سقط القناع وبانت الأهواءُ
فإذا المزاعم كلهن هراءُ
وتكشفت سود الوجوه جلية
وبدا لنا أين استكن الداءُ
ياطغمة تبغي الفساد وتحتذي
في غيها ما يفعل الأعداءُ
سقطوا بفعلهم المشين وحققوا
بحماقة ما يبتغي الغرباءُ
خدموا أعادينا بسوء صنيعهم
وكذاك دوماً يفعل البلداءُ
إبليس قد فعل الفعال بلبّهم
ولما أساؤوا زين القرناءُ
(وابن الفجاءة) في الخروج إمامهم
ولفكره في فكرهم أصداءُ
أفكار بغي تغتلي برؤوسهم
فعلت بهم ما تفعل الصهباءُ
فقدوا الصواب فجانبوا سبل الهدى
لما غلوا إن الغلو وباءُ
عاثوا فساداً في البلاد وخربوا
وهوت بهم صوب الردى غلواءُ
وبخدمة الدين الحنيف تشدقوا
كذبوا فللدين الحنيف أساؤوا
ما ذنب شيخٍ طاعن في سنه
قد أرهقته سنيه الكأداءُ
ما ذنب طفل لم تزل خطواته
معدودة تنتابه الأرزاءُ
ما ذنب وجدان التي قد أطفئت
فيها الحياة ونورها الوضاءُ
وُئِدَت طفولتها البريئة غيلة
فبكى عليها الأهل والغرباءُ
مَاذنب ذي عهد أتى مستأمنا
غالته أيدٍ ما لهن وفاءُ
ما ذنب شعب آمن في سربه
ألأنَّ فيه شهامة وإباءُ؟!
أخوارج العصر الحديث تأملوا
في فعلكم إنْ فيكم عقلاءُ؟
تجدون موبقة أتيتم جهرة
والعار فيها مئزر ورداءُ
يا أمتي إن الخطوب جسيمة
والصبر فيها بلسم ودواءُ
سِيري على نهج الإله وهديه
نهج الهدى والشرعة السمحاءُ
وتتبعي هدي النبي محمد
إن التتبع للنبي نجاءُ
لا تحفلي بالخارجين فإنهم
لن يفلحوا مادام فيك وفاءُ
مهما يطول الليل في إعتامه
لا بد أن تتفتق الأضواءُ