قرأت في بعض صحفنا أن أستاذنا الدكتور محمد الربيّع وكيل جامعة الإمام ورئيس النادي الأدبي بالرياض قد ألقى محاضرةً بالنادي الأدبي في بريدة بالقصيم عنوانها: (الأدب السعودي في جامعاتنا)، فرجوتُ أخي الدكتور حسن الهويمل رئيس النادي أن يعطيني نسخة من المحاضرة، فقال: إن المحاضر لم يعطهم نصاً، ولكن سيبعث إليَّ بنسخة من تسجيلها، وقد وفَّى مشكوراً! * وقبل أن أستعرض ما ألقى به المحاضر الكريم من نص وددتُ أن أعلن أن أدبنا مغيَّب في مناهج التعليم العام.. وأنني متابع للمقررات المدرسية في التعليم العام، فلم أرَ من نتاجنا الأدبي فيها إلا نتفاً لا تغني فتيلاً، أبياتاً من الشعر أو سطوراً نثرية، ويُذكر اسم الشاعر أو الكاتب دون إضافة أي شيء لأي منهما كتعريف.. ولذلك فإن الطالب ليس عنده أي تصور عن أدبائنا وشعرائنا.. وأنا لم أستغرب حين سمعتُ أن طالباً في المرحلة الثانوية حين سُئل عن أديبنا الكبير الأستاذ عزيز ضياء رحمه الله قال الطالب: أهو لاعب كرة قدم؟ إنها حال لا تُضحك، وإن قيل: إن شر البلية ما يضحك، ولكنها حال تُبكي. * والسبب عن جهل أدبنا في مناهج وزارة المعارف بالأمس، ووزارة التربية والتعليم اليوم، وإن كانت كلمة التربية لم تُضف شيئاً، وإنما هي إضافة بلا مضمون.. ذلك أن الذين يُوكل إليهم عمل مناهج النصوص والمطالعة ليسوا متخصصين، وإنما هي أسماء قد أُقحمت فيما ليس من شأنها، ولكن من أجل أن تأكل عيشاً أو حتى (جاتو) إذا لم يُتح الخبز، فجاءت السطور التي أُريد لها أن تكون ولو (غصباً) أدباً من شعر ونثر في جزئيات ليس لها مدلول يُذكر، باسم نصوص جوازاً أو وجوباً لا أدري، ولعل النحاة يدرون.! * تلك هي حال أدبنا في التعليم العام في مدارسنا لجنسين، في وزارة ضخمة كماً وكيفاً، فيها رجال: وزير، نائب وزير، ووكلاء وزارة، ووكلاء مساعدون، ودكاترة وعمداء، ومختصون، ومتخصصون، وكما قيل: حدِّث عن البحر ولا حرج! * غير أن كيان وزارة المعارف أو الاسم الجديد وزارة التربية والتعليم شيء وموضوع المناهج أو دعوني أقول نصيب أدبنا في مناهجنا ومدارسنا وعند طلابنا وطالباتنا لا شيء يستحق الذكر، وإذا كان هناك مَن يعترض على هذا الاتهام فبيني وبينهم الكتب المقررة بالأمس واليوم، ليرجع إليها مَن يحاجج ثم يلاقني حيث شاء بما تحقق عنده إذا كان يخالف ما ألقيتُ به من قبل، وما ألقي به اليوم. أما إذا كنا نلتقي على كلمة سواء، وينضم صوته إلى صوتي، ونقول معاً لوزارتنا: اتقي الله في أمانتك، وراجعي تقصيرك، وأعطي القوس باريها في أمر نصوص أدبنا واختيارها وتقديمها لطلابنا وطالباتنا؛ لأن واجب الوزارة أن تختار مَن يحسن الأداء وتقديم نصوص خليقة أن تُقدَّم لناشئتنا، كي يعلموا أن لنا زاداً من معرفة ينبغي أن يُحاطوا به ويعوه كما ينبغي..!
|