قدَّم د. سعد الكريباني كتاباً بعنوان (كيف أصبحوا عظماء؟).. يحوي قصصاً من حياة بعض العظماء آخذاً باعتباره أن تكون هذه القصة ذات أحداث متتالية مترابطة. ومنها ما قاله الياباني تاكيو أوساهيرا: ابتعثتني حكومتي للدراسة في جامعة هامبورغ بألمانيا لأدرس أصول الميكانيكا العلمية، ذهبت إلى هناك وأنا أحمل حلمي الخاص، الذي لا ينفك عني أبداً، والذي خالج روحي وعقلي وسمعي وبصري وحسي. كنت أحلم بأن أتعلم كيف أصنع محركاً صغيراً. كنت أقرأ كثيراً عن نظريات الميكانيكا.. وفي ذات يوم اشتريت محركاً إيطالياً بقوة حصانين ثمنه يعادل مرتبي كله، فأخرجت الراتب ودفعته للبائع وحملت المحرك، وكان ثقيلاً جداً وذهبت إلى حجرتي ووضعته على المنضدة وجعلت أنظر إليه كأنني أنظر إلى تاج من الجواهر وقلت لنفسي: هذا هو سر قوة أوروبا..! لو استطعت أن أمنع محركاً كهذا لغيَّرت اتجاه تاريخ اليابان. تحولت إلى عامل ألبس بدلة زرقاء وأقف صاغراً إلى جانب عامل صهر المعادن.. كنت أطيع أوامره كأنه سيد عظيم.. قضيت ثماني سنوات.. كنت أعمل خلالها خمس عشرة ساعة في اليوم.. وعلم أمبراطور اليابان بأمري فأرسل لي من ماله الخاص خمسة آلاف جنيه إنجليزي ذهباً.. اشتريت بها عدة وأدوات لمصنع محركات متكامل، ودفعت ما ادخرته من مال لاستكمال إجراءات الشحن. في يوم من الأيام حملت مع عدد من المساعدين عشرة محركات صنعت في اليابان قطعة قطعة حملناها إلى القصر ووضعناها في قاعة خاصة.. ثم أدرنا جميع المحركات العشرة، وحضر الامبراطور ليرى ذلك وبعد أن سمع صوت المحركات قال: هذه أعذب موسيقى سمعتها في حياتي..!! صوت محركات يابانية خالصة.. هكذا ملكنا الموديل وهو سر قوة الغرب نقلناه إلى اليابان.. وبعد ذلك الحدث السعيد ذهبت لأنام عشر ساعات.. لأول مرة منذ 15 عاماً..
|