Thursday 21st April,200511489العددالخميس 12 ,ربيع الاول 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الثقافية"

أحد عشر نصاً في ملتقى الإبداع للشبابأحد عشر نصاً في ملتقى الإبداع للشباب

* الرياض - شيخة القحيز:
شهد ملتقى الإبداع في المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في الرياض لشهر صفر 1426هـ. حضوراً متميزاً من المشاركين بإشراف الناقدين د. حسين علي محمد، ود. صابر عبدالدايم.
فقد تم إلقاء أحد عشر نصاً شعرياً ونثرياً لثمانية مبدعين تراوحت بين الشكل الشعري القديم والحديث وفن القصة القصيرة والمقالة الأدبية والخاطرة.
وعبرت النصوص عن معاناة وجدانية لدى المبدعين الشباب، وتجاوبهم مع ما يدور في المجتمع من أحداث خارجية وداخلية وفي مقدمتها قضية الإرهاب.
وقد شارك ثلاثة شعراء وقاص من السعودية، وثلاثة أدباء من سورية في الشعر والمقالة والخاطرة، وشاعر مصري بثلاثة نصوص شعرية قصيرة.
فالشاعر خالد محمد الغلاييني ألقى قصيدة بعنوان (دعاء الحب) مطلعها:


أيها الحب أناديك تعالى
آه ما أقساك وأحلاك تعالى

متوسلاً أن يسقي الحب ببابه المتعطش، ومعبراً عن وجهي عالم الحب بين السعادة والشقاء. وتلاه الشاعر عبدالعزيز فهد الشايع بقصيدة عنوانها (يا طارقاً بابي) راصداً ظاهرة التسول الاجتماعية، ومعبراً عن تناقضات هذه الحالة، فالمتسول يطرق أبواباً مقفلة بينما هو غافل عن باب الله الذي لا يقفل، وذلك من خلال توجيه حكيم لهذه الفئة نحو الأمثل في الحياة. يقول في مطلع القصيدة:


ياطارقاً بابي وكفك تسأل
أو ما بدا لك أن بابي مقفل

وينهيها قائلاً:


فدع السؤال فإنه لك ذلة
واسأل إلهاً بابه لا يقفل

وقدم عبدالله غدران قصيدة تأملية في الحياة والموت من خلال تأثر أم بموت ولدها. غلب عليها التشاؤم منذ البيت الأول:


تأهلت في الدنيا مليا فلم أجد
بها غير أحداث تسوى وأعظم

وقد طغى الإحساس اليائس عليه فراح يطلب من الأم الثكلى أن تبكي دماً بدل الدمع، مما يجعلنا نطلب من الشاعر أن ينحو باتجاه الأمل والتفاؤل وهو يخطو خطواته الأولى في عالم الشعر.
الشاعر المصري سعيد عاشور قدم ثلاثة نصوص شعرية منشئاً علاقة تواصل مع الماضي بثقله الثقافي ليلتقي بالواقع الثقيل بظلاله القائمة ففي النص الأول بعنوان (تسع وتسعون) الذي يشير من خلاله إلى القصة القرآنية وقضية ظلم الإنسان لأخيه الإنسان. في النص الثاني بعنوان (سوق النخاسة) المعبر بذاته عن معنى الذل والمهانة الذي يعيشه الإنسان المعاصر فيذهب الشاعر ينادي في السوق (وعدت أنادي/ بكسرة خبز/ أبيعك نفسي/ بقطرة ماء/ أبيعك نفسي.. أبيعك نفسي).
شعور عميق بالقهر يضيع معه النداء فلا يجد من يشتريه حتى بكسرة خبز وقطرة ماء. غير أنه في النص الثالث حاول الانتقال إلى جو غزلي ماداً خيوطه الشعرية إلى قيس وليلى فيقول:


