رسالة مفتوحة
عبدالرحمن بن محمد السدحان

إلى الوالد العزيز أبي عصام السالم!
صاحب المعالي الأب الحنون الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله السالم حفظه الله
مستشار خادم الحرمين الشريفين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فألف تهنئة لنا جميعاً وألف دعاء لكم يا سيدي بمناسبة نيلكم الثقة السامية بتعيينكم مستشاراً لمولاي خادم الحرمين الشريفين بالديوان الملكي، وأرجو الله الكريم أن يهبكم المزيد من الصحة والسعادة وطول العمر وأنتم تستأنفون مشوار العطاء البار خدمة لهذا الكيان الخالد.
أما بعد يا سيدي:
ففي عنقي لك دينان تنوء بهما سنين عمري، شكراً وعرفاناً.
الأول.. حين منحتني ثقتك الكريمة بتزكيتي لدى ولاة الأمر أيدهم الله لشغل منصب نائبك في الأمانة العامة لمجلس الوزراء قبل نحو عقد من الزمان، ثم كان بعدئذ ما كان من أمري في هذا الجهاز الذي شرفت بخدمته تحت رايتك عشراً من السنين، حاولت خلالها أن أكون قريباً من تطلعاتك، حريصاً على بلوغ توقعاتك، وطامعاً في رضاك، أفلحت جهودي في أشياء، وتعثّرت خطاي في أشياء، وكنت أنت لي بين هذا وذاك.. بعد الله، نعم الناصح الأمين والمعلم الصدوق والرافد الحنون!.
ثم (حلّ) الدَّين الثاني بترشيحك لي (خليفة) لك في حمل الأمانة، وقد وهبتني بهذا الترشيح من ثقتك ثقة.. ومن عطفك حافزاً، ومن نبلك إرادة وعزماً كي أكمل مشوارك فيما فعلت اقتفاءً لخطاك، واهتداءً بمآثرك، وتأسيّاً بحلمك وحكمتك، وأرجو الله، أن أكون بعد ذلك أهلاً للثقة التي أُوليت إياها، بدءاً ونهاية، وأن يعينني على حمل الأمانة الكبيرة من بعدك تشريفاً لها وبذلاً.
واليوم يا سيدي، وأنت تباشر مهام عملك الجديد مستشاراً لمولاي خادم الحرمين الشريفين - أيده الله -، أقول بكل إيمان وثقة إنك لا تُهَّنأ بهذا المنصب.. لكن بمثلك تُهنّأُ المناصبُ وتَهنَأُ.