الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - كان وسطياً.. له العديد من المواقف التي تشير إلى هذا وتؤكد عليه.. منها قربه من المحسن والمسيء.. قال عنه د. الغذامي إنه يوزع الحلوى على الأطفال، ويركل معهم الكرة ويلاطفهم.. وقال عنه إبراهيم التركي: روى الوالد عن أحد أصدقائه حين كان صغيراً أن أباه دعا الشيخ عبد الرحمن لمنزلهم وفيه مذياع أداره الطفل دون انتباه والده على إحدى المحطات وهي تبث أغنية، فلم ينهره الشيخ أو يزجره، وإنما اكتفى بمخاطبته بلطف وطلبه إلى جانبه، وشرع في شرح أهمية المذياع ودوره التثقيفي، وانه مثلما يستخدم لأمور جيدة فإنَّ فيه أموراً أخرى لا ينبغي الحرص عليها. كما أنه يحرص على التثبت قبل الحكم على أي كتاب يصدر خاصة حين يكون بلغة غير عربية ويترجم، فقد تتم الزيادة عليه أو التبديل فيه.. وهذا درس فكري لمن يصدرون أحكامهم على أساس: (يُقال) و(سمعنا)، وهذا ما يراه الإخوان!! وروى من رافق الشيخ في رحلاته من سائقين أو مساعدين انه كان يتعمَّد طلب إيقاف السيارة بشكل منتظم والابتعاد قليلاً، ليدع مجالاً لمن يدخن منهم دون أن يشعر بالحرج أو المشقة. رحم الله الشيخ السعدي فقد كان نموذج اليسر في مسافات العسر.
|