مدخل.. من خلال استعراض بعض ما طرح عبر التلفزيون السعودي القناة الأولى الأشهر الماضية من لقاءات وندوات تعليقاً على الأحداث التي تمر بها مملكتنا الحبيبة من بعض من باعوا أنفسهم للشيطان، استوقفتني كلمة يرددها البعض منهم تجاه هؤلاء بقوله (الله يصلحهم..)!!. حقيقة كان من الممكن قبول هذا التعليق على مشاغبات أطفال في المراحل الابتدائية أو المتوسطة.. كان من الممكن قبول هذا التعليق على سلوك منحرف لشباب مراهقين يمارسون التفحيط أو معاسكة الفتيات أو جرائم سرقات السيارات ونحوه. ولكن أن تختزل هذه العمليات التي وصلت حد قتل الأبرياء وتعدت القتل إلى أمور إستراتيجية خطيرة جداً بهذه الكلمة تطرح علامات تعجب كثيرة نحو إدراكنا لما نحن فيه وبالتالي من يحق لهم التعليق على هذه الأحداث!!. ولأنني لاحظت الكثير من الطرح الصحفي حول هذه الأحداث الأليمة التي نمر بها سواء من كتّاب أعمدة معروفين أو غير معروفين ومن رجال دين معروفين أو غير معروفين يتجه بتحليله وتنظيره تجاه هذه الفئة بل تسابقوا إلى إبراز عضلاتهم في تجريمهم وكأن أحداً شكك في حسن نواياهم يا سبحان الله!! الأمر بيِّن في فداحته ولا يحتاج أن وجه طاقاتنا لنفيه كسلوك إجرامي عدواني مس أرواح أبرياء بل تعداه إلى محاولات تدمير اقتصاد دولة، ونسوا أو تناسوا خطورة الموقف العصيب الذي نمر به وما يحتاجه من إدراك لمكامن الخطر فيه وممارسات جادة لعزل فكرة (المنحرف) عن المجتمع بكل فئاته خاصة فئة الشباب وبالتالي نتمكن من تطويق هذا الفكر الضيق ومنهجيته الشاذة كما أن الأمر أخطر من أن ندمدمه بعبارات وطنية وأنهم أبناء وطن أخطأوا كما يكرره البعض.. فحتى العضو الفاسد إن لم تجتثه من جسمك قتلك وهو ما يتطلب تدخلاً جراحياً فائق العناية حتى يزيله ويسلم باقي الجسم، وبالتالي كان لازماً تفعيل الطرح المختص.. وعلى أصحاب الشأن ومن بينهم (مجلس الأمن الوطني) الذي يقع تحت مظلة وزارة الداخلية وهو بلا شك معني بالأمر في نواحيه التحليلية واستخلاص النتائج مراعاة التواصل مع أهل الفكر لطرح الموضوع كقضية مجتمعية معني بها جميع أبناء المجتمع دون استثناء لتشكيل نظرة إيجابية تدعم الجهود المبذولة بدلاً من النظرة السلبية المتمثلة بعدم إعطاء الوضع بعداً اجتماعياً مشتركاً.. وحتى تسير الجهود جنباً إلى جنب مع الجهود الأمنية المبذولة. وفق الله الجميع لما فيه خير هذه البلاد وأمنها ونصرتها وعزتها وعدم المساس بكرامتها.
|