حلقات أعدَّها : - ناصر العريج - تصوير - يوسف الجبري محطتنا في هذه الحلقات من حدود الوطن ستكون في حدود سدير.. هذه المدينة الهادئة التي نشأت وسط البساتين، فتميزت بخضرتها وأرضها الخصبة. حوطة سدير جغرافياً: حديثنا هنا عن حوطة سدير الواقعة شمال عاصمتنا الحبيبة وتبعد عنها بمسافة 140 كيلومتراً تقريباً وسدير بضم السين وفتح الدال فياء ساكنة فراء وأصله ذو سدر من أكبر أقاليم اليمامة وسدير معروف بمنطقة الرياض شرق جبل طويق. عزيزي القارئ لعل ما جمعته بين يديك من بعض المصادر يعطيك لمحة عن حوطة سدير: قاعدة بلدان سدير مما يقع في وادي الفقي، فالحوطة بفتح الحاء وإسكان الواو وفتح الطاء فتاء مربوطة والمراد به المكان المحاط إما بسور أو بمزارع أو بمرتفعات ويوجد بالمملكة نحو عشر مدن أو قرى اشتقت أسماؤها من الحوطة، وأشهر هذه المدن والقرى مدينتان: * حوطة سدير - حوطة بني تميم: * حوطة سدير اسم ذو شقيّن - الحوطة: بفتح الحاء وإسكان الواو وفتح الطاء فهاء مربوطة والمراد به المكان المحاط، وغالباً ما تكون الحوطة منطقة منخفضة نسبياً تحيط بها مرتفعات أو مزارع. وهاتان المدينتان بينهما رباط تاريخي كما سيأتي، وتقع مدينة حوطة سدير شمال شرق مدينة الرياض على بعد 170كم، أما حوطة بني تميم فتقع جنوب مدينة الرياض على بعد 180 كم تقريباً. - سدير: بضم السين وفتح الدال فياء ساكنة فراء، وأصله ذو سدر وهو أحد أقاليم اليمامة، بل من أكبر أقاليمها. قال الشيخ عبدالله بن خميس: وأقاليم اليمامة متعددة ثم عد منها إقليم سدير وملحقاته وقاعدته المجمعة وهو احدى محافظات منطقة الرياض إدارياً ويقع إقليم سدير شرق جبل طويق. موقع حوطة سدير: تقع مدينة حوطة سدير في السفح الشرقي من جبل طويق وسط وادي الفقي في منطقة الرياض على خط دائري عرض 25ْ و35 درجة وخط طول 45ْ و40 درجة. وتبعد ما يقرب من 140 كيلومتراً شمال شرق مدينة الرياض. ويحد إقليم سدير عامة من الجنوب (العتك) ومن الغرب (مرتفعات جبل طويق ومنحدراته الغربية) ومن الشمال (المرتفعات والقفار المشرفة على روضة السبلة وما حولها شرقاً وغرباً) ومن الشرق (جبل مجزل) ومن شماليها تنحدر أوديته من ظهر جبل طويق. - حوطة سدير هي قاعدة بلدان سدير مما يقع في وادي الفقي وأسفل وادي المياه وما حولهما، وهي تتوسط وادي الفقي في متسع منه هنالك. وتتميز الحوطة بخصوبة مراعيها علاوة على موقعها الفريد فأعلاها وادي الجوفاء وأسفلها قارة الركايا. الوديان والأقاليم من أبرز الأودية بإقليم سدير ما يلي: - وادي الفقي وروافده: وهذا الوادي ينحدر بروافده من قمة طويق مما يلي الحريّق (بتشديد الياء) بصيغه التصغير وما حوله وينتظم بلداناً وقرى ومزارعاً حتى يصب في رياض ومفائض قبل (العتك الأعلى) ثم يصب فيه ويجتمع بأودية أخرى ويسمى الآن (وادي سدير) أما الفقي فلا يذكر ولا يعرف به إلا قليل. وادي أبا المياه وروافده: جمع ماء وهناك عدة أودية تسمى بهذا الاسم، أما الذي نحن بصدده فهو في إقليم سدير، ذكره ياقوت الحموي عن الحفصي