قبيل انطلاقة كأس العالم 98 بفرنسا أُعلن في بريطانيا أن المهاجم الكبير والخطير بول جاسكوين عاد للمعسكر ثملاً فتم إبعاده من البطولة.. الإنجليز المعروفون بشغفهم وولعهم بالنجوم وجدوا العذر للاتحاد وللمدرب في إبعاد اللاعب لأنه لا يجتمع أداءٌ متميزٌ ونجوميةٌ وخمرٌ.. أولئك تعاملوا مع ذلك الموقف بصراحة وشفافية رغم أن الحانات في كل شارع وحي لأنهم يدركون أن القضاء على السلبيات يجب أن يبدأ بالاعتراف بوجودها وتواجدها.. مثل حادثة الكابتن الإنجليزي تتكرر في كل المجتمعات التي تريد القضاء على السلبيات وعلاجها وإيجاد السبل الكفيلة بالقضاء عليها. نحن هنا في المملكة تدفعنا خصوصيتنا وعاداتنا وتقاليدنا إلى أن نمارس دور النعامة في الكثير من الأمور لأننا نخجل أن نواجه مشاكلنا وبالتالي تبقى هذه المشاكل مطمورة فنمارس معها الهروب إلى الأمام وتركها خلفنا تتراكم وتكبر دون علاجها ومن أبرز وأهم وأصعب هذه المشاكل أن عدداً من نجومنا يشربون الخمر فتواروا ولم يقدموا ما كان مؤملاً منهم.. نعم الكثير من اللاعبين يحتسون الخمر بطريقة أقرب إلى الإدمان منها إلى التعاطي وكل الرياضيين يعرفون هذه الحقيقة ولكنهم يرفضون تناولها علناً لأنهم يعتقدون أن ذلك يعتبر تجاوزاً على العادات والتقاليد.. ما المانع أن يُلحق لاعبٌ بمستشفى الأمل لعلاجه من الإدمان؟.. هاهو مارادونا أعظم وأهم لاعب في التاريخ يذهب إلى كوبا للعلاج بينما نحن نرفض علاجاً مشروعاً للاعب في مستشفيات متخصصة لعلاج المدمنين..! أنا متأكد أن مواجهة هذه المعضلة بصراحة وشفافية سيعيد لنا الكثير من اللاعبين الذين اُبتلوا بشرب الخمر وسيُقضى على هذه الظاهرة التي باتت تهدد المحترفين الذين يسهرون الليل وينامون النهار ويحضرون للتدريبات ثملين.. نعم ثملون ومَنْ لا يعجبه هذا الكلام فليسألْ إدارات الأندية فلديها الكثير من الأنباء المزعجة.
|