بلهجة حماسية وكأنه قد تم اكتشاف مصنع لتخصيب اليورانيوم أو لإنتاج سلاح كيميائي فتاك، والأمر في مجمله لا يعدو عن أن عاملاً آسيوياً أو إفريقياً متسللاً أو متخلفاً عن الرحيل أو مخالفاً لأنظمة الإقامة قد أعد موقداً من الغاز وقدراً أو برميلاً يملأ بقشور الفاكهة وبقايا الطعام وما تحويه سلة النفايات القريبة منه من عظام الدجاج ونحوها أو أي شيء يمكن أن يفاعل البكتيريا ومن ثم يضيف إليها مواد صيدلانية توهم الشارب بأنه في عالم آخر وأنه يمضي ساعات من الأنس وهو لا يدري أنه يتلف كبده وطحاله وكليتيه والبنكرياس وما جاورها، هذا بعد أن تبدأ جملة من خلايا المخ والنخاع العظمي بالتآكل، علاوة على مضار وخسائر متراكمة. القارئ للصفحات المحلية وأخبار صحفنا وهو من خارج المملكة أو من يجهل عاداتنا وتقاليدنا أو ممن لم يجد فرصة للتعرف على هويتنا وثقافتنا الإسلامية يعتقد أننا شيباً وشباناً لا يمكن أن ننام أو نصحو أو نعيش جملة دون احتساء كميات من الخمور، بدليل الأعداد الهائلة من المصانع التي يعلن عنها يومياً، ولم يدر أو يجد من يذكره بأن ما يسمى مصانع هي مواقد وأوانٍ قذرة في أحواش وخربات وخلفيات مزارع شبه مهجورة أو مهملة. ثم إن العجيب أنه يعلن عن تلك الاكتشافات وكأنها إنجازات خارقة بينما هي في الواقع عمل روتيني يومي تؤديه جهات الاختصاص مثله مثل خبر القبض على عشرين حزمة قات على ظهر حمار مهرب بين الجبال.. لكننا لا نقلل من فاعلية هذه الأعمال غير أنه لا يجب التعامل معها بهذه المبالغة والتضخيم.
|