أنه (نواحي اليمامة) قال وأول ما يسقي (جلاجل) وعلى هذا فإنه ينحدر من جبل طويق وينحدر مشرقاً ثم يلتقي أخيراً مع وادي الفقي في مفائض هنالك ورياض. - وادي جوي. - وادي المشقر وروافده. - وادي تمير. - وادي الغاط. لقد أفضنا في ذكر وادي الفقي ووادي أبا المياه لأن مدينة حوطة سدير تقع بينهما، فهي تقع في وسط وادي الفقي في متسع منه وأسفل وادي المياه وعلى هذا فإن موقعها الجغرافي يقع على خط دائري عرض 25، 35 درجة، وخط طول 45، 40 درجة. المساحة: تبلغ مساحة حوطة سدير أكثر من 650 هكتاراً وهي مساحة قابلة للزيادة، حيث هناك نمو عمراني متزايد باتجاه الناحية الشرقية وذلك بسبب وجود عوائق طبيعية من الجهات الأخرى. الأودية والشعاب والبراري التي تحيط بحوطة سدير: يحيط بالحوطة عدة أودية وشعاب وبراري منها: - وادي سدير: (الفقي) تقدم ذكره. - وادي أبا المياه: تقدم ذكره وهذا الوادي من جهة الشمال الشرقي. - وادي الأمالح: وهو أحد روافد وادي سدير (الفقي) وقد أقيم عليه سد مدينة حوطة سدير وله عدة روافد من الشعاب مثل: - العذب: وهو عبارة عن جبل يوجد بأسفله فتحة كبيرة يجتمع بها الماء من الجبل مما جعله مكاناً للنزهة والسياحة لإهالي حوطة سدير، وقد سمي بهذا الاسم لعذوبة مائه وصفائه وبرودته. - أبو قاطور: جبل مقوّس الشكل يقع في الجهة الشمالية الغربية من مدينة حوطة سدير، ويبعد حوالي 5 كم ويرتفع هذا الجبل حوالي 25 متراً تقريباً، وتوجد أرض منبسطة حول هذا الجبل صالحة للجلوس وسمي بهذا الاسم، لأن الماء يقطر منه طوال العام ولهذا يعد من المعالم السياحية بالمدينة. - جبل أبا القلمان: ويبعد عن مدينة الحوطة حوالي 2 كم وهو جبل مقوّس منحوت يخرج منه الماء بين الصخور ويجتمع في ثلاث حفر كبيرة في الصخور مما يجعله كذلك مكاناً للنزهة والسياحة، وهذه الشعاب المنحدرة من هذه الجبال وغيرها تعد رافداً أساسياً لوادي الأمالح. - العنانية: وهذا الرافد من أكبر الروافد لوادي الأمالح وهو يقع جنوب المدينة، وقد ذُكر في المصادر القديمة باسم العنابة، وكان هذا الشعيب يسيل تجاه وادي أراط وقد بذلت محاولات من أهالي الحوطة لصرفه لوادي الأمالح لكن لم تنجح حتى جاء عام 1386هـ، حيث وضع سد وشق الجبل لصرفه لوادي الأمالح. - وادي أراط: قال ابن بليهد (وذو أراط موضع معروف عند جميع أهل نجد بهذا الاسم وإلى هذا العهد، وهو واد يصب من جبل طويق متجهاً إلى جهة مطلع الشمس، جاعلاً وادي سدير على شماله، وهذا الوادي موجود بهذا الاسم إلى هذا العهد ترعاه ماشية جميع قرى سدير، وتعضد الكلأ منه، وهو كالحما تقيم بها إبلهم وأغنامهم) انتهى قول ابن بليهد. ويقول عبد الله المعجل -رحمه الله- في كتابه: حوطة سدير.. وهذا الوادي وما يحيط به من سلسلة من جبال طويق ومن أودية، فاصل بين إقليم الوشم وسدير والآن انتشرت به المزارع الكبيرة لأهالي منطقة سدير وهذه الشعاب والأودية تحيط بالحوطة من جهة الشمال والشمال الغربي ومن جهة الجنوب، أما من جهة الشرق والشمال الشرقي فيوجد وادي أبا المياه كما تقدم وبعض البراري والجبال كالملحق والودي والزويلة والعبلة والشريحات وتمتاز هذه القور والجبال بالصخور السوداء إلى أن يصل مكان يسمى (العُبِيد)، ثم تأتي بعد ذلك جبال مجزل وهي جبال مرتفعة وعظيمة وأغلب صخورها سمر اللون وضبطه كالتالي: ضم الميم وفتح الجيم وتشديد الزاي قال أبو عبيد البكري في معجمه: (جبل في ديار بني تميم). طبوغرافية حوطة سدير: تبين من المعالم الطبوغرافية لحوطة سدير أنها عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال من جميع الجهات ويخترقها وادي سدير، ويصب قبل دخوله المدينة وادي الأمالح المقام عليه سد الأمالح ويحيط بوادي سدير مزارع من جميع الجهات حيث تقع المدينة القديمة وسط الوادي، ويمتد اتجاه النمو العمراني في الاتجاه الشرقي بنسبة 95% وذلك لوجود عوائق طبيعية من الجهات الأخرى، إضافة لتوافر الأراضي الحكومية الصالحة للتخطيط. ويغلب على جيولوجية المنطقة الصخور الرملية الجيرية. ويوجد بالحوطة العديد من الشعاب كالمالح والعنابية، وكان العنابية يسيل من قبل تجاه وادي أراط، وعدل حديثاً حيث حُول إلى سد الأمالح من قبل الدولة وفقها الله. وتشغل مدينة حوطة سدير مساحة واسعة من وادي سدير ما يقارب من 150هكتاراً، وذلك وفق تحديد تم عام 1407هـ وهي الآن في اتساع عمراني وسكاني متزايد. المناخ: المناخ في منطقة نجد خاصة، وفي معظم بلدان المملكة العربية السعودية عامة مناخ قاري حار جاف صيفاً، بارد شتاءً، والأمطار تسقط في فصل الشتاء، أما المدى الحراري، فهو كبير جداً سواء اليومي أو السنوي. ويتصف مناخ هذه المنطقة بالارتفاع الشديد في درجة الحرارة صيفاً وخاصة في يونيو ويوليو وأغسطس ونصف سبتمبر، ويمتد في بعض الأحيان إلى نهاية شهر سبتمبر، وتبلغ درجة الحرارة العليا 45ْ والمتوسطة 27ْ والصغرى 11ْ وتعتدل درجة الحرارة نسبياً في شهري أكتوبر ونوفمبر. وتقع حوطة سدير ضمن نطاق الضغط المداري، لذا نجد المناخ شديد التأثر بالضغوط الجوية الآسيوية وتهب عليها رياح عدة منها الرياح الشمالية الشرقية (نسري)، والرياح الجنوبية الغربية. ومناخ حوطة سدير متقلب في فصل الشتاء، فنجد فيه اختلافات عدة، فبينما هو بارد في الساعات الأولى من الصباح لا يلبث أن يتحول إلى معتدل أو دافئ في النهار والأمطار التي تهطل على الحوطة تكون في فصل الشتاء وقلما تصيبها أمطار في الصيف، وعندما تهطل الأمطار وتجري السيول بامتلاء الأودية والشعاب تنشط عندئذ الزراعة وتتمتع الحوطة بمعدل أمطار يبلغ 140ملم، كما يصل معدل الرطوبة إلى 33%. المعالم الأثرية والمنتزهات الصحراوية: - القارة: تقع جنوب شرق الحوطة في قرية صبحا التاريخية التي محيت ولم يبق من آثارها سوى هذه القارة. وهي تل مرتفع عن سطح الأرض ما يقرب من 15 متراً تقريباً، وفي أعلى هذا التل ترتفع منارة يقال إنها منارة المسجد. أما عن مباني القارة القديمة فكانت مبنية بالطين والحجارة، وفي الجهة الجنوبية من القارة توجد آثار لبئر محفورة بها فتحتان: فتحة علوية، وأخرى جانبية. ولم يبق من عمق هذه البئر سوى القليل، لأن التراب والحجارة قد غمرتها بمرور الزمن. وأشار الهمذاني إلى هذه القارة فقال: ثم تمضي في بطن الفقي وهو وادٍ كثير النخيل والآبار فتلتقي قارة بلعنبر وهي مجهولة، والقارة أكمة جبل منقطع في رأسه بئر على مائة بوع ومن حولها الضياع والنخيل قال راجزهم: إنا بنينا قارة وسط الفقي من الدبابيب من سحِّ المطي ومن أمير جائر لا يرعوي لا يتقي الله ولا يرثي شقي - جبل أبو قاطور: هو جبل مقوس الشكل يتكون من كتل صخرية تتكاثر في أعلاه وفي أسفله، ومن بين هذه الصخور تنبت الأشجار والنباتات، وسمي بهذا الاسم، لأن الماء يقطر منه بصفة دائمة. ويقع الجبل على بعد ما يقرب من 5 كم من الناحية الغربية الشمالية لبلدة الحوطة، ويرتفع أكثر من خمسة أمتار عن سطح الأرض وتوجد أرض منبسطة حول هذا الجبل صالحة للجلوس والنزهة. - جبل أبو القلمان: يبعد جبل أبو القلمان عن جبل أبو قاطور ما يقرب من 2 كم تقريباً وهو جبل صخري مقوّس منحوت يخرج منه الماء من بين الصخور، وتوجد به ثلاث حفر يجتمع فيها الماء. - جبل أبو طليحة: يقع جبل أبو طليحة بجوار جبل أبو قاطور من الناحية الجنوبية، ويبعد عنه حوالي نصف كيلومتر تقريباً وأرضه صخرية ويوجد بأسفله فتحة كبيرة يجتمع فيها الماء. - الجبل الأوسط: هو عبارة عن جبل يقع بين أبو قاطور والعذب، وبه حفرة يجتمع فيها الماء، وأمثالها تعرف عند أهل نجد بالقلتة، وهي لغة فصيحة. والقلتة عبارة عن حفرة بين الصخور لا يقل عمقها عن متر. - العنانية: تقع جنوب الحوطة في طريق وعر جبلي، وهي عبارة عن عين ماء في طريق جبلي منخفض وقد بني بجوارها الآن سد وللعنانية شعاب فرعية، وكانت تسيل تجاه وادي أراط فعدل شعيب الأمالح مما يلي أحد روافده وهو المدعو غويمض سنة 1386هـ قامت بعدله الحكومة وفقها الله فاستفادت منه الحوطة فائدة جلّى. - جبل العذب: هو جبل طويق يقع بطريق العنانية. - أراط: فيه عدة أودية ذكرت بهذا الاسم قديماً، أشهرها أراط بسدير، وبعاليه نجد والشهرة اليوم لأراط الذي بسدير ولا يزال الاسم باقياً مستعملاً إلا أنه حرف إلى وراط. وذو أراط موضع معروف عند جميع أهل نجد بهذا الاسم وإلى هذا العهد وهو وادٍ يصب من جبل طويق متجهاً إلى جهة مطلع الشمس، جاعلاً وادي سدير على شماله. وهذا الوادي موجود بهذا الاسم إلى هذا العهد، ترعاه ماشية جميع قرى سدير وتعضد الكلأ منه، وهو كالحمى تقيم به إبلهم وأغنامهم. وليس في هذا الوادي قرى معمورة، بل جميع القرى محاذية لضفته الشمالية الشرقية، وإذا تماديت في وادي أراط مغرباً مصعداً هنالك ملتقى واديين كبيرين يسيلان في هذا الملتقى، ثم يكونان وادياً واحداً. هذان الواديان هما عوصا ويقبل من الشمال الغربي، والآخر الركية بتشديد الياء تصغير ركية، ويقبل من الجنوب الغربي وفي وادي عوصا شعب يدعى شعب الخير ويسيل في الركية شعاب منها: وادي الكلب (غير وادي الكلب الذي يفيض على المجمعة وحرمة) ويدفع فيه أيضاً قريان يقال لهما العراقيب ومن تحتهما شعب ضاحك.
|