لست براصد لكل ما دار في الانتخابات البلدية، لكنني تابعت ما كتب عنها عالميا، حيث قدر لي خلال الشهر الماضي أن أخوض تجربة وطنية جديدة شارك فيها فئة كبيرة من سكان عاصمتنا الحبيبة رياضنا الغالية، وخلال فعالياتنا الانتخابية الخاصة، تقاطرت علينا وفود صحفية وإعلامية عالمية مختلفة منها الأمريكية ومنها الأوربية، وقد دارت بيني وبينهم وبين مدير حملتنا الانتخابية الاستاذ الدكتور محمد جابر اليماني عدة لقاءات ومحاورات انصب أكثرها على فعاليات الانتخابات والمرحلة الجديدة التي شهدها وطننا الغالي، والثقافة والتنظيم الجديدان اللذان سادا مجتمع الرياض خلال فعاليات الانتخابات، وقد دارت بعض المحاورات بيننا، وبين عدد من الصحفيين حول الانتخابات، وقد حاول أولئك الصحفيون من خلال تلك اللقاءات أن يستشفوا بعض الأمور الخارجة عن الانتخابات البلدية، من ذلك ما يتعلق بالمملكة وبالعالمين العربي والإسلامي، وبأوضاع العراق والمناطق المجاورة للمملكة، ولعل أولئك الصحفيين أرادوا الاطلاع على وجهات نظر شريحة من المثقفين والأكاديميين كانوا من وجهة نظرهم عماد نشاطنا في فعالياتنا الانتخابية، وهم يقدمون خدمات إعلامية عالمية، كما أن كثيراً منهم يقومون باستطلاعات معينة للآراء لجهات معينة تطلب منهم ذلك، كما أن البعض منهم يحاول إيصال رسالة معينة تنطلق من مصالح بلدانهم بمسميات وبمضامين مختلفة بعيداً عن الرسميات وعلى سبيل المثال فإنني أذكر بعض المواقف الخاصة مع أولئك الإعلاميين العالميين، خلال عدد من المقالات المسلسلة بإذن الله. مندوبة (لوس أنجلوس تايم) الأمريكية، كانت قضيتها الرئيسية هي وضع المرأة السعودية في الانتخابات البلدية، حيث حاولت معرفة رأيي وزملائي في الحملة من السماح للمرأة بدخول الانتخابات كناخبة ومرشحة، بالإضافة إلى بعض التصورات الأخرى عن حال المرأة في المملكة فأبديت لها وجهة نظري، كما طلبت منها مناقشة ابنتي التي تجيد الانجليزية بطلاقة- ولله الحمد- فأعطتها وجهة نظرها كفتاة مثقفة عاشت مع والديها في أمريكا فترة من الوقت مما مكنها من المقارنة بين المرأة السعودية والأمريكية، ومن خلال اطلاع ومعايشة، وقد أظهرت لها حرص المرأة السعودية على الأسرة ومكانتها في المجتمع كصانعة للرجال، وهذا هو الأهم بالإضافة إلى كونها في الغالب مخدومة من الرجال وليست خادمة لهم كما يتصور الغربيون، بل محل تكريم واحترام ومشاركة، مع وجود الحاجة لها في مجتمعنا وقيامها بالواجب في قطاعات مختلفة فيما لا يتعارض مع ديننا وبيئتنا، وقد أظهرت الصحفية إعجابها بهذه النوعية من الحديث الذي ذكرت أنها سمعت نقيضه من بعض الأكاديميات السعوديات، وذكرت لي أسماء بعض من أعرفهن ممن كان لهن وجهات نظر أخرى، فدعوت الله لهن بالعائلة السعيدة والبيت الزوجي المبني على تعاون الرجل والمرأة ليعرفن نعمة المرأة التي يفتقدها كثير من المثقفات، وقد سألت تلك الصحفية أسئلة أخرى تتعلق ببعض المرشحين المنافسين ومصروفاتهم الكبيرة في حملاتهم الانتخابية، فامتنعت عن التعليق أو الإساءة لأي من المرشحين، وذكرت لها أن من حق الجميع خوض التجربة، أما نفقاتهم ودعاياتهم فما دامت في حدود النظام والتعليمات فهي حق لهم وهم أحرار فيها، وقد كانت حريصة على معرفة الفعاليات المصاحبة لمخيمنا الانتخابي وموضوعات المحاضرات واللقاءات العلمية ومؤهلات المتحدثين فيها. وقد أبدت رغبة شديدة في زيارة المخيم أثناء الفعاليات، وكانت تلبس عباءة سوداء وتغطي شعرها احتراماً للجمهور بالإضافة إلى أدبها وأسلوبها الراقي في محاولة التخفيف من الحرج الواقع علينا في حال دخولها مخيما فيه المئات من الرجال ولا يوجد امرأة واحدة، فأبدت حرصا على أن تكون في آخر المخيم مع من يترجم لها دون أن تدخل وسط الرجال، وكان الموقف صعبا حيث إننا بصدد رصد صحفي عالمي، وفي الوقت نفسه بحضرة جمهور له وجهة نظره التي التي نقدرها ونحترمها، فكانت أثناء زيارتها تجلس في آخر المخيم، وقد أبدى بعض جمهورنا استغرابه لحضور تلك المرأة وسط الفعاليات لكنهم اقتنعوا بعد محاورة خاصة لم تلحظ تلك الزائرة أي شيء منها، وكان مرافقها من فعالياتنا مثالاً في حسن التعامل معها. استمعت لجزء من اللقاء العلمي وأعجبت بعروض المحاضرين وجديتهم حيث صادفت موضوعاً اقتصادياً بلديا بحتا يتعلق بتخصيص بعض الخدمات البلدية واثره على تلك الخدمات، وقد نشرت عن تلك الزيارة وشيئا من المقابلة في صحيفة لوس أنجلوس تايمز في حينها.ولي لقاء آخر في مقال قادم بإذن الله عن مواقف أخرى مع أولئك الإعلاميين العالميين.
|