* بغداد - أ.ش.أ: كشفت بعض البحوث المختبرية التي أجريت على العديد من المواد الغذائية واللحوم ومنتجات الألبان الواردة من الخارج إلى العراق احتواءها على مواد ملونة قاتلة. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في تقرير إخباري بثته أمس الأربعاء أن باحثين متخصصين أجروا بحوثاً مختبرية على أنواع من اللحوم المستوردة اكتشفوا من خلالها احتواءها على مواد سامة وقاتلة نتيجة التعامل معها بطرق التحويل الجيني أو تغذيتها على أعلاف كيمائية من أجل ضمان رواجها في السوق بأسعار زهيدة. وقال الدكتور خليل محسن مهدي مدير معهد بحوث التغذية في وزارة الصحة العراقية إن الوزارة اكتشفت المئات من المواد الغذائية الفاسدة من الناحية الجرثومية والكيمائية في السوق العراقية خلال العامين الماضيين. وأضاف: أن الوزارة تمكنت خلال عام 2004 من فحص أكثر من ستة آلاف وخمسمائة مادة غذائية، جزء منها مستورد، وجزء منها محلي، حيث بلغت نسبة المواد الصالحة منها ستة آلاف واثنين وأربعين مادة غذائية ونسبة المواد الفاسدة من الناحية الجرثومية مائة وخمس عشرة مادة.. فيما جاءت المواد الفاسدة من الناحية الكيمائية والفاسدة كلياً أربعمائة وخمساً وثمانين مادة غذائية. وأشار إلى أنه منذ أكثر من عامين غزا السوق العراقي الكثير من المواد الغذائية الرديئة عبر عشرين منفذاً حدودياً غير رسمي، وذلك نتيجة الانفلات الأمني وانعدام الرقابة الصحية، مما دفع وزارة الصحة إلى تبني إستراتيجية تطوير وتحديث وضع الرقابة ومتابعة مستندات سلامة الأغذية للحد من دخول الأغذية الملوثة، خصوصاً الحاملة منها لمرض جنون البقر والملوثة بأنفلونزا الطيور. وأوضح مدير معهد بحوث التغذية في وزارة الصحة العراقية أن الأغذية الواردة بالطرق القانونية صالحة للاستخدام البشري غير أنه أقر بوجود بعض الأغذية غير الصالحة للاستخدام الآدمي التي دخلت إلى العراق بطرق غير مشروعة من خلال المنافذ غير الرسمية وخارج نطاق السيطرة الصحية. من جانبه تحدث الدكتور البيطري وافر مهدي صالح عن هذه الظاهرة قائلاً: إن الكثير من الدول المنتجة لهذه الصناعة تفكر في أن تقلل تكلفة الإنتاج حتى تزيد الأرباح، مشيراً إلى أن تقليل التكلفة في الإنتاج يدفعها إلى الدخول في برامج تسمين سريعة، حيث تعتمد هذه البرامج على حبوب أو أعلاف محسنة جينياً. وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن معدل المنتج المحلي من اللحوم الحمراء والبيضاء ومنتجات الألبان كان يكفي ما يقرب من 80% من حاجة السوق إلا أن تدهور إنتاج الحقول والمراعي وانتشار ظاهرة التهريب، إضافة إلى تداعيات الأوضاع الأمنية في العراق وانقطاع التيار الكهربائي وأزمات النفط والبنزين ساهمت في عزوف المربين عن مواصلة أعمالهم والتوجه إلى مهن أخرى. وأكدت الدكتورة البيطرية بشرى المفيد أن الثروة الحيوانية في العراق تمر بأوضاع سيئة للغاية خلال العامين الماضيين وذلك بسبب استيراد اللحوم الحمراء والبيضاء دون أي سيطرة صحية أو فحص معملي، إضافة إلى انتشار هذه اللحوم بأسعار رخيصة.
|