* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
قال العقيد محمد دحلان، وزير الشؤون المدنية الفلسطيني: إن السلطة الفلسطينية اتخذت كافة الاحتياطات والتدابير لتسهيل عملية إخلاء المستوطنات الاحتلالية من قطاع غزة ومن شمال الضفة الغربية المحتلة. وأضاف دحلان، الذي كان يتحدث في مقابلة أدلى بها للقناة الثانية التجارية في التلفزيون الإسرائيلي، التي رصدتها غرفة الأخبار بمكتب الجزيرة: إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية لن تسمح للتنظيمات الفلسطينية المختلفة استغلال الانسحاب من أجل القيام بأعمال قد تخل بالأمن والنظام العام.. وأضاف دحلان، موجها كلامه للإسرائيليين: إن فك الارتباط سيتم بهدوء تام من قطاع غزة، مشددا على أن الفلسطينيين سيودعون جنود الاحتلال الإسرائيلي بالورود خلال الانسحاب من قطاع غزة.
وتأتي تصريحات دحلان للتلفزيون الإسرائيلي، في وقت ذكرت فيه الإذاعة العبرية صباح يوم الاثنين الماضي، أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، أريئيل شارون تسلم طلباً من (يونتان باسي)، رئيس دائرة تنفيذ خطة الانفصال، بتأجيل تنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة وأجزاء من شمال الضفة الغربية لثلاثة أسابيع (لأسباب دينية يهودية).
وقالت الإذاعة العبرية: إن الهدف من التأجيل هو (منع تنفيذ الانفصال خلال فترة الأسابيع الثلاثة، التي تفصل بين إحياء ذكرى اليوم الذي تم فيه اختراق أسوار القدس في تموز، والتاسع من آب يوم احتلال القدس وخراب الهيكل المزعوم، حسب التقويم والتقاليد العبرية).
وقالت مصادر عبرية: إن (يونتان باسي) اقترح على شارون، خلال جلسة الحكومة، تأجيل الانفصال لثلاثة أسابيع، كي لا يتزامن مع (أسابيع الحزن الثلاثة)، حسب الديانة اليهودية.. ويقول اليهود : إن الانتقال من منزل إلى آخر (ليس محبباً في هذه الفترة)، مشيرة إلى أن شارون لم يرفض الاقتراح، مع أنه سبق له أن رفض طلبات أخرى، تقدمت بها الدوائر الأمنية لتأجيل موعد تنفيذ خطة الانفصال لأسباب لوجيستية.
وفي موضوع آخر، ذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن محمد دحلان وزير الشؤون المدنية الفلسطينية تطرق خلال لقائه مع وزيرة الاتصالات الإسرائيلية (داليا ايتسيك) مؤخرا، إلى احتمال تأجيل الانتخابات التشريعية المقررة في منتصف يوليو - تموز المقبل.. وبحسب الصحيفة فإن مصادر استخبارية إسرائيلية تقول : إن مسئولين كبار في السلطة الفلسطينية، قلقون من إمكانية انتصار حماس في الانتخابات، مشيرين إلى الجولتين الانتخابيتين للبلديات والمجالس المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، اللتين أجريتا في الأشهر الأخيرة، حيث حققت قوائم حماس، والقوائم المدعومة من حماس انتصارات كبيرة.
وقالت الصحيفة العبرية: إن حركة (فتح) تأمل في تأجيل الانتخابات، كي يتاح للحركة مجالا أفضل للاستعداد لخوض الانتخابات، ولكنهم يترددون في كيفية نيل التأييد الجماهيري للخطوة، والامتناع عن مواجهة محتملة مع حماس، التي حذرت من تأجيل متعمد للانتخابات من قبل السلطة.. إلى ذلك قالت مصادر في السلطة الفلسطينية: إن رؤساء البلديات الذين انتخبوا عن قوائم حماس يديرون شؤون بلدياتهم (على نحو رائع)، في ظل إظهار شفافية، ونقاء اليدين.
وفي المقابل، أكد الدكتور محمد غزال، عضو القيادة السياسية لحركة حماس أن حركته لا تقبل مبررات السلطة وفتح بتأجيل الانتخابات التشريعية.
وقال د. غزال في تصريح صحافي وصل مكتب الجزيرة: إن حماس تعتبر الخطوة نقض للالتزامات التي تم التوصل إليها بالقاهرة بين السلطة والفصائل، ويفتح المجال لكل جهة أن تسير وفق رؤيتها وتوجهاتها، مؤكداً أنه من حق الشعب الفلسطيني أن يمارس حقه الانتخابي، وأن يختار من يريد من قيادة ولن يسمح لأحد بمصادر حقه.
ودعا القيادي في حماس جميع الأطياف والشرائح الفلسطينية إلى رفع صوتها من أجل إقرار قانون الانتخابات في الوقت المحدد ورفض التأجيل والتسويف.
وانتقد د. غزال أسلوب المماطلة والتأجيل في بحث الأمور معرباً عن اعتقاده أن أوضاع حركة فتح الداخلية هي السبب الأساس للتأجيل والتأخير.
وأكد غزال أن حماس لا تطرح نفسها بديلا لأحد، وإنما هي تخوض الانتخابات حتى تضمن مشاركتها في صنع القرار الوطني الفلسطيني، مبدياً استغرابه لمحاولة البعض إظهار أن التأجيل جاء لأسباب إجرائية وتقنية، منوها إلى أن انتخابات الرئاسة جرت في وقت قياسي.
| 
"دوليات"