في مثل هذا اليوم من عام 1938 أعلن الرئيس المكسيكي لازارو كارديناس تأميم صناعة النفط المكسيكية. وكانت أعمال التنقيب عن النفط في المكسيك قد بدأت عام 1869ولكن لم يتم الكشف عنه حتى مطلع القرن العشرين. وبدأ الانتاج التجاري لهذه السلعة الاستراتيجية في المكسيك عام 1901. وبحلول عام 1910 دخلت المكسيك وبخاصة منطقة خليج المكسيك قائمة الدول النفطية فأصبحت مطمعا للشركات الأمريكية والبريطانية والأسبانية العملاقة التي تتطلع إلى استغلال ثرواتها النفطية. ثم بدأت المكسيك تصدير النفط عام 1911م. وعندما صدر الدستور الدائم للمكسيك عام 1917 أعطى الحكومة الحق الدائم في استغلال كافة موارد البلاد النفطية مما وضعها في مواجهة مع الشركات الأجنبية. وفي عام 1923 نجحت الحكومة المكسيكية في توقيع اتفاق بوكاريلي الذي حدد العلاقة بين الحكومة المكسيكية والشركات الأجنبية على أساس قيام الشركات باستغلال النفط بموجب حقوق امتياز ممنوحة من جانب الحكومة وليست حقوقاً ملكية. ورغم ذلك لم ينتهِ الصراع بين الحكومة والشركات حتى عام 1938 عندما قررت الحكومة تأميم قطاع النفط في البلاد. ورغم أن الحكومة المكسيكية عرضت تقديم تعويضات للشركات الأجنبية فإن الشركات الأمريكية ضغطت على حكومة واشنطن من أجل فرض حظر على جميع صادرات المكسيك النفطية حتى لا تتشجع باقي دول العالم وتسير في اتجاه تأميم صناعة النفط بها الخاضعة لسيطرة الشركات الأمريكية. ولم تنجح الخطوة الأمريكية حيث شهد القرن العشرين موجة لتأميم صناعة النفط في الدول المنتجة نظرا لضعف العائدات التي تقدمها الشركات العالمية مقابل استغلال هذه الثروة فلم تجد الدول المنتجة مفرا سوى تأميمها حتى تضمن حق شعوبها في تلك الثروات. وكانت المكسيك أثناء الحرب العالمية الأولى ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن مكانة المكسيك في سوق النفط العالمية تراجعت بعد ظهور النفط في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط حيث أصبحت المملكة العربية السعودية أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم.
|