Thursday 21st April,200511489العددالخميس 12 ,ربيع الاول 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الاخيــرة"

الأمير عبدالله في فرنسا (5)الأمير عبدالله في فرنسا (5)
بقلم: خالد المالك

أنا آتٍ إلى فرنسا أولاً لأنني مشتاقٌ لصديقنا الشعب الفرنسي ورئيسه جاك شيراك، الصديق الوفي العزيز علينا، شيراك في الواقع هو رجل غريب، خاصة في هذا الزمن الراهن، اعتبره رجلاً غريباً متميزاً بأخلاقه، بوفائه وصدقه وإنسانيته وصراحته وحرارة مشاعره.
بهذه الكلمات تحدث الأمير عبدالله ليسبق بها وصوله إلى فرنسا، وقد قال هذا الكلام وغيره مما يقطر وداً وعاطفةً لصحيفة (لوموند) الأشهر والأهم والأقوى بين الصحف الفرنسية، لكيلا يكون تقييم الموقف السعودي والعلاقات السعودية الفرنسية موضع تجاذب، وبخاصة في وسائل الإعلام التي عادة ما تحكم توجهاتها وسياساتها ذلك الخط الذي تنتمي إليه أو الجهات التي تصدر عنها.
***
وزيارة الأمير - بحكم أهميتها - كانت ولأيامٍ سبقت الموعد المقرر لها، هي الموضوع الأهم في الصحافة الفرنسية، في التحليل والتوقعات وإبداء الرأي، والحرص على إجراء الحوارات مع من يضيف معلومة جديدة عن طبيعة الزيارة والقضايا التي ستكون موضع بحث بين الضيف ومضيفه.
فاللوموند - على سبيل المثال - أوفدت مندوبتيها إلى الرياض للقاء الأمير وإجراء حوار معه هو الأول من نوعه في صراحته ووضوحه وشموليته، وهو الحديث الصحفي الأول بعد فترة طويلة من توقف الأمير عن إعطاء الصحافة الغربية مثل هذه الأحاديث، وقد نُشر متزامناً مع زيارة سموه لفرنسا.
***
وصحيفة (لي ايكو) هي الأخرى سبقت بدء المباحثات وصدور البيان المشترك، فتحدثت ضمن تغطيتها المبكرة للزيارة عن توقعاتها، فأشارت إلى أن الأمير عبدالله سوف يبحث عن شراكة مع فرنسا، باتفاقٍ يتم بموجبه مع شركة سكة الحديد الفرنسية وشركة مواصلات باريس، لمد المملكة بخطوط للسكك الحديد، تربط بين مناطق المملكة، ومثلها مع شركة صنع الطائرات لتحديث أسطول الخطوط السعودية بالجديد من الطائرات التي ترى الصحيفة أن المملكة تنوي وتتجه نحو تحقيق ذلك.
بل إن الصحيفة تذهب إلى ما هو أكثر من ذلك، بتوقعها بأن قصر الإليزيه ربما يقدم للأمير عبدالله مشروعاً لمراقبة الحدود السعودية، يشمل فيما يشمل مواصفاته ومتطلباته، بما في ذلك أجهزة رادار وشبكة اتصالات وطائرات استكشاف وطائرات هليكوبتر وغيرها، وكلها توقعات صحفية يأتي نشرها من باب التخمين والتوقعات والاهتمام بالزيارة.
***
ومثلما نشرت صحيفتا اللوموند ولي ايكو، تحدثت صحيفة (لاكروا) عن الزيارة بالقول إنها ستنعش العلاقات السعودية الفرنسية، وان محادثات الأمير عبدالله مع شيراك ستتناول ملفين يحظيان بنفس الأهمية من الرجلين، وهما لبنان والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
بينما قالت صحيفة (لاهيومانتيه) إن قائمة الملفات الموضوعة على طاولة المباحثات، ستكون من بينها العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل مكافحة الإرهاب، وتطورات السلام في الشرق الأوسط، والوضع في العراق، وكذلك الشأن اللبناني.
***
وهذه صحيفة (لاتريبون) تشارك بقية الصحف الفرنسية حديثها عن الزيارة واهتمامها بها، فتعطي إشارات وان كانت - مترددة- لقارئها عن أن مجيء الأمير عبدالله إلى فرنسا في زيارته الرسمية يدعو إلى الاعتقاد بأن المملكة ستوقّع على عقدٍ لعددٍ من الصفقات التجارية والاستثمارية، وبينها تزويد الخطوط السعودية بعددٍ من الطائرات من أجل تحديث أسطولها الجوي.
وبذلك تكون الصحف الفرنسية الرئيسة - بما أوجزناه واخترناه لكم بين كمٍ كبير مما نُشر- قد هيأت صفحاتها لاستقبال ضيف باريس بما يليق بمكانة المملكة وسمو الأمير، وهو الأمر الذي ليس معتاداً أن تتعامل بمثله الصحف الفرنسية مع كل ضيوف فرنسا الكثر الذين يتوافدون عليها بشكلٍ مستمر ومتواصل.
***
أردت حصر موضوع مقال اليوم بهذا العرض السريع لبعض ما نشرته الصحافة الفرنسية، لاختتم بهذه الحلقة سلسلة انطباعاتي السريعة عن زيارة الأمير إلى فرنسا ومباحثاته مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك.
بانتظار أن تكون محطة سموه القادمة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولقاؤه بالرئيس بوش في مزرعته في كراوفورد بولاية تكساس، لها حظها هي الأخرى من النجاح، وبمثل ما تحقق في فرنسا وأكثر، فالقضية الفلسطينية والوضع في العراق ومحاربة الإرهاب والشأن اللبناني، أمور تشكل هاجساً مقلقاً للمملكة وأمريكا معاً، ولابد من التعاون والتطابق في وجهات النظر، لإيجاد مخرج عادل ومنصف وسليم لها باتفاق بين الجانبين.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved