|
انت في
|
إذا أردت أن تعرف درجة وعي المجتمع وتحضره فلاحظ سلوكه المروري في نظريته عن التخلف الثقافي، يتحدث (وليم أوجبرن) عن أن عناصر الثقافة لا تتغير بالدرجة نفسها، فبعضها يكون أسرع في التغير من بعض، كما أن فئات المجتمع لا تسير في سلم التغير والتطور بالدرجة نفسها، فطريق الطائف أبها مثلاً أسس عندما كان في كل قرية من قرى الجنوب ثلاث سيارات تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً، ولكن تغيرت أحوال الناس وأصبحت بعض الأسر اليوم تملك أكثر مما كان في القرية كلها من سيارات عندما تم تأسيس الطريق، ولم تتغير أوضاع الطريق.. ومن جهة أخرى، فإن حوالي 5% من السكان في معظم المجتمعات هم الذين يقودون التغير والبحث والاختراع، والبقية مهمتهم مواكبة ذلك وفهمه وتطبيقه، والسيارات من أهم أدوات المواصلات في الحياة المعاصرة، وقد وضعت القوانين والأنظمة لسيرها وحركتها، والهدف من تلك القوانين والأنظمة يتركز في حفظ الأنفس والممتلكات وحقوق الغير.. ومما يؤسف له أن بعض المجتمعات قد استوردت السيارة ولم تستورد معها ثقافة استعمالها، ولم تتفهم قوانين وأنظمة سيرها وحركتها، والبعض قد يتفهم ذلك ولكنه يضرب به عرض الحائط، ويعرض نفسه ويعرض الآخرين للخطر، ويتلف الممتلكات بما فيها السيارة التي يستقلها.. وفي تصوري أن من يريد أن يعرف درجة وعي المجتمع وتحضره فما عليه إلا أن يلاحظ سلوكه المروري في الشوارع والطرقات.. إن المجتمع الذي لا يحترم قوانين المرور وأنظمته يعطي مؤشراً على عدم انضباطه وعدم احترامه للأنظمة والقوانين، ويعطي مؤشراً على نقص في وعيه وتخلف في درجة السلم الحضاري التي وصل إليها.. إن الأشخاص الذين يسدون الشارع لكي يتبادلوا الحديث وهم في سياراتهم يعكسون صورة غير حضارية، ويعتدون على حقوق الآخرين الذين يمرون في ذلك الشارع، وهؤلاء يجب أن يعاقبوا على فعلتهم، ومثلهم من يتجاوز جميع السيارات مستخدماً الطريق المخصص لمن يتجه يميناً، أو المخصص لمن يريد العودة إلى الاتجاه المعاكس ثم يعرض سيارته أمام أولئك الذي وقفوا قبله بانتظام، إنه بهذا يعتدي على حقوق أولئك الذين وصلوا قبله ووقفوا في مساراتهم بانتظام، وفيه مؤشر على تخلف من قام بهذا السلوك وهمجيته وجهله.. ومما يؤسف له كذلك أن مثل هؤلاء لا يعاقبون من قبل رجال المرور ولا يوقفون، وليست هناك توعية بخطأ مثل هذا السلوك. فاكس: 012283689
|
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |