حين تفقد القدرة على الدهشة تتوقف سعادتك التعود يقضي تماماً على الدهشة كولن ولسن تحدث عن تجربته وقال: حين تعلمت الآلة الكاتبة فعلت ذلك ببطء وألم وكنت أقع في أخطاء كثيرة ولكن بعد المران صارت الكتابة على الآلة عملاً آلياً تلقائياً يكمن في عقلي غير الواعي إنه الروبوت الذي يقوم الآن بأكثر من عمل فهو الذي يتحدث بالنيابة عنه بالفرنسية وهو الذي يقود سيارتي ولكن هذا الروبوت بقدر ما ينفعني يضرني فإنه يفسد علي سعادتي فبقدر ما اعتاد الأعمال الأخرى اعتاد المتعة حتى تفقد قيمتها. إني أسعد عندما أسمع بيتهوفن للمرات الأولى ولكن بعد أن أكرر ذلك لا أعود أنا الذي أصغي إلى السيمفونية ولكنه الروبوت المتبلد في داخلي وإذا خرجت لأتمشى في يوم من أيام الربيع فإنني أدهش بسعادة لتغريد الطيور ولكن إن هو إلا قليل حتى يستقر الروبوت في داخلي ولا يرى دهشة سعيدة في ذلك التغريد . . وقس على ذلك لذائذنا الأخرى . . إنني حينما كنت طفلاً لم يكن ذلك الروبوت يملك كل تلك السيطرة والكفاءة ولذلك كان كل يوم من أيام الربيع مصدر بهجة حقيقية لي وكانت حواسي أكثر حيوية منها الآن بعشرة أضعاف.
|