Wednesday 2nd March,200511843العددالاربعاء 21 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "زمان الجزيرة"

9 جمادى الأولى 1392هـ الموافق 20 يونيو 1972م - العدد (396)9 جمادى الأولى 1392هـ الموافق 20 يونيو 1972م - العدد (396)
كلمات ..، حتى نصل
حديث عن الأدب والثقافة
بقلم : محمد منصور الشقحاء/الطائف

الحديث عن الثقافة شيء جميل وجذاب ولكن عندما يهم الأديب أو الكاتب الولوج في لب الموضوع، يتوقف حائراً اما عند الكلمات الأولى التي يبدأ بها حديثه أو عندما يحاول الاستشهاد بشيء ما لتدعيم ما ذهب اليه والمتعارف عليه أن الشواهد تكون من خلال دراسة وافية وهذه الدراسة لا تعطي الكاتب حق الاقتباس أو الاستيلاء على أفكار قد سبقه اليها أناس وقلبوا الموضوع راسا على عقب أو وجد في الأديب الذي درسه أو الموضوع الذي تطرق له صورة أخرى فحاول مما كانت دارسين تلك الصورة أو الأديب محاولاً طمس معالم الأديب أو الصورة ودمجها بأخرى أكل عليها الدهر وشرب.. ونحن هنا نعيش هذه الحالة ونعيش حالات أخرى شاذة رغم المحاولات اليائسة في الخروج بأدبنا من بوتقة المجاملات والأخذ بالخاطر وبطاقات
قرأت منذ مدة جملة تقول (ان المشاكل مختلفة وطريقة التفكير مختلفة والرؤيا الانسانية مختلفة ولكن الارتباط قائم في الأعماق) والرؤيا الانسانية تسير في وازع واحد وداخل منولوج قائم بذاته.
فمع شعور أديب اليابان الأول بالذنب لاستلامه جائزة نوبل إلى هلوسة مؤلف قصة حب تلك الرؤية الساذجة التي وجدت فيها السينما الأمريكية شيء يعيد لها أمجادها على ما تبقى من عقل للمؤلف الذي فوجئ بأن قصته التي جرى نشرها في تردد وخوف تكتسح العالم وتدر ملايين الدولارات. مع كل هذا نحن نعيش في القعر ننهل من أدب البطاقات والدعوات الخاصة ونستغرب تلك المحاولات الجريئة مثل ما جاء في حديث الأستاذ عبدالرحمن السدحان عن كعب بن مالك الذي عنى بدراسته واصداره في سلسلة المكتبة الصغيرة الأديب عبدالعزيز الرفاعي (أني أتمنى على الكتاب الأفاضل أمثال استاذنا الرفاعي أن يفرغوا اقدامهم للحديث عن أبعاد تجربتنا الحضارية الحالية وآمالنا العادلة نحو الغد).. اننا ندعو مع الأسف إلى المسيرة لكن لا نشارك رغم مقدرتنا على مد اليد ولو بصنيع لا يذكر.. انما نكتفي بالنقد لنقلل من العمل واثره وإذا دب الكساد وسرى في النفس الطامحة الوثابة الخمول.
قدمنا بطاقة دعوة.. ومن هذه البطاقات أقدم ثلاثا وقفت أمامي فجأة.
البطاقة رقم واحد..
هي بطاقة الأستاذ علي عمر جابر التي قدمها على صفحته السابعة بجريدة عكاظ والتي لم يستطع الأستاذ عبدالله جفري تجاوزها فأخذ يعلك كلماته (انه يطلب مني ان اقف بالعرض هذا الرجل على عمر جاء الذي يجعل بطاقة التعريف بشخصه ضحكة مجلجلة لها ألف خلخال).
ووقف عندها هاشم عبده هاشم بين الكآبة والذهول (لقد اصبت بالذهول وأنت تقف في بحيرة الأماني، وقد جف منها حتى العطش نفسه وقد تمزقت الاحلام كذلك لقد صرت وهما كبيرا في لحظة عنيفة).
والأدباء من رجال الصحافة المعروفين وأدباء الشباب المتشعلقين بلحظات وصور مهاجرة.
أما البطاقة الثانية.. فقد كانت من اليمامة المجلة، حيث كتب الدكتور غازي القصيبي عن المطلوب من الصحافة الادبية بعدما وجد المخرج ( كان المخرج من الحيرة ما ذكره الصديق المشتري من أن هذا العدد سيواكب الذكرى السنوية الثالثة لليمامة في شكلها الحالي) وكتب الدكتور محمد عبده يماني ( لا تترحموا على الصحافة والأدب عفا الله عن الأستاذ عبدالله القرعاوي، فقد دعاني إلى محاولة الكتابة مرة أخرى فوجدت نفسي وكأني اجتبر قلمي من أغوار سحيقة).
والبطاقة الثالثة.. وتحدث معها الكثير منهم المرحوم محمد سرور الصبان (وصاحب المنهل الأستاذ عبدالقدوس الانصاري يريدني أن اتحدث عن ذكرياتي الماضية) وكأن للدعوة اثرها فقد قال الأستاذ أمين مدني (ونزولا على رغبة الاستاذ عبدالقدوس الانصاري في الإيجاز أراني مضطراً إلى عدم تقديم نماذج للشعر والنثر تبين لنا مراحل تطور الأدب العربي).
والملاحظ خلال البطاقات الثلاث هو أن الداعي اكتفى بتأمل تأثير دعوته.. فدعوة اليمامة لم يقم محمد المشدي بالكتابة عن الصحافة ولا عن الدور الذي مثلته اليمامة منذ نشأتها حتى تاريخ إصدار ثلاث سنوات صحافة.
أما علي عمر جابر فاكتفى بكليشة الصفحة السابعة ولم يحاول التحدث مع المتحدثين عن أبعاد الفكر الانساني.. اما الأستاذ عبدالقدوس الانصاري فقد كانت مشاركته انما هي تقديم الادباء مراعيا بذلك الأشخاص الذين وصلت بطاقاتهم..
وكان بودي اثناء تصفحي لكل هذا أن أخرج بشيء واستقر على خارجة تقول لي أن المعنيين عندنا بشئون الأدب ليسوا كما وصلت مجرد أدب بطاقة. وانما هم كما اراد الدكتور غازي القصيبي.. معاناة قبل أن يحتاج إلى ثروة من المترادفات اللفظية.. ولكن متى نعي ذلك..
اني انتظر..

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved