حملة عمالية تصحيحية
علي الخزيم

كما أن صحيفة (الجزيرة) كانت من أوائل من حذّر من التداعيات الأمنية الاجتماعية الأخلاقية لتجمعات العمالة في حي البطحاء بالرياض، ودعت إلى التطهير العاجل لتلك البؤر وما جاورها، وأن تشمل الحملات بقية بؤر التلوث في بقية المناطق، فإني وعبر (الجزيرة) أيضاً ألفت الانتباه إلى أن خلايا عمالية باحثة عن الكسب غير المشروع قد عمدت إلى بيات لم تحدد مدته تحسباً لحملات أمنية هنا وهناك. وكل الرجاء من الجهات الأمنية والجهات ذات العلاقة أخذ ذلك في الحسبان.
وعبر (الجزيرة) (وهي صاحبة المبادرات الخيرة) فإني أطرح فكرة تنظيم حملة وطنية مدروسة من الجهات المعنية، مختصرها أن يتخلى كل مواطن عن أي عامل زائد وافد لديه وأن يسارع لتسفيره طالما أن الحاجة لا تدعو إليه، بمعنى أننا نتعاون جميعاً في سلوك وطني مخلص ونراجع أوضاعنا وحساباتنا مع عمالتنا وما زاد نختم له خروجاً نهائياً، بشرط ألا يخل ذلك بتركيبة سوق العمل ولا يربك أصحاب المصالح أو يضيق عليهم. فالمعنيون بالحملة المنشودة لديهم من الآلية ما يكفي لتحديد خطوط الخطأ والصواب لتتم على ضوئها عملية إجلاء أي عامل زائد يعبث بالبلد ويصدر ويحول أرزاقه بطرق ملتوية، لنحل محلهم أبناء وشباب الوطن اللاهثين وراء لقمة العيش، يبحثون عن فرص مشروعة نزيهة للعمل يعيشون بها أسرهم التي تعقد عليهم وعلى مسؤولي الوطن آمالاً بأن تجد مشكلاتهم حلولاً عاجلة تشفي الغليل.. من حق الوطن علينا أن نضحي بالكثير من أجله، فلماذا نستكثر الاستغناء عن اعداد من العمال لا نحتاجهم، بل إنهم عبء على الوطن وهمٌ ثقيل على المواطن؟!