* أبها - محمد السيد نظمت إدارة نادي أبها الأدبي بالتعاون مع اللجنة النسائية بالنادي محاضرة للدكتورة إيمان سليمان ميمش عميدة كلية التربية للبنات - الأقسام الأدبية بأبها (وذلك في قاعة الخنساء) بالنادي، والرجال بقاعة الأمير سلطان بن فهد وقد أدار الحوار عائشة الشهري عضو اللجنة النسائية بالنادي، وكان عنوان المحاضرة (التناقض في تربية الطفولة بين المجتمع ووسائل الإعلام) والمحاضرة حاصلة على شهادة الدكتوراه عام 1421هـ في تفسير علوم القرآن. وفي البداية افتتحت مديرة الحوار عائشة الشهري اللقاء ورحبت بالحضور والحاضرات وشكرت للنادي تفعيل النشاط النسائي برغم ما قد تعرض له من ظروف في البداية الأولى. بعدها طلب رئيس النادي الأستاذ محمد عبدالله الحميد الكلمة وشكر الحضور الجيد من الجانبين الرجالي والنسائي ورحب بالمحاضرة وأكد على أهمية تفعيل النشاط الثقافي النسائي إلى جانب الرجالي. ثم بدأت المحاضرة الدكتورة إيمان ميمش وشكرت النادي على هذه الدعوة. وتحدثت عن الظروف التي تتعرض لها مرحلة الطفولة وأهمية تنشئة هذه الظروف وقالت المحاضرة إن للطفولة عدة حقوق ومنها: 1- حق الكرامة والإنسانية. 2- حق الحياة. 3- حق اختيار الأم الصالحة. 4- حق حسن اختيار الأسماء. 5- حق التغذية السليمة. 6- حق الرعاية الطبية والصحية السليمة. وقالت إن المقصود بالتربية الإعداد والرعاية في التنشئة الأولى ولقد أدرك المربون أهمية ذلك فاعتنوا بذلك. وقد يأتي الفساد من إهمال الآباء ولا بد في مجتمعنا أن تكون التربية على الدين الإسلامي، وأن تكون هذه التربية حذرة في ظل هذا العصر الذي تلاشت فيه الحدود الثقافية. وأصبح الإعلام من المؤثرات على الطفل سواء كانت مرئية أو إذاعية أو مقروءة أو ما يباع في الاسطوانات في محل الحاسبات وما يشاهد في الحاسبات من ألعاب فيها الضار والنافع. وقالت المحاضرة: لا بد من المتابعة لكل وسائل الإعلام التي يشاهدها الطفل لحثه على المفيد وإبعاده عن الخطر ولا شك فإن هناك ربطاً بين وسائل الإعلام والتربية والهدف هو تنوير المجتمع وتنوير ثقافته وكلاهما مرتبط بالآخر ومؤثر عليه. ولا بد من الاعتناء بالإعلام التربوي والربط بين الإعلام والمدرسة وتعاونهم، والبعد عن التناقض بين المدرسة والإعلام والمجتمع، وقد ينعكس التناقض على أبنائنا وبناتنا. والتحصين مهم لأطفالنا ضد خطورة وسائل الإعلام من خلال حسن التربية للطفل. وقال إن من أهم وأخطر وسائل الإعلام التلفزيون فهو الإعلام الأكثر تأثيرا على الطفل والذي يبث برامج أطفال وأفلاماً مختلفة تحمل ما يفيد وما لا يفيد وإلى جانب تأثيره الأخلاقي فله تأثير على العقل والصحة والنظر، وخصوصاً الإعلانات فهي تحمل مضامين خطيرة تؤثر على السلوك واللغة والعادات لأنها تؤثر على الطفل وتشد انتباهه إلى جانب تأثر الأطفال بالمشاهير أمثال المغنين والمغنيات ومن يماثلهم. كذلك ما يبث من لغة عامية تؤثر على سلوك الأطفال والالتزام بها وقد يتبادلونها مع أقرانهم في المدرسة أو في الشارع والمنزل كذلك تأثير الإعلان على الغرائز وخصوصاً أن التربية الجنسية للطفل تأتي بالتدرج وإن بعض المشاهد تثير الغرائز في وقت مبكر. إلى جانب ما يتلقاه الطفل من عادات مشينة في التلفزيون مثل السب والخيانة والفسوق... ما يؤثر على العلاقة مع الآباء والأمهات. كذلك تحمل بعض الأفلام والمسلسلات صورة غير جيدة عن المعلم وتظهره في صورة سيئة يشهدها الطفل وكذلك الداعية المسلم، وكذلك تشويه صورة وأفعال رجال الأمن في صورة مشوهة. ثم عادت المحاضرة وأشارت إلى أهمية خطورة الحاسب الآلي وما يحتويه من برامج قد لا تناسب الأطفال. وكذلك الإنترنت فهو سلاح ذو حدين فهو يحمل البرامج الرائعة والمفيدة والعكس ولكن نقول: دور الأسرة مهم في التوجيه السليم، ونحن ندرك ما تقوم به مدينة الملك عبدالعزيز في حجب المواقع السيئة ويظل الإنترنت أرحم من القنوات الفضائية، كذلك يظل الإعلام المقروء بما تقدمه بعض هذه المطبوعات من عبارات وصور فاضحة أو إشعار أو معلومات غير مناسبة لسن وعقل الطفل. وليس هذا أنني لا أشجع على الاطلاع والقراءة وتنمية المهارات ولكن مع حسن التوجيه المفيد. ونظل نقول إن الإعلام بكل وسائله واقع في حياتنا ولا بد من الاستفادة منه فيما يفيد توجيه أطفالنا إلى الصالح العام. هذا وقد وجدت المحاضرة صدى كبيراً لدى الحاضرات والحضور حيث كانت هناك أسئلة ومداخلات من الرجال.. وقد داخل كل من: علي مفرح وحمدي سعيد وإيمان عسيري وعزيزة العاصمي والدكتور عبدالله حامد وحسين النجمي والدكتور أحمد الجبري والدكتور عبدالله ملهي ومرعي عسيري ونادية الفواز والدكتورة هويدا وعائشة الشهري والجميع يتحدثون عن التناقضات وكذلك يتدرج تحت مسمى ماذا يريد التربويون من الإعلاميين ومن القدوة في التربية وحسن التوجيه وكذا عدم الموافقة في كل الأفكار التي وردت في المحاضرة وكذلك أهمية التعاون ما بين العلماء ورجال التربية والتعليم والإعلام. وقد رحبت المحاضرة بالمداخلات وشكرت الجميع على هذا التجاوب في الحضور والمداخلات وطلبت مديرة الحوار من رئيس النادي الأدبي أن يرفع صورة من هذه المحاضرة إلى معالي وزير الثقافة والإعلام للاهتمام بإعلام الطفل. وفي الختام علق رئيس النادي على المحاضرة واعتبرها من المحاضرات القيمة وقال منذ أن بدأنا في النشاط النسائي بالنادي ونحن نكتشف مواهب ثقافية نسائية لم تكن في الحسبان بل أسكتت المشككين في جدوى النشاط النسائي.
|