كنت أتوقع أن يمر ما كتبته في الأسبوع الماضي - بنادي الرياضة - بهدوء، دون أن يثير أدنى نقاش.. ولقد ثبت لي بفعل ما حدث، أن لدينا وعياً رياضياً على مستويات متعددة، وأن لدينا ما يفوقه عكس ذلك.. كما ثبت لي كذلك أن هناك جرحاً يثور لأدنى لمسة خفيفة، وما كتبته لا يعدو أن يكون لمسة خفيفة اقتربت - من بعيد - من هذا الجرح وأثارته.. وما دام الأمر كذلك، فلابد أن نتفق على العلاج، خاصة أن ملامح تشخيص ذلك الجرح بدت واضحة - بالنسبة لي على أقل تقدير -.ولابد لي أن أقف عدة وقفات قبل أن أسترسل في موضوع اليوم؛ لأوضح بعض النقاط حول موضوع الأسبوع الماضي.. فقد كنت أرجو ألا يُساء فَهْم ما قصدته وهدفت إليه، فيُستغل استغلالاً سيئاً بقصد الإساءة لشخص معين.. ولابد أن يكون واضحاً أنني إنما أتحدث عن الفترة التي كنت فيها - فعلاً - عضواً في الإدارة.. وهي مدة - على قصرها - كشفت لي العديد من الأخطاء التي تلقي بظلها على بقية الإدارات في أنديتنا الأخرى.سألني أحد الأصدقاء عن البديل لاختيار الأعضاء في الإدارة، إذا كنت لا أرى في التصويت اختياراً موفقاً.. فأنا في الأساس، أرى أن عملية التصويت توفر حسن النية المبنية - غالباً - على الفكرة السطحية عن الشخص المختار، وأدعو إلى تعميق المعرفة بأي شخص يختار عضواً في الإدارة.. هذه النظرة المعمقة تقوم على معرفة سابقة أو متابعة لخطوات هذا الشخص.. يضاف إلى ذلك مطالبته بطرح خططه للمستقبل قبل الموافقة الأخيرة على انضمامه لعضوية النادي.. ويقوم بهذا رئيس مجلس الإدارة مع مندوبين من رعاية الشباب، وتقوم هذه اللجنة ببحث هذا الاختيار واجراء المقابلة مع الأعضاء الجدد. ويلوح لي أن اقتراحاً انبثق من هذه المناقشة يسند هذه الفكرة ويضمن لكل ناد إدارة مسؤولة تحاسب نفسها قبل أن تحاسب.. هذا الاقتراح هو: لابد من تخصيص مكافأة إما سنوية أو نصف سنوية لكل عضو من أعضاء الإدارة تقدمها رعاية الشباب لكل ناد.. ولابد أن نتائج هذه المكافأة ستكون مثمرة ولا شك؛ ذلك أنها ستجعل من كل عضو شخصاً مسؤولاً، فمجرد شعوره بأنه يتسلم مكافأة لقاء ما يبذله من مجهودات في محيط عمله، تجعله يحس بعبء المسؤولية ومن ثم تجعل للإدارة ومن ورائها رعاية الشباب الحق في محاسبته على تهاونه وعدم حضور الاجتماعات.. أسوق هذا الاقتراح غير مقرون أو مبني على افتراضات سابقة، وإنما وجدت أن سياق المناقشة يطرحه ليكون ابن ساعته.مشكلة الإدارة في أي ناد، هي مشكلة الأعضاء.. ومشكلة الأفراد وبقية المنتسبين لهذا النادي ثانيا.. باعتبار أن الإدارة تستطيع أن تخلق من هؤلاء الأفراد افراداً على مستوى المسؤولية, ولابد من اتخاذ الإجراءات الحاسمة تسندها رعاية الشباب، كالاستغناء مثلاً عن أي لاعب لامع لمجرد أنه كان عنصراً للهدم ولأنه يقدم مصلحته الشخصية فوق مصلحة النادي وبالتالي سمعة بلاده الرياضية.. وهذا التصرف - مع الأسف - تفتقده كافة أنديتنا الرياضية. ولم أجد أعتى على النادي من اللاعب الاتكالي الذي يرمي بأعبائه الخاصة على الإدارة كأن تجهزه مثلاً للسفر في الإجازة لزيارة أهله، أو لأن اهله سافروا واضطر للبقاء بعدهم.. ألم يكن ابناً لهم قبل أن يلتحق بالنادي.. وأن عليهم تحمل أعباء ابنهم؟!..هذه الحادثة تكررت كثيراً وهي على بساطتها تبدو ظاهرة بسيطة.. إلا أنها في رأيي تجر معها أكثر من ظاهرة.. أولها الاحتجاج من قبل اللاعبين الآخرين، بأن ذلك اللاعب يحصل على امتيازات لم يتحصلوا عليها.. والنتيجة تمزق صفوف اللاعبين وانهيار النادي بأكمله.. أو تحول الأفراد إلى جمع من الاتكاليين، وشعورهم الدائم بهذا الشعور يلغي كافة الآفاق الحياتية التي من المفروض أن يفكروا فيها، والقضاء على مصيرهم في الحياة.. ونظرة فاحصة على الأفراد الذين يشكلون كل ناد، وتكوينهم الاجتماعي، تؤكد أن معظمهم من هذا النوع الاتكالي.. لماذا؟ لأنه لاعب لامع، ذو قدم ذهبية، والمشكلة أن أياً منهم لم يصل إلى مستوى الاحتراف وأن واقعنا الرياضي يرفض الاحتراف.. والأخطاء في كل ذلك، هي أخطاء الإدارة التي تنبع أساساً من قدرات الاعضاء التي هي دون مستوى الوعي الناضج للأبعاد التي تقوم عليها الإدارة الناجحة.لست شامتاً في حديثي هذا، وإنما لأن الجرح الملتهب يستكين للحك، أجدني مدفوعاً لاثارته علّنا نجد العلاج.ومن الوفاء أن أذكر هنا - إن جاز لي أن أذكر لك - أن نادي الشباب، كان سبّاقاً إلى عدة أعمال قبل أن يفكر فيها أي ناد آخر، لعل أروعها إقامة الفصول الدراسية لأفراده تعينهم على دراستهم الصباحية.. ومن الوفاء أن أشيد بالإخلاص الذي يتمتع به بعض أعضاء النادي في مقدمتهم - دون شك - الأستاذ عبدالحميد مشخص، والصديق ذو الأخلاق الرفيعة صالح الدهمش.
|