Thursday 31th March,200511872العددالخميس 21 ,صفر 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

عندما يجتاحني الحرفعندما يجتاحني الحرف
سلوى أبو مدين

استوقفتني صديقتي متسائلة: لماذا تطرحين الهم الإنساني في موضوعاتك رغم أن هناك العديد من الموضوعات التي يحتاجها القارئ للترويح والتنفيس عنه.!
حلقت مع سؤالها بعيدا والذي ينم عن أكثر من معنى.!
وتساءلت: أين هو هذا العالم الذي تبحث عنه وأعني المدينة الأفلاطونية التي كان يرسمها الحالمون في خيالهم؟
فهي تريدني أن أحلق بعيداً مع قافلة النجوم البراقة ورذاذ قطرات الندى وأرجوحة من زهر التيولب.
أن أسبح في الفضاء الشاسع مع سرب من طيور السنونو، بل أكثر لأرسم واقعنا وأغلفه بعالم خصيب قبل أن تطأ أرواحنا الأرض.
ولكن يا صديقتي اسمحي لي أن أجيبك بمقاطع من قصيدة للشاعر محمود درويش:
إنني مندوب جرح لا يساوم
علمتني ضربة الجلاد أن أمشي
على جرحي
وأمشي
ثم أمشي
وأقاوم.
فإذا نجحنا في الأمور الصغيرة، حتما سنكتب العالم بشكل أفضل.
هذا الهم الذي ينتشل أوردتي وتجعلها تضخ أوجاع العالم بكل ما يحمل من مآس، الأمانة تتلخص في أن يحمل المرء شرف المهنة في عمله وقضيته فأين نحن من هذا؟
والأمر يختلف بين الكتاب فلا أستطيع أن أحمل مشعل السعادة وأرى الهم الإنساني يحاصر حبري وأوردتي، خاصة ونحن نحيا في عصر القهر.
فالبشر في هذا العالم فقدوا شرطهم الإنساني وهذا سبب الخراب الهائل الذي يحاصرنا.
ولكن علينا أن نراهن دائما على الإنسان فينا وفي الآخر، وإلا فقد الوجود معناه والحياة قيمتها!.
هذا عالمنا وواقعنا الذي نحياه بلا تزييف أو (أرتوش) عالم أشبه بحجرة مظلمة يغط في الوجع ويعيش في عصر القهر، ويبحث عن الخلاص رغم أنه أصبح قرية صغيرة إلا أن همومه وأوجاعه أكبر منه ولا زال يتكئ على عكاز الأنين.
وسط هذا الضباب الكثيف أحدق ملياً في هذا اللون القاتم، وأفتح نافذة من الخيال أبحث فيه عن صوت إنسان أو طير، فيرتد إليّ صدى الأحزان.
وأردد قول الكاتبة:
هذي قصة إنسان في ذاتي
غفت سهواً
أقامت في
مدائن عمق مأساتي
تشاكسها خيالاتي
عباراتي تثور.. تفجر الأوقاتِ
تزرعني سؤالات.
مرفأ:
الحرف هاجس يسكتني.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved