بابا الفاتيكان يحاول تبرئة ساحته من الارتباط بالنازية في ظل هيمنة الصهيونية

* الفاتيكان - الوكالات:
في السيرة الذاتية لبابا الفاتيكان الجديد حرص شديد على عدم ارتباطه بالنازية على الرغم من أنه كان منخرطاً في تنظيماتها الشبابية، وإن كان ذلك على الرغم منه كما يقول في تلك السيرة، ومن الواضح أن البراءة من أية علاقة بالنازية تصبح مسألة ضرورية في ظل الهيمنة الصهيونية التي قد تفرض بمعاونة اليمين المحافظ في الولايات المتحدة، خططها المتشدد على أية سلطة في العالم الغربي، خصوصا مع الترويج الواسع النطاق لما يسمى المحرقة النازية ضد اليهود التي يحاول الجميع في أوروبا البراءة منها..
وفي أول عظة له ألقاها باللغة اللاتينية تعهد البابا بنديكت السادس عشر أمس الأربعاء (بالعمل بكل طاقته من أجل إعادة بناء الوحدة الكاملة لجميع المسيحيين).
ومساء الثلاثاء دافع الكرادلة الألمان في الفاتيكان عن انتخاب زميلهم المحافظ يوزف راتسينغر باباً جديداً باسم بنديكت السادس عشر، مؤكدين ان البابا الجديد يحظى بالاحترام، وفي تصريح قال الكاردينال كارل لهمان، رئيس المؤتمر الأسقفي الألماني المعروف بمواقفه الليبرالية حول مواضيع اجتماعية يخالف فيها مواقف الفاتيكان، (طالما كان لدينا رأي جيد جدا عن راتسينغر).
وأضاف كاردينال ماينسس (غرب) (لا يمكن ان نكون دائما متفقين حول جميع التقويمات المتعلقة بسياسة الكنيسة. وهذا ليس إلزاميا أيضا).
ورفض الكرادلة الاعتقاد ان انتخاب بابا ألماني يمكن ان يحدث تأثيرا مميزا على ألمانيا. وقال الكاردينال لهمان ان (ليس لمسألة الاصل والثقافة أي دور بالتأكيد).
وأشار المونسنيور فيتر إلى أن البابا (لم ينتخب لحل جميع مشاكل الإنسانية، بل هو ضامن وحدة الكنيسة).
يذكر أن بابا الفاتيكان الجديد كان عضوا في الشبيبة الهتلرية رغما عنه، حسبما قال في سيرته الذاتية (من حياتي)، وفي كتابه الأخير (ملح الأرض)، كما نقلت عنهما صحيفة (سوددويتش تسايتونغ) اليومية. ولم ينضم يوزف راتسينغر المولود في 1927 وشقيقه جورج الذي يكبره بثلاث سنوات، إلى الشبيبة الهتلرية في البداية. وحين أصبح الانضمام إلى الشبيبة الهتلرية إلزاميا في 1941، التحق بها شقيقه، أما هو فكان ما زال صغيرا. لكنه ما لبث ان سجل عضوا فيها (رغما عنه) حين كان لا يزال في المدرسة الاكليريكية.
وقال المونسنيور راتسينغر في مقابلة مع الصحافي بيتر سيوالد أوردتها صحيفة (سوددويتش تسايتونغ) (حين غادرت المدرسة الاكليريكية، لم انضم إلى الشبيبة الهتلرية).
وأضاف (كان ذلك صعبا، لأن خفض الرسوم المدرسية (التي كان يحتاج اليها) كان مرتبطا بإفادة عن زيارة إلى الشبيبة الهتلرية).
وجاء في موقع للإنترنت لأعضاء نادي راتسينغر، ان عائلة يوزف راتسينغر اضطرت في 1932 إلى الانتقال إلى قرية اوشاو ام إن قرب جبال الألب (بسبب الانتقادات إلى النازيين) التي وجهها والد راتسينغر الذي كان دركيا في ذاك الوقت.
وأضاف الموقع ان الشاب راتسينغر ألحق في 1943، على غرار جميع تلامذة صفه، بصفة مساعد في الدفاع الجوي.وفي ايلول - سبتمبر 1944، حين بلغ عمر الالتحاق بالجيش، اضطر إلى العمل اليدوي تحت اوامر الفرقة النمساوية. وسيقول لاحقا عن تلك الفرقة (انهم عقائديون متعصبون كانوا يرهبوننا بلا توقف).
وفي تشرين الثاني-نوفمبر، تلقى تدريبا في صفوف المشاة. وبحجة المرض، أعفي من معظم الاعمال العسكرية، كما ذكر موقع الإنترنت. ولدى اقتراب الحلفاء من برلين في أواخر نيسان-ابريل - مطلع أيار-مايو، ترك الشاب راتسينغر الجيش. وحين وصل الحلفاء إلى قريته، أقاموا مقر قيادتهم في بيت والديه. واعتبر يوزف راتسينغر جنديا وسجن في معسكر لأسرى الحرب ثم أفرج عنه في 19 حزيران-يونيو 1945م.
وفي معرض ردود الفعل على انتخاب بابا الفاتيكان الجديد فقد طلبت الصين منه ان يقطع علاقات الفاتيكان الديبلوماسية مع تايوان لتوفير الظروف التي تؤدي إلى تحسين العلاقات بين بكين الفاتيكان..
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية كين غانغع في بيان (نحن مستعدون لتحسين العلاقات مع الفاتيكان بشرطين أساسيين: ان يقطع الفاتيكان علاقاته الديبلوماسية المزعومة مع تايوان وألا يتدخل في الشؤون الداخلية للصين بما في ذلك بحجة الشؤون الدينية).وأضاف البيان (نأمل في ان تتوافر لدى إدارة البابا الجديد ظروف ملائمة لتحسين العلاقات الصينية - الفاتيكانية).