Saturday 16th April,200511889العددالسبت 8 ,ربيع الأول 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

اتصالات لإنقاذ الشركة من الإفلاساتصالات لإنقاذ الشركة من الإفلاس
سيارات روفر هل تطيح ببلير في الانتخابات البريطانية القادمة؟

* لندن - طلال الحربي:
قام ممثلو عائلات ستة آلاف من العاملين في مصنع شركة (إم جي روفر للسيارات) في لونجبريدج بمدينة بيرمنجهام بشمال انجلترا بتسليم رسالة احتجاج إلى رئاسة الوزراء البريطانية طالبوا فيها الحكومة ببذل المزيد من الجهد لإقناع الشركة الصينية التى تسعى للاستحواذ على الشركة البريطانية باعتباره الأمل الوحيد المتبقي لمنع انهيار الشركة وتسريح العاملين فيها. وقد تظاهر العشرات من عائلات وأطفال العاملين في شركة ( إم جى روفر ) للسيارات المهددة بالإفلاس أمام مقر رئاسة الوزراء في لندن الأربعاء الماضي بعد أن تدفقوا في حافلات خاصة من مدينة برمنجهام إلى العاصمة البريطانية في الوقت الذي اشتعلت فيه حملة الانتخابات بإصدار حزب العمال الحاكم البرنامج الذي سيخوضه على أساسه الانتخابات المقبلة في الخامس من شهر مايو المقبل.
وكانت شركة ( ام.جي روفر) لصناعة السيارات قد نفت أنها في سبيلها إلى إشهار إفلاسها، وقال بيان للشركة، التي تعتبر آخر شركة كبرى لصناعة السيارات في بريطانيا إنها طلبت المشورة من المحاسبين الذين يعملون لحسابها بشأن موقفها المالي في الوقت الحالي.
وأفادت أنباء تصدرت الصفحات الأولى في الصحف البريطانية خلال اليومين الماضيين أن الشركة شرعت في إجراءات إشهار إفلاسها، وانه تم وضعها تحت الحراسة القضائية بعد رفض الحكومة البريطانية تقديم تمويل عاجل يصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني (حوالي 180 مليون دولار) لإنقاذ الشركة ومنع تسريح العاملين فيها. وكانت الشركة التي يبلغ عمرها مائة عام والتي أنتجت سيارات (ميني و لاند روفر) تأمل في أن تتقدم شركة شنغهاي اوتوموتيف اندستري كورب للاستثمار فيها لتمكينها من الاستمرار في الإنتاج، لكن الشركة الصينية تراجعت عن ذلك مما أدى إلى انهيار (إم.جي روفر ) بما يهدد وظائف ستة آلاف عامل في مصنعها في لونجبريدج بالقرب من برمنجهام ثاني أكبر مدن بريطانيا.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني تونى بلير مؤخرا ان الفرصة لا تزال قائمة للتوصل إلى صفقة يتم بمقتضاها إقناع شركة شنغهاي لصناعة السيارات للاستمرار في عملية شراء شركة (أر جى روفر) البريطانية لصناعة السيارات.
وقال بلير في لقاء مع قيادات الشركة في مدينة برمنجهام البريطانية حضره وزير الخزانة جوردون براون أمس الجمعة انه أجرى اتصالات مع مسئولي الشركة الصينية ويأمل في أن تؤتى تلك الاتصالات ثمارها خلال الفترة القليلة المقبلة مما يحول دون فقدان ستة آلاف عامل في الشركة لوظائفهم إضافة إلى فقدان آلاف الوظائف في الشركات الصغيرة التى تقوم بتوريد مستلزمات الشركة البريطانية في برمنجهام والمناطق القريبة منها.
وقد تضرر نحو 15 ألف عامل آخرين لدى الشركات الموردة لروفر حيث أشارت الأنباء إلى أن قرار شركة روفر جاء في أعقاب فشل المحادثات التي كانت تجريها مع شركة شنغهاي أوتوموتيف لصناعة السيارات بشأن تكوين شراكة معها وأكد بلير لقيادات الشركة البريطانية ان الحكومة ستبذل ما في استطاعتها لصيانة أرزاق ووظائف العاملين في تلك الشركة والشركات الأخرى المرتبطة بها في برمنجهام وما حولها بحيث يتعين أن يقوم الجميع بتشمير الأكمام والإنكباب على العمل وزيادة الإنتاج وبالتالي زيادة الوظائف والتكاتف حتى يتم إنقاذ الموقف.
وكانت شركة روفر - التي يعمل فيها ستة آلاف عامل وموظف في مصانعها قرب مدينة بيرمنجهام - قد أوقفت إنتاجها بعد أن تناقصت مبيعاتها بدرجة كبيرة ، وتحولت قضية هذه الشركة إلى قضية رأى عام في ظل احتدام الحملات الانتخابية بين الأحزاب الرئيسية في بريطانيا قبيل الموعد المحدد لإجراء الانتخابات العامة يوم الخميس الخامس من مايو المقبل.
وعرضت الحكومة البريطانية مبلغ 40 مليون جنيه إسترليني (حوالي 75 مليون دولار) كمساعدة مالية لمصنعي مكونات سيارات الشركة، من اجل إنقاذ وظائف العاملين هناك. وقالت باتريشيا هيويت وزيرة الدولة للصناعة والتجارة البريطانية ان هذه الحزمة من المساعدة للشركات المزودة لشركة روفر بالخدمات والمكونات الصناعية وغيرها تظهر التزام الحكومة تجاه الصناعات في منطقة ويست ميدلاندز الصناعية بعد أن أدى توقفها عن توريد المستلزمات لمصنع آر جى روفر في لونج بريدج ببرمنجهام إلى توقف خطوط الإنتاج في المصنع.
وأضافت هيويت إن الاتحادات العمالية تتعاون مع الحكومة من أجل ضمان استمرار صناعة السيارات في المصانع الموجودة في لونجبريدج.
وتصدرت أنباء مشكلة روفر الصفحات الاولى للصحف البريطانية ونشرات الاخبار التلفزيونية في وقت يشن فيه بلير حملته الانتخابية على أساس السجل الاقتصادي المتميز لحزب العمال الحاكم.
وقالت صحيفة (فاينانشال تايمز) ان حزب العمال بدأ في تدشين حملة مكثفة لتقليل الأضرار، فيما قالت صحيفة ديلي ميل ان انهيار روفر قد يلقي بظلاله على الحكومة يوم الانتخابات المقررة في الخامس من مايو، وأكدت صحيفة التايمز ان هذه الأنباء تأتي في ظل تصدر قضايا الاقتصاد الحملة الانتخابية لحزب العمال الحاكم. وبيعت الشركة التي اسسها الانجليزي اللورد اوستن عام 1905 من قبل لشركة (بي.ام دبليو الألمانية) في التسعينات لكنها عادت للملكية البريطانية عندما باعتها (بي.ام.دبليو) لشركة فينيكس القابضة قبل أربع سنوات.
وقال توم دونيللي الخبير في صناعة السيارات من جامعة كوفنتري القريبة ان روفر كانت تحتاج لاستثمارات كبيرة وموديلات جديدة بسرعة لتتمكن من البقاء، لكنها لم تحصل على ذلك في عهد بي.ام.دبليو وعندما جاءت فينيكس كانت (بي.ام.دبليو) قد اخذت بالفعل أفضل ما في الشركة البريطانية بحصولها على مصنع محركات روفر القريب من برمنجهام. ومن الواضح انه في حالة انهيار الشركة فإن بعض المحللين يرجحون ان يكلف ذلك رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أصواتا كثيرة في الانتخابات العامة البريطانية، المزمع اجراؤها في الخامس من شهر مايو المقبل.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved