* القاهرة - مكتب الجزيرة - محيي الدين سعيد: طالب مفكرون ومثقفون مصريون جماعة الإخوان المسلمين إلى المبادرة بأنفسهم لدفع المخاوف الموجودة لدى الأحزاب والقوى السياسية الأخرى والمثقفين تجاه أفكار الجماعة وممارساتها.. وقال بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان في ندوة نظمها المركز أمس إن هناك توجساً لدى المراقبين إزاء موقف جماعة الإخوان من الديمقراطية رغم ما بدا في الفترة الأخيرة من تغيرات وتطور تدريجي في موقفها إزاء قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان والموقف من غير المسلمين.. مشيراً إلى أن التوجس إزاء هذه المواقف ينصب على معرفة مدى حريتها إلى جانب ما هو معروف عن الجماعة من استعداد للمناورة والانتقال من معسكر إلى آخر فيما أشار حسنين كروم مدير مكتب جريدة القدس العربي بالقاهرة إلى بدء مساهمة الإخوان في العمل السياسي والحزبي بدءاً من العام 1982م فيما اعتبر وقتها بانقلاب الجماعة على أفكار مؤسسها الراحل الشيخ حسن البنا الرافضة للتعددية الحزبية مطالباً بعدم محاسبة الجماعة على النوايا بعد إعلانها الإيمان بالتعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة ولالتزام بالدستور والقانون ونبذ العنف. من جانبه أشار الدكتور جمال عبدالجواد رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدرسات السياسية والإستراتيجية إلى ما وصفه بالنقلة الكبيرة في الفكر السياسي لجماعة الإخوان وإنتهاجها اتجاه اعتدالي وسطي ديمقراطي.. واعتبر عبدالجواد أن المشكلة التي يجب حلها هي التعريف بالجسد الكبير المجهول للجماعة وغير المعروف عنها لدى المثقفين والقوى الأخرى والشعب بشكل عام إلى جانب ضرورة كشف الجماعة عن صورة المجتمع الذي ترغب في بنائه وموقفها فيه إزاء الحريات الشخصية وحريات التعبير وغيرها من الحريات. وقال إن الإخوان يرفعون مطالب ديمقراطية لكن ذلك مازال غير كاف لطمأنة الآخرين تجاههم، فيما شن الدكتور جهاد دعوة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان هجوماً حاداً على جماعة الإخوان.. وقال إن أساس نشأة الجماعة جاء في إطار نشأة القوى المعادية للديمقراطية ودستور 1932م، مشيراً إلى أن الفكرة الانقلابية هي المفضلة إلى الجماعة وإلى جانب تفعيل العمل السري وهو ما يتصف به العمل الإسلامي بشكل عام في رأي عودة. من جانبه أشار الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إلى ما وصفه باستخدام الجماعة للأساليب الديمقراطية في إجرائها انتخابات داخلية بها لكافة الوحدات والمستويات وإجراء انتخابات لتولي المواقع المختلفه داخلها.. وأشار حبيب إلى أن الجماعة تطالب بحزب مدني ذي مرجعية إسلامية، مؤكداً أن الجماعة طرحت مبادرتها للإصلاح في مارس 2004م للنقاش العام وتبنت فكرة تشكيل لجنة الخمسين للإصلاح من ممثلي كافة القوى السياسية والأحزاب لتضع القواسم المشتركة فيما يتعلق بقضية الإصلاح السياسي.
|