6 رجب 1392هـ الموافق 15 أغسطس 1972م - العدد 404
التعليم للجميع
محمد الرجيعي

المؤسسات العلمية العليا المتنوعة بدأت تفتح سجلاتها لطلبة العلم والمعرفة.. وأخذ رواد العلم يقبلون على التسجيل، كل في تخصصه ورغبته العلمية..!.
وقد يجدر بالمرء أن يقول شيئا، أي شيء، عن هذه وتلك المؤسسات العلمية التي تصنع الرجال بشتى أنواع العلوم والمصارف ليخدموا مليكهم وأمتهم.. وحينما يحق لنا القول فإننا لا نتعدى الحقيقة بأن تنوع وتعدد مؤسساتنا العلمية العليا قد جاء ليسد باب العذر والتواني من جانب أبنائنا الطلبة الذين يبحثون عن العلم والمستقبل..!.
وقد يخطئ البعض منهم حينما يعتبر شهادة إتمام الدراسة الابتدائية نهاية لتحصيله العلمي، ويرى باصرار ان الشهادة الابتدائية مؤهل علمي يصل به الى مأربه في مسلك حياته المعيشية.. وهو لا يدري انه لم يصل بعد الى المستوى العلمي الذي يمكنه من خوض معركة العلم والايمان.. وهذا البعض الذي نشير إليه كثير بشكل مخيف في ابواب الدوائر الحكومية للبحث عن الوظائف الصغيرة.. ولعل هذا الشيء من جانب أبنائنا الطلبة بسبب عدم معرفة وتقييم مواصلة طلب العلم والتسلح به ليفرض نفسه في النهاية ويخدم بلده وامته وهو مرفوع الرأس، مزيحا عن بلاده ما تعانيه من نقص في الكفاءة العلمية الوطنية، لا سيما وبلادنا في هذا العهد الزاهر تريد بلهف وشوق سواعد ابنائنا ليخدموها باخلاص وتفان وتضحية..!.
ان الشيء الذي يحز في نفوسنا دائما تلك الاعداد الهائلة من ابنائنا الطلبة الذين يحصلون على الشهادة الابتدائية في نهاية كل عام دراسي وتتلاشى هذه الاعداد في سجلات المدارس المتوسطة وما في مستواها من مدارس.
اننا نريد منهم بذل الصبر ومواصلة السير قدما نحو علم رفيع افضل يرفع من شأنهم ويكون يدا قوية نبني به صرح بلادنا لتكون عالية شامخة مرفوعة الرأس غير عالة على سواعد من غير أبنائها.
ان حكومة جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز قد هيأت كافة السبل ليكون العلم سهلا وميسورا لمن يطلبه بالاضافة الى ما تمنحه من مكافآت مالية لسد حاجة من تعوقه المعيشة عن مواصلة الدراسة.. هذه السبل وتلك المنح المالية فرص لا تعوض الا باستغلالها، فسيروا على بركة الله.. وانهلوا دون تردد من معين العلوم والمعارف دون كلل او ملل.
وإلى الأمام يا شباب بلادي.