* موسكو- سعيد طانيوس: تحضيراً للقمة المزمع عقدها بين الرئيس الأمريكي جورج بوش ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في التاسع من آيار مايو المقبل، وذلك على هامش الاحتفالات الروسية بمناسبة الذكرى الستين للنصر على النازية وانتهاء الحرب العالمية الثانية، فقد أخذت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليز رايس منذ وصولها أمس الأول إلى موسكو الإعداد الجيد لهذه القمة، حيث التقت أمس مع الرئيس الروسي بوتين على غداء عمل بعد أن التقت أمس الأول مع وزير الدفاع الروشسي سيرغي إيفانوف على عشاء عمل بعد وصولها مباشرة إلى موسكو حتى أنها أعلنت بعد وصولها بوضوح بعد عزمها على توجيه انتقادات خلال زيارتها خصوصاً حول احترام الديموقراطية والأمن النووي مع التأكيد على أن واشنطن لا ترغب في عزل روسيا. وقالت رايس للصحافيين الذين يرافقونها إلى موسكو أن واشنطن ما زالت قلقة بشأن إرساء الديموقراطية في روسيا وقضية احترام القانون.. وأضافت لدى بدء أول زيارة لها لروسيا كوزيرة خارجية: إن الاجواء لم تكن إيجابية في مجال الديموقراطية، خصوصاً تطور الإعلام الروسي.. وبالرغم من محاولة رايس التخفيف من تحذيرات واشنطن مؤكدة أن الولايات المتحدة لا تعتزم عزل موسكو التي ترغب الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.. إلا أن وزارة الخارجية الروسية أكدت أن التعامل مع الولايات المتحدة لا يزال يمثل أحد أهم اتجاهات السياسة الخارجية الروسية، مشيرة إلى أن العلاقات القائمة بين روسيا والولايات المتحدة يتوقف عليها إلى حد كبير الوضع في العالم والوضع الأمني الدولي والاستقرار الإستراتيجي. وقال دميتري سايمس الباحث السياسي الأمريكي مدير مركز نيكسون في حديث صحافي: إن انتقادات متزايدة توجه في الولايات المتحدة إلى الإدارة والرئيس بوش شخصياً بسبب (العلاقة الغرامية) مع روسيا.. مشيراً إلى إن هذه الانتقادات غالباً ما تصدر عن وزارة الخارجية، حيث ظهر هناك في الفترة الأخيرة أشخاص عملوا سابقاً في مناصب رفيعة في السفارات الأمريكية في بلدان رابطة الدول المستقلة ودول البلطيق والذين لا يبدون مودة كبيرة إلى روسيا.. وأوضح الباحث السياسي قائلاً: إن هؤلاء الأشخاص يرون في أية مماحكات بين روسيا وهذه الدول مظهراً لامبريالية روسية جديدة ويعتقدون بأن من الواجب أن تدعم هذه الدول أوتوماتيكياً في خلافاتها مع روسيا.. وقال هذا الباحث السياسي في الوقت نفسه إن رايس خبيرة في الشئون الروسية وإنها درست التاريخ الروسي وتعرف الكثير من السياسيين وبضمنهم رجال المعارضة.. وقال سايمس أيضاً: إن نيكولاس بيرنز نائب رايس خبير أيضاً في شئون روسيا وشغل سابقاً منصب مندوب الولايات المتحدة لدى الناتو وهو حسب قول الباحث (رجل عاقل). وسوف تغادر رايس العاصمة الروسية في 20 الجاري متوجهة إلى العاصمة الليتوانية فيلنوس التي ستستضيف الاجتماع الدوري لوزراء الخارجية في بلدان الناتو وجلسة مجلس روسيا - الناتو واجتماع لجنة الناتو - أوكرانيا. وفي هذه الأثناء أبدت موسكو قلقها بصدد بعض أحكام التخطيط العسكري لحلف شمال الاطلسي (الناتو) وقال الكسندر ياكوفينكو الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية بمناسبة عقد اجتماع مجلس روسيا لا بد أن يثير قلقنا بعض الأحكام في التخطيط العسكري لحلف الناتو ونهج مواصلة التوسع ورفض تطبيق معاهدة تقييد القوات المسلحة التقليدية في أوروبا بشتى الحجج المصطنعة. وأعرب عن أمله في أن يتيح الاجتماع المقبل للجانبين مناقشة هذا القلق بشكل صريح.
|