في مثل هذا اليوم من عام 1956 قررت المغرب إلغاء معاهدة فاس تمهيدا لإعلان استقلال المملكة المغربية عن الاحتلال الفرنسي. وكانت المحاولات الفرنسية لاحتلال المغرب قد بدأت منذ أواخر القرن التاسع عشر بعد نجاحها في احتلال الجزائر وتونس ولكن هذه المحاولات اصطدمت في البداية بتعارض المصالح مع الدول الأوروبية الأخرى وبخاصة أسبانيا التي كانت لها مصالحها الواسعة في منطقة المغرب العربي ثم ألمانيا التي بدأت تتطلع إلى جزء من الكعكة الاستعمارية في إفريقيا وبالطبع مع بريطانيا التي كانت القوة الاستعمارية الأولى في العالم في ذلك الوقت. وبعد أن تمكنت فرنسا من تسوية خلافاتها مع القوى الأوروبية الأخرى حيث عقدت اتفاق (الوفاق الودي) مع بريطانيا واتفاقا مماثلا مع أسبانيا ثم مع ألمانيا شددت ضغطها على ملك المغرب مولاي عبد الحفيظ الذي وقع معاهدة فاس في الثلاثين من مارس عام 1912 التي أدخلت المغرب تحت الحماية الفرنسية واعترفت في الوقت نفسه بالمصالح الأسبانية في إقليم الريف التابع للمغرب. ولكن الزعيم الوطني الشيخ أحمد الهيبة ابن الشيخ ماء العينين يرفض المعاهدة فيدخل مراكش في جيش كبير معلنا نفسه سلطانا ورافضا اتفاقية الحماية الموقعة بين السلطان مولاي عبد الحفيظ والفرنسيين. ولكن القوات الفرنسية التي كانت قد بدأت تتدفق على المغرب منذ عام 1907 تمكنت من كسر هذه الحركة الثورية حيث احتفظ مولاي عبد الحفيظ بالعرش. وشهدت المغرب العديد من الانتفاضات الشعبية التي هدفت إلى التخلص من الاحتلال الأجنبي سواء الفرنسي أو الأسباني منذ بداية الاحتلال وحتى الحصول على الاستقلال عام , 1956.
|