* رفحاء - منيف خضير فيما يشبه هجرة البطاريق الشتوية بعد انقضاء موسم الجليد، يتهادى آلاف المعنيين بأمور الهجر والقرى الصغيرة بحثاً عن مطالب مستمرة لقراهم دون الاعتراف بمبدأ الأولويات ودون مراعاة لشعور الميزانيات. آلاف المطالبات ترفل بها الصحف عن حاجة قرية الأحلام إلى برج جوال لا يخدم في أحسن الأحوال إلا بيتاً أو بيتين من الشعر - أحياناً -. عشرات المعلمين والمعلمات يتكبدون سنوياً عناء السفر والترحال والمشقة في التدريس بقرى الأحلام يتعرضون مرةً للسيول ومرات للهلاك والمستفيد - كالعادة - لا يعدون على أصابع اليد الواحدة!! بالطبع لا يخفى على اللبيب منكم أن أساس هذه القرى والهجر الصغيرة جاء من أجل توطين البادية وترغيبهم بالحياة المدنية.. والآن وبعد أن آتت هذه الفكرة أكلها، أن الأوان بإعادة النظر في تلك القرى البائسة والتي لا تخدم إلا أصحابها فقط!! نحن لا نطالب المسؤولين بدمج كل القرى.. ولكن نؤكد على القرى التي لا تقع على طريق دولي أو إقليمي، وبها كثافات سكانية قليلة، والطريق إليها وعرة.. مثل هذه القرية تناشد المسؤولين بضمها إلى أقرب تجمع سكاني مدني وإعطاء المستفيدين - على غرار جوائز الترضية - مخططاً سكنياً يناسب وضعهم الاجتماعي. وأخيراً وليس آخراً لا بد من حلول جذرية لمشاكل القرى النائية التي أخذت تتجذر في تربة خصبة يصعب في المستقبل اجتثاثها، ويجب أن يبادل هؤلاء كرم دولتهم بالتنازل عن هذه الأراضي الجرداء والتي تحولت إلى سخرية تتناولها البرامج الكوميدية مثل (طاش ما طاش)!! نحن ندرك أن هذا الرأي (يزعل) هؤلاء.. ولكن إذا أدرك هؤلاء أن مصلحة الوطن أهم من مصالحهم الشخصية ففي هذه الحالة نقول ونحن مرتاحون: الدمج هو الحل!!
|