* القاهرة - مكتب (الجزيرة) - فتحي رابح: واصل المؤتمر العالم السابع عشر للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والذي يعقد تحت شعار إنسانية الحضارة الإسلامية فعالياته. وأكد نخبة من العلماء على ضرورة تقديم الوجه المشرف للإسلام وعطائه الحضاري لمواجهة الهجمة الشرسة التي يشنها أعداء الإسلام. فمن جانبه أكد المفكر الإسلامي الدكتور أحمد كمال أبو المجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان أن القضية الأساسية التي يجب أن ينشغل بها المسلمون ليست هي كيفية تصحيح الصورة المشوهة عنهم بل التعرف على حقيقة تدينهم وما إذا كان تديناً إيجابياً يسعى إلى تغيير العالم من حولهم أم أنه تديناً سلبياً يكتفون فيه بالإنطواء والتقوقع على أنفسهم. وحذر أبو المجد من أن هناك كوارث ستحل بالأمة كلها إذا لم يتضافر الجميع ويتوحدوا تاركين الاختلافات المذهبية التي لا مجال لها في ظل التحديات العالمية. وطالب أبو المجد علماء المسلمين بحسن إنزال النص على الواقع مشيراً إلى أن تغير الظروف والأحداث كل يوم وكل ساعة تفرض مراجعة المستجدات وإلا كانوا منعزلين عن الواقع وبالتالي عن الفتيا. ومن جانبه شدد الدكتور محمد هداية نور وحيد وزيرالأوقاف والشؤون الإسلامية بإندونيسيا على ضرورة إبراز القيم والأخلاق الإسلامية في التعامل مع الآخر. وأضاف: إنه لابد أن نؤكد للذين يتهمون الإسلام ظلماً بأنه لم يحقق في أحكامه العدل والمساواة بين الرجل والمرأة وبين المسلم وغير المسلم بأن الإسلام أول دين سماوي عمل على تحقيق مبدأ المساواة.. مشيراً إلى أنه من شدة حرص الإسلام على تحقيق مبدأ المساواة إنه جعل المساواة بين الرجل والمراة تدخل في إطار الواجب. ومن جانبه أوضح الدكتور أحمد دويدار إمام المركز الإسلامي بنيويورك أن الإسلام تميز بشرائعه السامية في منح المرأة كافة حقوقها السياسية والمالية والاجتماعية. وأضاف: إن ما يثير الاستغراب والدهشة أولئك المنادين بحقوق المرأة السياسية والذين يوجهون التهمة للإسلام ويصفونه بأنه دين يقوم على أساس مجموعة من المعتقدات والأفكار التي تحرم المرأة من المشاركة في الحياة السياسية وتمنع عنها العمل السياسي واستندوا في مزاعمهم تلك إلى الأوضاع الاجتماعية والسياسية التي يشاهدونها من واقع المرأة في البلدان الإسلامية من غير أن يفرقوا بين الإسلام كنظام وشريعة ومبادئ وبين الكثير من اتباع الإسلام الذين لا يمثلونه في سلوكهم السياسي والاجتماعي. وأوضح أن الذي يشاهده هؤلاء في مجتمع المسلمين مختلف تماماً عما ينبغى أن يكون في المجتمع الإسلامي فصورة المرأة في مجتمعات المسلمين وطريقة التعامل معها وقيمتها في المجتمع في مساحته المخالفة للإسلام هي وليدة تصورات ومفاهيم نشأت عن أعراف وتقاليد وممارسات اجتماعية لا تمثل الإسلام.
|