أكدت النتائج التي حققتها الزيارة التي أنجزها سمو ولي العهد لجمهورية فرنسا المكانة الدولية المتميزة للمملكة العربية السعودية، ودورها الإقليمي البارز كدولة محركة للأحداث، ومساهمة بفاعلية في صنع القرار الإقليمي، ومشاركة بقوة في القرار الدولي؛ إذ أوضح البيان الختامي للزيارة أهمية التفاهم والتنسيق حول العديد من القضايا التي بحثها سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس حكومته. ولا شك أن الوصول إلى تفاهم مع دولة كبرى كفرنسا لها مكانتها وريادتها في المجالين الدولي والإقليمي الأوروبي كدولة قائدة ومؤسسة للاتحاد الأوروبي، والوصول مع قادتها الذين يعدّون أحد الرموز الدولية المؤثرة في هذا العصر، كالرئيس جاك شيراك، واقتناعهم بواقعية وموضوعية المواقف العربية التي حملها سمو ولي العهد والحلول التي تتضمنها، ومنها المبادرة العربية التي أقرها القادة العرب في بيروت وأعادوا تأكيدها في قمة الجزائر، لا بد أن يعزز كلّ ذلك الموقف العربي الساعي إلى إقرار السلام في الشرق الأوسط دون النيل من الحقوق الفلسطينية المشروعة. كما أن تطابق الموقفين الفرنسي والسعودي في نظرتيهما لأبعاد ما يحدث في لبنان والعراق وأجزاء أخرى في الوطن العربي وما يحيط به، لا بد أن يؤسس لأرضية تسهم كثيراً في إيجاد حلول ناجعة لتلك القضايا التي تؤرق شعوب المنطقة وتهدّد الاستقرار والسلام العالميين. وكون زيارة الأمير عبد الله بن عبد العزيز لفرنسا هي فاتحة لجولة ستشمل محطات دولية مهمة كالولايات المتحدة الأمريكية وكندا، فإن ما تمخضت عنه من نتائج إيجابية في المحطة الأولى (فرنسا) لا بد وأن يمهد لنتائج إيجابية أخرى تعزز المكانة الدولية المتقدمة للمملكة، وتزيد من مساحة الجهد السعودي المتميز لتحقيق مزيد من الدعم للقضايا العربية العادلة، وتظهر أهمية المشاركة السعودية في تعزيز السلام والأمن العالميين.
|