في مثل هذا اليوم من عام 1867 أقر الكونجرس الأمريكي قانون إنشاء وزارة التعليم الأمريكية بعد مضي نحو سبعين عاماً على استقلال الولايات المتحدة عن الاحتلال البريطاني في أواخر القرن الثامن عشر. فبعد استقلال الولايات المتحدة وفي إطار النظام الفيدرالي (الاتحادي) الذي تبنته الولايات الأمريكية فيما بينها كان التعليم من أحد القطاعات التي تركت لحكومات الولايات لذلك لم تظهر الحاجة إلى وجود وزارة تعليم مركزية. ولكن بعد الحرب الأهلية في منتصف ستينيات القرن التاسع عشر بين الولايات الجنوبية المعارضة لقرارات إلغاء الرق وبين الحكومة المركزية برئاسة إبراهام لنكولن التي أصدرت قرارها الثوري بتحرير كافة الرقيق في الولايات المتحدة.رأت إدارة الرئيس لنكولن أن وجود وزارة تعليم مركزية يمكن أن تساعد في توحيد المفاهيم والقيم بين مختلف أفراد الشعب الأمريكي حتى لا تتكرر مأساة الحرب الأهلية مرة ثانية.ورغم تأسيس هذه الوزارة فإن سلطاتها ظلت محدودة حيث احتفظت الولايات بسيطرتها على النظام التعليمي بها مما أدى إلى تفاوت كبير بين الولايات المختلفة. ورغم مرور حوالي 140 عاما على إنشاء هذا الوزارة فإنها ظلت محورا لجدل لا يتوقف بين أفراد وتنظيمات النخبة السياسية في واشنطن. فالبعض يرى وجودها ضروريا من أجل الحفاظ على النظام التعليمي في الولايات المتحدة والبعض الآخر يراها مجرد جهاز بيروقراطي لا يسمن ولا يغني. وقد شهد عام 1979 حملة عنيفة من جانب الجمهوريين الأمريكيين ضد وزارة التعليم للمطالبة بإلغائها والاكتفاء بإدارات التعليم في الولايات ولكن الحملة فشلت.
|