في مثل هذا اليوم من عام 1948 قامت عصابات الهاجاناه الصهيونية بارتكاب مجزرة بشعة في قرية أبو كبير الفلسطينية، ويعتبر الإرهاب إحدى الركائز الرئيسية عند الحركة الصهيونية، ولهذا تمت ممارسته بشكل مدروس ومنظم على امتداد سنوات الانتداب، فبينما عمل حاييم وايزمان على الصعيد السياسي لتحقيق الأهداف الصهيونية، كان حاييم اروزولوف يعلن أن الهدف اليهودي القومي لا يمكن أن يتحقق عبر تقدم متدرج، بل ? يصنف اروزولوف ? أن الوقت قد حان ليدرك اليهود أن عليهم واجباً غير بناء قوته والمحافظة عليها، ألا وهو أن يجربوا هذه القوة ويقذفوا بها في المعترك حتى يستطيعوا بالتالي فرض مكسب سياسي جديد يسهل إنجاز الأهداف الصهيونية. ويأتي ديفيد بن جوريون ? رئيس الوكالة اليهودية آنئذ ? ليكمل اتجاه الحركة الصهيونية نحو العنف والقوة كوسيلة لتحقيق الأهداف، حيث يلخص بن جوريون بنفسه أسلوب عمل الحركة الصهيونية وتكفير قادتها بقوله: (إن الوضع في فلسطين لا يمكن أن يسوى إلا بالقوة العسكرية، الحرب حرب، وبالتالي فإن عودة العرب إلى يافا ليست ظلماً، وإنما خطيئة كبرى). كما سجل يوسيف فايتس، المسؤول في الوكالة اليهودية ونائب الصندوق القومي اليهودي في مذكراته عام 1940، حول ضرورة طرد السكان العرب يقول (بيننا وبين أنفسنا، يجب أن يكون واضحاً، أنه لا يوجد مكان في البلاد لشعبين معاً، فمع وجود العرب سوف لن نتمكن من تحقيق هدفنا في أن نكون شعباً مستقلاً في هذه البلاد، إن الحل الوحيد هو أن تصبح أرض إسرائيل، على الأقل، بدون عرب، ولا توجد طريقة أخرى لتحقيق ذلك، غير نقل العرب جميعاً بحيث لا تبقى قرية واحدة ولا قبيلة واحدة)، ومن الأسس الفكرية التي وصفها فلاسفة الحركة الصهيونية وقادتها.
|