Thursday 21st April,200511489العددالخميس 12 ,ربيع الاول 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

فيما يعمد المهربون إلى رشوة رجال الجماركفيما يعمد المهربون إلى رشوة رجال الجمارك
وزارة النفط العراقية تلاحق مهربي البنزين

* بغداد - اليزابيث بوتر- أ.ف.ب:
كان مناف منعم ينتظر في السابق أكثر من خمس ساعات لملء خزان سيارته الشيفروليه (الكابرس) بالبنزين في محطة وقود بحي المنصور في عاصمة العراق، الذي يعدّ ثاني دولة نفطية في العالم.
ولكن الأمر لم يعدّ يأخذ منه حالياً أكثر من ربع ساعة فقد اختفت صفوف السيارات أمام محطات الوقود منذ أن بدأت وزارة النفط بالتصدي لمهربي البنزين.
وقال منعم (35 عاماً): إن الوضع يتحسن حالياً، معتبراً مع ذلك أن الأمر يتوقف على قدرة الحكومة في التصدي للمهربين.
وتسببت عمليات التهريب بأزمة توزيع بنزين في العاصمة العراقية أكبر من تلك التي شهدتها خلال الغزو الأمريكي قبل عامين بحيث اضطر بعض السائقين إلى قضاء الليل في سيارتهم كي يتمكنوا من ملء خزاناتهم في اليوم التالي. ويقول مسؤولون عراقيون: إن المهربين يبيعون كميات من البنزين بملايين الدولارات شهرياً في الدول المجاورة للعراق مثل تركيا والأردن. ولكن محققين بدؤوا بإقالة أو تغيير مواقع مسؤولين في قطاع النفط يعدون ضالعين في عملية التهريب، حسب ما قال سمير مخايل أسعد المسؤول في وزارة النفط.
وقال موظف في الوزارة فضل عدم الكشف عن هويته خوفاً على حياته: إن شبكة واسعة من المهربين أصبحت على وشك الوقوع في أيدي رجال الأمن. وقال أسعد: إن كل صهريج بنزين يخرج من البلاد يدر على المهربين مبلغ 18 مليون دينار (12 ألف دولار).
وعدّ أنه (من أجل وقف عمليات التهريب يجب رفع سعر البنزين المخصص للاستهلاك المحلي).. وأوضح أن ليتر البنزين المدعوم من الدولة يباع في الأسواق المحلية بخمسين ديناراً (حوالي 0.03 دولار) مقابل 0.35 دولار في دول مجاورة. ويعتمد محققو وزارة النفط على رسوم بيانية تتيح لهم مقارنة حجم البنزين المخصص لمحطات توزيع البنزين والحجم الفعلي الذي تم تسليمه.. وأوضح أسعد أن (المحققين يبدؤون بعملية التحقيق في حال تبيّن لهم وجود فرق). ويعمد المهربون إلى رشوة رجال الجمارك على الحدود ويبيعون حمولة صهاريجهم مباشرة في محطات توزيع البنزين في الأردن وتركيا.. لكن في الوقت نفسه اغتيل مسؤولان على الأقل في قطاع النفط منذ مطلع العام. وقال مسؤول في وزارة النفط فضل عدم الكشف عن هويته: إن نجل لؤي جابر مدير قسم استيراد النفط، قتل الأسبوع الماضي.. وكان سلف لؤي في الوزارة وهو حسين فتاح قتل هو الآخر في كانون الثاني/يناير الماضي ويختبئ أفراد عائلته منذ اغتياله.
وأشار أسعد إلى أن التزود بالبنزين أصبح عملية مهمة جداً منذ دخول 750 ألف سيارة جديدة إلى العراق بعد سقوط نظام صدام حسين.
ونتيجة لذلك وجدت مصافي تكرير النفط الرئيسية الثلاث نفسها عاجزة عن سد حاجة السوق المحلية.
وعزا دثار الخشاب المدير العام لمصفاة الدورة (جنوب بغداد) هذا العجز في تلبية حاجات السوق المحلية إلى أن المصافي أصلاً تعمل بـ70 % من قدراتها بسبب سوء البنى التحتية وبسبب الهجمات التي يشنّها المتمردون. ومن ناحيته أعلن وزير النفط المنتهية ولايته ثامر غضبان أن العراق أحد أكبر الدول الغنية بالنفط في العالم، ويستورد حالياً بقيمة 200 مليون دولار من البنزين.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved