|
انت في "دوليات" |
|
وإن طغت المواضيع والقضايا السياسية على أجندة مؤتمر القمة العربية في الجزائر، إلا أن القمة ناقشت قضايا بالغة الأهمية منها: مشكلة البطالة في العالم العربي التي بحثتها القمة عبر توصية من وزراء الخارجية، فهذه المشكلة كما يرى الوزراء تتفاقم عاماً بعد آخر الأمر الذي يزيد من تراكم الآثار السلبية على وضع العمالة العربية، فقد أظهرت التقارير الرسمية ومنها تقرير منظمة العمل العربية التي أشارت إلى اتساع هذه المشكلة، أن عدد الشبان العرب العاطلين عن العمل بلغ أكثر من 12 مليون شخص أي ما يساوي 14 في المائة من القوة العربية العاملة التي تبلغ في الوقت الحاضر نحو 98 مليون شخص فيما يتكدس ملايين العمال الأجانب في الأقطار العربية وخاصة في دول الخليج مزاحمين الأيدي العاملة العربية الباحثة عن فرص عمل في الوطن العربي، وتتوقع الدراسات التي قامت بها وزارات العمل في الدول العربية أن يكون في عام 2010م أكثر من 32 مليون شخص عربي يبحثون عن فرص عمل مع زيادة عدد السكان الناشطين اقتصادياً من 98 مليون شخص في الوقت الحاضر إلى حوالي 123 مليون شخص، وهذا ما دفع العديد من الدول العربية إلى طرح هذه المشكلة على اجتماعات القمم العربية بدءاً من قمة تونس ضمن تصورات الإصلاح وتطوير السياسة البينية بين الدول العربية، وهذا ما أدى الى إقرار البند الإصلاحي الذي حمل عددا من الرؤى لمعالجة هذه المشكلة التي تتفاقم والتي ستصبح قنبلة قابلة للانفجار إذ لم تعالج مبكراً، فحسب الدراسات تزيد البطالة في الوطن العربي بنسبة واحد في المائة سنوياً مما سيتسبب في خسارة للناتج الإجمالي العربي بمعدل 5.2% أي نحو115 مليار دولار وهو ما يعني ارتفاع المعدل السنوي للبطالة إلى 5.1 في المائة ويرفع فاتورة الخسائر السنوية إلى أكثر من170 مليار دولار وهذا المبلغ الذي لو أمكن تقليصه أو الحفاظ عليه من خلال معالجة المشكلة بإيجاد حلول عملية وواقعية لاستطاعت الدول العربية توفير نحو تسعة ملايين فرصة عمل وبالتالي خفض معدلات البطالة إلى الربع. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |