أدرك الرائديون أخيراً الخلل الذي أدى إلى تذبذب مستوى الفريق الأول لكرة القدم، لكنهم لم يستدركوا أن أي مدرب مهما بلغت قدراته التدريبية لا بد له من وجود إدارة مشرفة قادرة على مناقشته فنياً قبل وبعد اللقاء. ولا شك أن إقالة مدرب الرائد السابق جاءت في وقت غير مناسب، لأن اختيار المدرب الوطني عبدالعزيز العودة جعل الوقت مناسباً نظراً لأن العودة مسبق له ان درب الفريق الرائدي وصعد به إلى مصاف الأندية الممتازة والفريق في أسوأ حالاته. قد يقول قائل إذن كيف خسر الفريق أمام فريق أبها والجبلين فأقول له إن الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى أن تعلم ان العودة لا يعرف ثلاثة أرباع الفريق، وهذا بلا شك يحتاج إلى وقت طويل حتى يتمكن العودة إلى الوصول إلى تشكيلة مناسبة، فضلاً عن كون الفريق لم يثبت على تشكيلة واحدة مع مدربه السابق منذ ان تسلم زمام التدريب. والحقيقة ان المدرب الوطني القدير عبدالعزيز العودة لا أعتقد أنه سيصعد بالفريق هذا الموسم في ظل غياب الكادر الفني الذي يربط بينه وبين لاعبي الفريق، فهو الآن بحاجة إلى من يعينه على قيادة الفريق إلى منصات التتويج، ولكن بعيداً عن الأسماء المستهلكة أو ما يسمون ب (عيون الخفافيش). نظرة خاطئة الكثير من المتابعين لفرق أندية الدرجة الأولى يعتقدون ان تصدر فريق الحزم جاء بعد ان تسلم المدرب الوطني خالد القروني زمام التدريب، وأن تراجع فريق الرائد جاء بعد ان تسلم المدرب الوطني عبدالعزيز العودة زمام التدريب، وهذه النظرة بلا شك نظرة خاطئة لأن المدرب مهما بلغت قدراته لا يمكن أن يحقق أي إنجاز دون أن تكتمل العناصر الأخرى الإدارية، والمالية، ولاعبي الفريق وأن ضعف هذه العناصر أو واحد منها سوف يؤدي إلى تراجع مستوى الفريق. وإذا حاولنا ان نعيد النظر حول تلك العناصر في فريق الرائد والحزم، نجد أنها في الرائد قد اكتملت ما عدا العنصر الفني المشرف على الفريق، فالعودة لم يجد من يعينه على توليف تشكيلة مناسبة، ولو كان سبب تراجع فريق الرائد من سوء تدريب العودة لما صعد بالفريق إلى مصاف الأندية الممتازة عام 1423هـ والفريق في أسوأ حالاته. أما فريق الحزم فقد تصدر الدوري بلا منازع، نظراً لاكتمال تلك العناصر، فالقروني وجد من يعينه على توليف تشكيلة مناسبة، ولو كان القروني السبب في تصدر الفريق الحزماوي لما احتاج الحزم إلى زيادة أندية الدرجة الأولى. الجدير بالذكر في هذا الصدد ان إدارة الرائد اعتادت على المركزية حتى وان خالفوا المنطق الرياضي سواء كان ذلك في الإشراف على الفريق حيث ان المشرفين ليس لديهم الخلفية الرياضية، أو كان ذلك في بيع وشراء اللاعبين بدليل أنها باعت أفضل الفريق، ولم يتم الاستفادة من شراء اللاعبين. أما إدارة الحزم فإنها اعتادت في اتخاذ قراراتها على المركزية وفق المنطق الرياضي، حيث ان المشرفين على الفريق كوادر رياضية، وقد استفادت من ذلك شراء لاعبين أعطوا الفريق دفعة إلى الأمام. وحتى يحقق الرائد ما يصبو إليه محبوه عليه أن يعيد النظر في أخطائه وفق المنطق الرياضي لأن آلية العمل في الأندية الرياضية تعتمد اعتماداً كلياً على المنطق الرياضي. أما فريق الحزم فقد تعدى القنطرة وعليه المحافظة على توازنه والحذر من التدخلات الخارجية.
إبراهيم الشريف - بريدة |