** لا شك أن كل إدارة من رئيسها.. هكذا يقول المثل الدارج.. بمعنى.. أن رئيس هذه الدائرة أو تلك.. هو الذي يصنع الفشل.. وهو الذي يصنع النجاح.. وهو الذي يقود الإدارة إلى القمة والتفوق.. وهو الذي يقودها إلى التراجع والفشل والسقوط. ** رئيس أي إدارة أو دائرة.. هو مفتاح الفشل والنجاح.. ابتداءً من الموظف الصغير رئيس قسم الصادر أو الوارد.. أو الأرشيف الصغير، ومروراً بالبلديات والإدارات وفروع الوزارات.. وانتهاءً بمواقع أخرى.. للمسؤول الأول فيها دور للنجاح أو الفشل. ** بعض محافظي المحافظات.. لا يعرفه أحد.. ولم يمر اسمه عليهم.. حتى بعض سكان المدينة نفسها.. لا يعرف اسمه بالضبط، فهو كما يقول المثل الشعبي: (مثل بيض الصَّعُو.. يذكر ولا يشاف)، ذلك أنه كسول يميل إلى الراحة والتخفي.. و(ماله ومال المشاكل) و(ماله ومال الناس ووجع الراس)، فلا يهمهم ولا يعنيه أي شيء داخل المحافظة.. غير أنه يداوم بعض الساعات و(يمشِّي) المعاملات حتى لا تتوقف.. أما الباقي.. فالسلامة منها (مَغْنَمْ) و(الناس مالهم غاية) و(الناس ما يرضيهم شيء) وهذا (وهوب شغله). ** هؤلاء.. هم من فئة الذي لا يهش ولا ينش.. والقضية كلها أنه موظف مسؤول عن مجموعة موظفين.. هم منسوبو المحافظة التي يديرها وبس.. والمهم عليهم ألا ينسوا الراتب آخر الشهر.. وأن تستمر العلاقة (وطيدة) مع رئيس البلدية.. ومع (القاضي).. ومع مدير الزراعة. ** أتذكر هذا في جولاتي في بعض المحافظات وبعض المدن والقرى. ** بعض المحافظين.. عندما تزوره.. أو يصادفك.. تعجز عن التخلص منه.. ** يحرص على أن يطلعك على كل شيء (السلبي والإيجابي).. الصح والخطأ.. ** يحاول استثمار كل شيء لصالح المحافظة.. ** يدعوك لأكثر من مائدة غداء.. وعشاء وفطور.. و(معروض) ما تشوف آخره.. ويسهل لك كل مهامك.. ويمشي معك.. وعندما تسأله عن أي شيء.. تجد الجواب جاهزاً عنده.. لأنه يعرف كل شيء داخل المحافظة.. ولأنه يُعد مرجعاً عن مشاكل وهموم وشجون المحافظة. ** تجد له علاقة وثيقة مع الناس.. كل الناس.. ومع مسؤولي الجهات الحكومية والأهلية.. ومع قادة الدوائر الحكومية في العاصمة.. تجده شعلة من النشاط والحركة والحيوية. ** أما الآخر.. فهو كسول.. تسلم عليه.. فقد يرد السلام.. وقد يهز رأسه ثم يسحب يده.. ولو سألته أو ناقشته في أي شيء.. لما استطاع أن يجيب عن سؤال واحد.. حتى داخل محافظته لا يريد أن يسمع شيئاً.. أو يشاهد شيئاً.. ولا يريد رأياً ولا نقداً ولا حواراً.. ولا يريد (صداعاً) ولا (وجع راس). ** أتذكر هذا كله.. أثناء زياراتي لعدد من المحافظات. ** أتذكر هذا.. عندما أزور مدناً مثل مدينة عنيزة.. وتجد المحافظ ووكيله وهما شعلة نشاط.. إنجازات.. وعطاء وعمل لا ينقطع.. ومدينة من أجمل المدن.. مدينة رائعة الجمال.. مليئة بالنشاط والمناشط والحيوية والحركة. ** وأتذكر هذا أيضاً.. عندما أزور مدينة كروضة سدير.. عندما أرى النظافة والجمال والمدينة المثالية.. وهكذا البدائع ورياض الخبراء. ** تشاهد ما يثلج الصدر.. ويسر الخاطر.. وهكذا مدن أخرى كمحافظة شقراء ومحافظة (إن شاء الله) تمير.. وغيرها.. تجد لمسات للبلدية.. يعكس نشاطها وجهودها ودورها.. ويعكس دور ونشاط وهمة المحافظ ورئيس البلدية. ** ولكن.. في مدينة ضخمة عملاقة.. كبريدة.. يغيب ذلك.. فمنذ دخولك هذه المدينة مع الطريق الجنوبي أو مع الطريق الجديد.. فابحث عما يلهيك ويشغلك عن مشاهدة الطرق. ** ابحث عن فصفص.. أو (علْك) أو تشاغل في الراديو.. أحسن من مشاهدة بعض الشوارع. ** لقد ظُلمتْ هذه المدينة العملاقة و(وش تعد.. وش تخلّي). ** في بريدة.. الملامح الجمالية تغيب.. والمشاهد الرائعة قد لا تتوفر.. وربما نلتمس لبلدية بريدة العذر.. في أن حجم المدينة أكبر من إمكانات البلدية.. ولهذا.. فنحن نطالب تحويل بلدية بريدة إلى أمانة.. لأن مدينة بريدة مدينة عملاقة تستحق أن تتحول إلى أمانة. ** المشكلة.. أن في بريدة.. لا يوجد شارع واحد يفتح النفس.. حتى الأشجار الموجودة في الشوارع من أسوأ الأنواع.. وإن كان هناك إنجاز لبلدية بريدة.. فهو (مجلبة البعارين). ** وهكذا مدينة الرس.. هي الأخرى.. رغم ضخامتها وتباعد أطرافها.. هي الأخرى تغيب عنها اللمسات الرائعة. ** في محافظة الرس.. لا حس.. ولا خبر.. ولا من يهش.. أو يحرك ساكناً.. وكل الأمور (راكدة) والمدينة العملاقة تشتكي من غياب كل شيء. ** حتى إدارة الطرق.. أحسنت صنعاً.. عندما أغفلت اسم هذه المدينة الكبرى من قائمة أسماء المدن.. حتى لا تعرف طريقها.. وتفاجأ بواقعها.. ولأن ضياعك واستمرارك في (درب المدينة المنورة) أحسن من (طقْ اللَّطمة) و(الدوخة) و(العوسة) من رائحة المجاري.. التي تصرع (البعارين). ** هذه لمحة سريعة عن بعض المدن.. والبقية تأتي إن شاء الله.
|