سعادة الأستاذ رئيس تحرير جريدة (الجزيرة) وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فإنها لسعادة بالغة ممزوجة بالألم مع الفأل بزبد الألم ومكث الأمل في الأرض.. تلك التي شعرت بها وأنا أقلب الجزيئات الترابية في (بطحاء) الأستاذ العُمري.. وأطئمن سعادتكم والأعزة قراء وقارئات (الجزيرة) بأن لا أطيل أو أجزئ ما أريد فقد كفاني الأستاذ العُمري ذلك. ولكني رأيت أنه من الواجب الوطني أن أفعِّل (بتشديد العين وكسرها) دور المجهر لهذه الجزيئات الترابية الخطرة من درء سريان جواثيم جزيئاتها وذلك سيساعد كثيراً ويسهم بشكل فعال في تحققه بوقت قياسي ومردود اقتصادي واستقرار أمني في هذا الوطن المعطاء. أولاً: أشاد الأخ سلمان العُمري في مقاله (في كل منطقة (بطحاء) بانتظار التطهير) المنشور في جريدة الجزيرة (ص 41) يوم الأربعاء 27-2-1426هـ بالحملات الواسعة التي نفذتها الجهات الأمنية في البطحاء وقلب مدينة الرياض التي حققت ضبط (مئات) المخالفات والجرائم وحول كلمة (مئات) هول وفزع وروع يستلزم ويستوجب ويتطلب (آلافاً) من العقول الجادة المخلصة الوطنية ولن يخذل الله تعالى هؤلاء بفكرة قد تقضي على ذلك الهول من الجرائم والمخالفات وأولئك أخي القارئ وأختي القارئة هذه القصة التي خطرت (للتو): كنت قبل سنوات واحداً من أكثر من (150) طالباً يستمعون في قاعة كبيرة لأحد المحاضرين بدأ فضيلته المحاضرة بطلب كل طالب أن يقول اسمه ثلاثياً وبشكل سريع واحداً تلو الآخر.. وكان الدكتور منصتاً فقط حريصاً على السرعة والترتيب حفاظاً للوقت وبدأ يحاضر، وفي أثناء المحاضرة يطلب فوراً من طالب في المؤخرة أن يجيب على سؤال يناديه باسمه الأخير وتراه بعد لحظة ينبه آخر إلى الإصغاء باسمه الأول وفجأة يطلب تعليقاً من طالب ذكر اسمه رباعياً وكان هادئاً جاداً.. وقد ذهل جميع الطلاب ذهولاً شديداً.. ثم سألته بعد المحاضرة وناشدته بالله هل أنت قد حفظت الأسماء بهذه السرعة؟ ولما رآني مهتماً قال لي جملاً من الكنوز، وعندما سألته عن حفظ الأسماء قال: أنا لم أحفظ غير الأسماء الأربعة التي ذكرتها أثناء المحاضرة.. ثم قال ألم تلاحظ يا بني أنها أول محاضرة وقد أدرك الطلاب أنني مهتم جداً بهم وظهر في بال كل طالب أنني أعرفه وفي المحاضرة القادمة ركز وسترى. وأنا أقول لكل من خاطبه العُمري: فكروا وركزوا فقط وستستفيدون.. ومن أقل الفوائد أن الجميع سيتفاعل معكم.. وأما الأخرى ستغني عن حملات كثيرة ومن الجرائم وقد تزيل مئات المخالفات والجرائم. ثانياً: عندما ندخل الوساطة في موضوعات العبث بأمن الوطن وأنظمته والاستهزاء فيه فإن السخرية بالأمن والأنظمة والاستهزاء، ستتضاعف بشكل يجعل كل مخلص يغلي فلا مجال ولا قرابة ولا صلة بين الشفاعة وأمن الوطن مهما كانت القرابة والصلة. ثالثاً: عندما يتأمل من يكتب هذه (المئات) من الجرائم والمخالفات التي ضبطتها الجهات الأمنية مشكورة يجدها إرهاباً بذاتها ودعماً قوياً نعانيه من الإرهاب وأهله.. والصلة واضحة لا تحتاج إلى مزيد بيان. رابعاً: أناشدك أخي الكاتب بالله وأصدقك القول أيامنا هذه مع الأسف الشديد والحرقة المؤلمة التي نراها في ضعف مواصلة القراءة والاطلاع حتى بين أوساط المثقفين أمر مع مرارته أجده إلى ذلك ظاهرة العزوف عن الكتابة فضلاً عن التعقيب على مقال يهم جميع طبقات المجتمع فرداً فرداً من شتى النواحي دينياً، واجتماعياً، واقتصادياً، فأرح القوم يا سلمان فموضوعك (في كل منطقة بطحاء في انتظار التطهير) وأقولها ونشهد الله لا رياء ولا سمعة ولا نفاقاً ينبغي أن يكون موضوعاً لمؤتمر تشترك فيه الجهات الأمنية والمعنية الأخرى والجامعات، وإني أطالب كل مسؤول من هذا المنبر دراسة ذلك ودعوة الباحثين والدارسين إلى تنظيمه.. فهل هناك موضوع أهم مما طرقته يا أخي اليوم ثم عليك تقسيمه في حلقات وتلخيصه في النهاية مع التوصيات. أسأل الله أن يحقق الأمل، وأن يعيد بطحاءنا كما كانت نظيفة باهرة عفيفة طاهرة فيها تلكم الوجوه الناضرة المتعلقة الناظرة للخير والخير مقبل بإذن الله.. واعذروني أيها القراء فقد حاولت الوفاء بالاختصار ولكننا في زمن قل فيه الوفاء وانقلبت فيه المفاهيم ولكننا متفائلون خيراً.
د. سليمان بن محمد الصغير |