ما جن قيس إنما
للعين سحر الملهم
نفسي وروحي قيدا
من نظرة وتبسم

فيصور نفسه وليلاه طفلين في مدن الهوى يلهوان ويعلبان.
وجاءت مشاركة الشاعر حميد الأحمد بعنوان (إلى تيسير في المنفى) متفاعلة مع قضية الإعلامي العربي المعتقل في إسبانيا، ويثير الحادث والزمان والمكان أحاسيس الشارع فيخترق القرون إلى الماضي ليقرأ صفحة من مجد المسلمين في الأندلس ويلتقي بالمعتمد بن عباد أسيراً في (أغمات) وبناته في الذل والمهانة.
كانت أولى المشاركات النثرية في القصية القصيرة بعنوان (وتلاشت الأحلام) للقاص عبدالله ناصر الخريف تعبيراً عن تفاعل الشباب المبدع مع الأحداث الإرهابية المؤلمة، حيث صور الخريف مأساة أم في ولدها الغائب وهي تحلم بعودته، ولكنها تفاجأ بجثة ابنها في الثلاجة وقد قتل على يد رجال الأمن، فيمزقها تجاذب المشاعر الإنسانية والدينية والوطنية وعاطفة الأمومة في مأساة درامية أحسن الكاتب تصويرها، ونقل رسالته عن طريق الكلمة الأدبية المبدعة، عندما أعرضت الأم عن ولدها متمنية أن لم تكن رأته.
وقدم أيمن ذو الغنى مقالة أدبية جزلة الأسلوب تحن إلى أساليب الرافعي والمنفلوطي، وتعبر عن وفاء تلميذ نجيب لمعلم مخلص مختاراً لمقالته عنوان (معلم لا ينسى).
وكانت لخاطرة خلدون البيطار طعم آخر فهي رسالة حب وشوق وهيام معاصرة، إلى الوطن متمثلة في مدينة دمشق الفيحاء التي تعبق بعطر الماضي والحاضر.
لمحات وإضاءات نقدية
نبه الناقد د. حسين علي محمد المبدعين إلى التركيز على الفن الذي يجدون أنفسهم فيه، ولا يغيروا النوع الأدبي الذي يكتبونه استجابة لنقد الآخرين.
فأشار تداخل الأنواع الأدبية بين اسلوب الرواية والقصية القصيرة في النصوص السردية مما سماها توفيق الحكيم (المسراوية) في التداخل (المسرحي الروائي).
وأكد على وجوب استجابة المبدع لآراء الناقد المختص في النقد الموضوعي الذي يشمل الناحية الفنية البحتة، والمضمون الذي يتقاطع مع القيم الأساسية للمجتمع وعدم استمراء الخروج عليها.
وأشار الناقد د. صابر عبدالدايم إلى وجود أخطاء عروضية ووزنية كثيرة في بعض النصوص الشعرية مما يحتم على أصحابها مزيداً من القراءة المنهجية في علم العروض، وإلى قراءة مزيد من النصوص الإبداعية الجيدة لتنمية الحس الإبداعي الشعري.
ودعا إلى مراجعة النص عدة مرات وعرضه على سمع غيره ونظره، ونبه إلى الأخطاء القرائية التي يقع فيها بعض المبدعين فيصوب الكسورات الوزنية شفاهيا.
كما نبه د. صابر إلى التجويد الإملائي والنحوي للنصوص المكتوبة، ومعرفة ما يعد ضرورة شعرية، وتمييزها من الخطأ الذي لا يتجاوز عنه في الشعر.
وأخيراً أشاد بالروح الأخوية والأسرية التي تسود الملتقى، بين الناقد والمبدع مما يشدع على الإفادة والاستفادة.
حضر الملتقى مجموعة من أعضاء هيئة التدريس بمدارس العليا الأهلية، والمشرف على الصفحة الأدبية في مجلة شباب الأستاذ جابر الحجي، وفي مجلة منارات الأستاذ يوسف الدوس.
شارك الحضور بالعتبير عن آرائهم في النصوص التي ألقيت، وبخاصة الناقد محمد العقدة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved