هذه دلتي وذا إبريقي
وكتابي مؤانسي ورفيقي
وأنا في (الصفراء) أوقد ناري
مشرئبا كطائر البطريق
وأمامي غدير ماء كعين الد
يك صاف بغير ما ترنيق
كصفاء المرآة يعكس ما في
الأفق من حوله بشكل دقيق
وعلى الضفة البعيدة طير
شغلت بالوقوع والتحليق
أمنت شر صائد يفسد الجو
عليها بالصيد والتفريق
وبساط من سندس يبهر العين
جمالاً بدقة التنسيق
وبه الورد راقصاً ينفح العطر
وتندى أوراقه بالرحيق
كشفاه الحسان يضحكن خبثاً
حين يبصرن بصبصات العشيق
وأرى الشمس تختفي من حياء
خلف ستر من الغمام رقيق
ثم تبدو فتملأ الكون نوراً
وتشيع السرور من بعد ضيق
فإذا الأرض كلها قد تغشت
برداء من الجمال أنيق
هذه صنعة الإله فما امتدت
إليها الأكف بالتزويق
يعجز الفن أن يضاهي خلق الله
في صامت وفي منطيق
كلما أبصرت عيوني صنع الله
من دهشتي شرقت بريقي
منظر يأسر المشاعر بالحسن
ويغري العيون بالتحديق
وأنا جالس أمتع طرفي
أتمنى لو كان عندي صديقي
وحوالي هايلكس قوي
يقهر الوعر كالجواد العتيق
أمتطيه إذا البلابل غنت
وإذا الشمس آذنت بالشروق
فهو طوراً على سنام كثيب
وهو حيناً في بطن واد سحيق
يعبر الرمل والجبال فلا يطلب
إلا التغيير بالتعشيق
يا أبا إبراهيم والشوق يطغى
لست في حاجة إلى تشويق
هذه الصورة التي كنت فيها
هي في الذهن في مكان وثيق
وأنا في الرياض أحمل هماً
للمسافات وازدحام الطريق
وانتشار الفوضى على كل درب
وافتقار النظام للتطبيق
يفرح المرء بالوصول إلى البيت
سليماً من أي أمر معيق
وترى المرء في خضم زحام السير
في كربة كحال الغريق
وصغار الشباب يعطون تصريحاً
ولكن بدون فحص حقيقي
وكثير من العمالة قادوا
مركبات دخانها كالحريق
وترى أكثر الحوادث منهم
يستوي الآسيوي والإفريقي
إن من زوال القيادة بالجهل
حري بقلة التوفيق
وهواة التفحيط قد أزعجونا
يعشقون التشجيع بالتصفيق
أرعبوا الناس في الشوارع ما بين
سباق وسرعة وزعيق
وترى البعض يقطعون الإشارات
فلا يرقبون أدنى الحقوق
وكأن ليس في الوجود سواهم
وهو أمر يدينهم بالعقوق
لا يسيرون في المسارات قصداً
إنما يعمدون (للتزريق)
ورجال المرور لم يستطيعوا
منعهم باللحاق والتطويق
وإذا ما النصيح أسدى إليهم
رفضوا نصحه بوجه صفيق
فعسى الله أن يعيد الذي أخطأ
منهم إلى سواء الطريق
وعسى الله أن يمن عليهم
بمزيد من الشعور الرقيق