* لندن - طلال الحربي: أعرب صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وأيرلندا عن سعادته بزيارة مقر رابطة العالم الإسلامي في لندن وأنه يتمنى لمدير مكتب الرابطة في لندن وزملائه كل توفيق. وفي رد على سؤال ل(الجزيرة) حول أن المملكة صاحبة فكرة الرابطة ودعمتها منذ انشائها ولكن بعد الحملة الشرسة على الإسلام والمسلمين هل تغيَّرت سياسة المملكة في دعم الأعمال الإسلامية.. أكد سموه انه تم انشاء الرابطة في عهد الملك سعود - رحمه الله - ودعم المملكة للإسلام والمسلمين أمر مفروغ منه بالنسبة للمملكة والمملكة ستدعم المسلمين في كل بقاع العالم بكل ما تستطيع من قوة وإمكانيات وبالإضافة لذلك كما فعلت في السابق بكل ما تملك من نصح وطيب كلمة وحسن تعبير مشيراً إلى أن العالم الإسلامي يواجه هجمة شرسة من قبل فئات لها أغراض معينة والغرض الاساسي هو كسر شوكة الإسلام في العالم.. وقال إن المسلمين في كل العالم وليس المملكة فقط يجب أن يتكاتفوا لمواجهة هذه الهجمة الشرسة. وكان صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل قد ارتجل كلمة شكر فيها معالي أمين عام الرابطة ومدير مكتب الرابطة في لندن والحضور على إتاحة الفرصة للتخاطب والتحاور مع بعض وتداول الأفكار والاستمرار بالحوار وقال إن الله سبحانه وتعالى هو حامي دينه، وأكد سموه أنه منذ أتى لهذه البلاد فهذا هو أسلوبه مع أهل البلد، اللقاء، والحوار، والمجادلة، والتلاقي، واننا إن انكفينا على أنفسنا لما استفدنا وأفدنا وأن ميزة الإسلام خلال جميع العصور أنه انتشر من خلال العبرة التي يقولها المسلمون أنفسهم من خلال حياتهم وسلوكهم اليومي فكان دائماً مثالاً للصدق والأخلاق الحسنة والتعامل السمح والأخوة الصادقة وبهذا كان الإسلام ينتشر في جميع دول العالم كما ينتشر اليوم في هذه البلاد أو غيرها في هذا الكون. وكان الحفل الخطابي الذي أقيم بمناسبة زيارة سفير خادم الحرمين الشريفين بالمملكة المتحدة وأيرلندا إلى مكتب رابطة العالم الإسلامي في لندن قد بدأ بآيات من الذكر الحكيم تلاها رئيس جمعية علماء بريطانيا أكرم حافظ ثم ألقى مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي بلندن الشيخ عبد العزيز الحربي كلمة ثمَّن فيها زيارة صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل لمكتب الرابطة في لندن وشكر معالي أمين عام الرابطة سموه الكريم على دعمه للجاليات الإسلامية واهتمامه بقضاياهم والتعرف على أحوالهم مشيرا إلى أن هذه الزيارة تترجم أقوال سموه إلى أفعال وأن فكرة التضامن الإسلامي وهي من بذور الخير التي بذرها الملك فيصل - رحمه الله - وتولى رعايتها من بعده إخوانه البررة. وأكد الشيخ عبد العزيز أن الواجب الديني يحتم علينا المشاركة بفعالية وتأثير في المنظومة العالمية الجديدة واننا كمسلمين لسنا مع أو ضد تلك التيارات وكلنا مع النظرة النقدية الواعية وأكد مدير مكتب الرابطة في لندن أن الإسلام ليس تيارا فكريا أو ظاهرة وقتية يخشى عليها من التيارات الوافدة وأكد أننا يجب ألا نتجاهل أننا لا نعيش وحدنا في هذا العالم وأننا نعيش في عصر ثورة المعلومات وعصر السماوات المفتوحة وأنه لا مجال للانعزال أو التقوقع على النفس وأكد أن الأحزاب والطوائف التي حادت عن الطريق جنت على الإسلام والمسلمين وهدمت أكثر مما بنت. من ناحيته أكد الشيخ عبد الرحمن السعيد مدير مكتب الدعوة والإرشاد في لندن على دور الدعاة عامة وفي الغرب خاصة ووجوب التغيير في طريقة العمل الإسلامي وأن يكون للداعية صلات وثيقة بالشخصيات الأكاديمية من المسلمين أو من يبدون تعاطفا مع المسلمين وأن يشارك باللقاءات والحوارات الثقافية وتبيين وجه الحق في الكثير من القضايا الإسلامية وأن يعيد الداعية النظر في المواد الدعوية المطبوعة ويطرحها للتجديد والتعديل وأكد الشيخ السعيد أنه على الداعية أن يأخذ بعين الاعتبار كل المستجدات وأن يستثمر ثورة المعلومات والاتصالات. وبعد تناول طعام الغداء سلَّم صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل هدايا مقدَّمة من خادم الحرمين الشريفين عن طريق الرابطة للحضور عبارة عن تسجيلات لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها كما قدَّم مدير مكتب الرابطة بلندن إلى سموه الكريم درع الرابطة مقدم من معالي أمين عام الرابطة كما قدم لسموه هدية مكتب لندن ثم اختتم سموه زيارته بتسجيل كلمة في سجل الزوار وقد رافق سموه في زيارته لمكتب رابطة العالم الإسلامي في لندن السفير فريج العويضي نائب رئيس البعثة وعدد من المسؤولين وحضر الحفل عدد كبير من رؤساء الجمعيات الإسلامية والمهتمين بالعمل الإسلامي وعدد من الإعلاميين. ومن الجدير ذكره أن رابطة العالم الإسلامي في لندن مسجلة كجمعية خيرية لدى الحكومة البريطانية وتم شراء المبنى الحالي منذ 24 سنة من الوقف الخيري الخاص بالمساجد في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عن طريق سفارة خادم الحرمين الشريفين بالمملكة المتحدة وأيرلندا ويقع المبنى في قلب لندن حيث تشهد المنطقة جمعا كبيرا من المسلمين كما أنه بالقرب من مستشفى كبير وجامعة لندن ومدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية التي تعج بالطلبة المسلمين وقريب لعدد كبير من محطات القطارات وتمت توسعة المسجد بحيث أصبح يتسع ل (2200) مصلٍ وتقام فيه جميع الصلوات بما فيها صلاة الجمعة كما تم توفير مكاتب لأربع جمعيات إسلامية داخل المبنى وهي الندوة العالمية للشباب الإسلامي, مجلس مسلمي بريطانيا، جمعية العائلات المسلمة، ومعهد شؤون الأقليات المسلمة.
|