|
انت في
|
ربما خطاب التنوير في القصة القصيرة محض اهتمام الكثير من الكتّاب والأدباء والمفكرين لذا آثرت إثارته وإبداء وجهة نظري الخاصة بعد قراءات واطلاعات متعددة.
وهذا الفن مستمد اصلاً من الغرب من حبكة وخيال ودراما، والبعض يظنون ان عملهم يندرج تحت قالب القصة ولم يفطنوا الى المقصود بالقصة حسب التعريف اللغوي لها، هي قص الأثر بمعنى ان يقتفي الكاتب الحدث حرفياً، فمصطلح القصة لا يطلق إلا على الاخبار الحقيقية والتاريخية التي لا دخل للخيال والحبكة فيها كقصص القرآن حيث قال تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} وما دون ذلك من الأخبار فلا يمكن ان يكون قصة لأنه يحتمل الصواب والخطأ لذا أرى ان يعدل هذا المسمّى من القصة الى الرواية ومن كلمة الرواية نضع بعض التفرعات مثل الرواية الطويلة او القصيرة والمقالة والحكاية والفكرة والأطروحة وهكذا وان نبتعد عن كلمة القصة. يعد هذا الفن عملا ابداعيا سرديا ينبثق من خلايا المجتمع ويحمل أوضار الواقع المعيشي الذي يحيا فيه. ويقال لم تتحدد القصة كمفهوم أدبي إلا عام 1933م، فهي لم يكن لها شأن يذكر رغم ما تتميز به من خصائص ابداعية فقد ظهرت ما بين الخمسينيات والستينيات بعد ظهور الصحيفة ودخول عصر المطبعة ووجود فئة مثقفة من القراء ساهم كل ذلك في ميلاد القصة القصيرة في المشرق العربي. ويعتبر (موبسان الفرنسي) و(جوجول الروسي) ابرز المبدعين لهذا الفن، وكذلك (ادجار ألان بو) الأمريكي الذي يعد من رواد القصة. وتكمن أهميتها في أنها شكل أدبي قادر على طرح أخصب القضايا بصور دقيقة من خلال علاقتها بالحدث وبالواقع وما ينجم عنه من صراع وما تمتاز به من تركيز وتكثيف في استخدام الدلالات اللغوية لطبيعة الحدث وأحوال الشخصية وخصائص القص وحركية الحوار والسرد ومظاهر الخيال والحقيقة، وغير ذلك من القضايا التي تتوغل في هذا الفن المميز. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |